مؤتمر حاشد ب«الصحفيين» ضد «اعتداء بلطجية نقيب الصيادلة» على الزملاء

عقدت نقابة الصحفيين مؤتمراً حاشداً، أمس، للرد على اعتداءات نقيب الصيادلة على الصحفيين، وإصابة بعضهم إصابات بالغة.
وقال جمال عبدالرحيم، عضو مجلس نقابة الصحفيين، خلال المؤتمر، إن نقابة الصحفيين احتضنت وستظل تحتضن كل فئات الشعب المصرى، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يستنكر الجريمة الممنهجة التى تعرض لها الزملاء أثناء عملهم فى مقر نقابة الصيادلة مؤخراً، تلك الجريمة التى ترفضها الجماعة الصحفية والأحزاب السياسية والنقابات المهنية.
وأضاف: «ما حدث هو اعتداء همجى ووحشية، حيث تم الاعتداء عليهم بالضرب، واحتجازهم فى النقابة أكثر من ساعتين، وتكسير أدوات تصويرهم، وهو أمر لن يمر مرور الكرام».
وواصل: «جميع الزملاء أعضاء المجلس كانوا على اتصال بالزملاء، وأصدرنا بياناً، وتواجدنا معهم بنقابة الصيادلة وفى تحقيقات النيابة، فالنقابة كانت حاضرة، وهذا واجبنا تجاه الزملاء، ومجلس النقابة تحرك فوراً، وبداية الأسبوع المقبل هناك اجتماع طارئ لمجلس النقابة لبحث أزمة الاعتداء على الصحفيين لأن ما حدث جريمة مكتملة الأركان».
وأكد أن الاعتداء على الصحفيين كان بصفتهم وليس بأسمائهم، فهو اعتداء على كرامة الصحافة ومجلس النقابة، مشيراً إلى أنه بعيداً عن قانون العقوبات الذى يعاقب المعتدين، فإن هناك نصاً صريحاً فى قانون تنظيم الصحافة والإعلام الجديد- المادة 100- تعاقب بالحبس والغرامة كل مَن يعتدى على الصحفيين.
وقال محمد سعد عبدالحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن الزملاء الصحفيين المُعتدَى عليهم بنقابة الصيادلة قاموا بفضح بلطجة نقيب الصيادلة، المدعو محيى عبيد، وهو مَن يدخل النقابة واتحاد المهن الطبية بالأسلحة البيضاء والبلطجية، واصفًا إياه ب«البلطجى المحترف».
وتابع: «بلطجية (عبيد) لو كانوا جزارين فلن يقوموا بفعل ذلك.. الزملاء كانت تسيل دماؤهم على الأرض، لم أرَ مشهداً مثل هذا من قبل»، مشدداً على أن الصحفيين لم يدخلوا فى معركة مع الصيادلة، وأن المدعو محيى عبيد تم عزله من منصبه، وعزلته الجمعية العمومية وطردته، لكنه احتل مقرى النقابة واتحاد المهن الطبية بالبلطجية.
ولفت إلى أن مجلس النقابة سيوجه لوماً إلى الصحف والزملاء الذين لم ينشروا واقعة الاعتداء، مؤكداً أنها قضية النقابة كاملة، وستمنع نشر اسم وصورة النقيب إلا فى حالة الواقعة محل التحقيق، وفى هذه الحالة سيتم نشر صورته «نيجاتيف» كنوع من أنواع التأديب، موضحاً أن النقابة ستمنع النشر للمدعو فقط وليس للنقابة، خاصة أنه على مشارف انتخابات.
واستطرد قائلاً: «نحن مستمرون فى إجراءاتنا النقابية ضد أى شخص تسول له نفسه الاعتداء على الصحفى أثناء تأدية عمله، والاعتداءات التى تتكرر على الصحفيين لن تمر مرور الكرام، فهى اعتداء على الشعب المصرى وليس الصحفيين فقط، ولن نتهاون فى حق الشعب المصرى فى الحصول على معلومة». وأكد محمد شبانة، أمين الصندوق بنقابة الصحفيين، أن النقابة قادرة على استرداد حقوق الزملاء بالقانون، ولن يتم التنازل عن حقوقهم التى تمثل حقوق جميع الأعضاء. واستطرد أن الاعتداء على الزملاء الصحفيين شرف لهم، خاصة أنهم كانوا يمارسون عملهم، مشيداً بمواجهة هذا الاعتداء ببسالة.
وقال عضو المجلس محمود كامل: «تلقيت أثناء عقد المؤتمر الآن اتصالاً هاتفياً من عضو بمجلس النواب أفاد بعرض المدعو محيى عبيد الاعتذار فى نقابة الصحفيين بشخصه، وهو ما رفضه الحضور بالمؤتمر سواء الصحفيين المُعتدَى عليهم أو أعضاء المجلس».
من جانبه، قال عاطف بدر، الصحفى ب«المصرى اليوم»، أحد المُعتدَى عليهم: «كنا نتابع انتخابات نقابة الصيادلة منذ يوم السبت، ويوم الإثنين ذهبنا لتغطية ترشح الدكتور كرم كردى لمنصب النقيب، ووقفنا معه للحصول على تصريح صحفى منه، وأثناء ذلك جاء فايز شطا، مدير النقابة، وتحدث تليفونياً مع النقيب».
وأضاف، خلال مؤتمر صحفى بنقابة الصحفيين، أمس: «عقب ذلك بدأوا فى التعدى على (إسراء)، وخطفوا هاتفها، وألقوه على الأرض، وحينما تدخلت لرفض ما حدث فوجئت بتعدى نحو 8 أفراد علىَّ ومثلهم اعتدوا على زميلى محمد الجرنوسى».
وتابع: «بعد انتهائهم من ضربنا وإصابتنا، احتجزونى ببدروم النقابة، واحتجزوا زملائى فى مكان آخر، حتى حضر زملاؤنا ب(المصرى اليوم) ومجلس النقابة». فيما أكد محمد الجرنوسى، مصور ب«المصرى اليوم»، أحد المُعتدَى عليهم، أن «أمن النقابة سمح لنا بالدخول بعد الاطلاع على كارنيهاتنا، ولا صحة أنهم منعونا، وأثناء تأدية عملنا بدأت المشادة، بمجرد تقديم دكتور كرم كردى أوراقه، جاء لنا مدير النقابة، فايز شطا، وسحب هاتفى الزميلتين (إسراء)، من الوطن، وآية دعبس، من (اليوم السابع)، وتم تدميرهما، وقال نصاً: (نقيب الصيادلة قال: امنع التصوير)».
وقال: «الكاميرا الخاصة بى تم تدميرها، واعتدى الأمن علىَّ وعلى زميلى عاطف بدر، وتم احتجازنا، وأغلقوا الباب علينا».
وأضاف: «نقيب الصيادلة تواصل معى شخصياً، وعرض علىَّ تعويضاً مادياً أضعاف ثمن الكاميرا، لكن التعويض ليس مادياً فقط، ولن أترك حقى مهما حدث».
وقالت إسراء طلعت، الصحفية بجريدة الوطن: «كنت الوحيدة التى شاهدت أعمال البلطجة من النقيب وأعوانه، أول أكتوبر الماضى، وصورت فيديو وقتها، والنيابة استدعتنى بعد نشر أعمال بلطجة لنقيب الصيادلة فى (الوطن)، وهددنى محاميه، لذلك أعتبر أن الأمر ثأر قديم».
وأضافت: «يوم الواقعة كانت أول مرة لى أرى الدكتور كرم كردى، ولم أقابله من قبل أو تربطنى به علاقة شخصية، وتم التعدى علىَّ بشكل ملىء بالغل، ولن أتنازل عن حقى ولن أنسى دمى الذى سال بعد الضرب، وعدم استطاعتى النوم منذ الواقعة».
وقالت آية دعبس، الصحفية بجريدة اليوم السابع: «توجهت للحصول على تصريحات من الدكتور كرم كردى كشخصية عامة، ووقفنا حوله دون إزعاج لأحد»، مضيفة: «التفت حولنا رانيا صقر، عضو مجلس النقابة، وفايز شطا، مدير النقابة، ورجال أمن، وقالت (رانيا): (ده مش مؤتمر صحفى)، وبدأت تفتعل مشكلة، وترفع صوتها، حتى جاء اتصال لفايز شطا من النقيب بأوامر بالاعتداء علينا».
وتابعت: «فى لحظة فوجئت بالزميلين (عاطف) و(محمد) غرقانين فى دمهم، حتى إن فايز شطا ارتدى جاكيت بدلته ليخفى آثار دماء الزملاء، وأعقب ذلك حبسنا لمدة تزيد على الساعة داخل النقابة، ووقف العمل بها».