«اليومية الأخيرة».. مصرع 5 عاملات وإصابة 9 في انقلاب جرار أثناء التوجه لجني القطن

ربما لم يكن يخطر ببالهن أن تكون النهاية مأساوية كعيشتهن، وربما كن ينتظرن يوما يسترحن فيه من شقاء وكد السنين، وربما وربما.. لكن المؤكد أن الخامسة من فجر كل يوم جديد كانت موعدا محددا لبدء رحلة العذاب بين حطب القطن، وفى الزراعات البعيدة، بحثا عن لقمة عيش جديدة تسد رمق صغار ينتظرون عودة أمهاتهم بما تجود به يومية «على باب الله».
فى هذا اليوم، اختلفت النهاية، وطال انتظار الصغار، وها هو الجرار الزراعى يقل عددا من العاملات باليومية.
من قرية تل القاضى بديرب نجم بالشرقية، تجمعن عقب صلاة الفجر على الطريق الفرعى للقرية لتبدأ الرحلة المعتادة، حيث موسم جنى القطن أوشك على الانتهاء، بينما تتسابق النساء لتوفير مصاريف مدارس الصغار التى انطلق موسمها قبل أيام.
لم يكد سائق الجرار يتحرك بالعاملات، حتى اختلت عجلة القيادة فى يده، وانقلب الجرار فى مصرف مائى قرب الطريق وقبل الوصول إلى قرية شنبارة، حيث زراعات القطن الممتدة فى انتظار من يجنيها. وخلف الحادث وراءه 9 مصابات، و5 ضحايا بينهن عشرينية تركت طفلا رضيعا.
بعد 3 ساعات استغرقها رجال الإنقاذ فى استخراج الجثث، ونقل المصابين، تم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.
وقال الدكتور عصام فرحات، مدير إدارة الرعاية الحرجة والعاجلة بمديرية الصحة بالشرقية، إن إدارة الأزمات والكوارث بالمديرية منعقدة برئاسة الدكتور هشام مسعود، وكيل الوزارة، منذ وقوع الحادث وإنه تم نقل المصابين إلى مستشفى ديرب نجم المركزى لتلقى الإسعافات الأولية والعلاج اللازم، فيما صرحت النيابة العامة بإشراف المستشار محمد القاضى، المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية، بدفن الجثامين.
وحصلت «المصرى اليوم» على أسماء الضحايا فى الحادث وهن: «هنية بدران على»، «نجاح إسماعيل محمد»، «بشرى سليمان يوسف»، «منال سليم محمد سليم»، و«هيام سيد أحمد شعبان»، فيما أصيبت 9 أخريات، هن: «عايدة محمد عطية»، «أسماء جمال عبدالقادر»، «إيمان السعيد محمد»، «صباح السعيد محمد»، «إيمان محمد مرسى»، «شامة حسن الصادق»، «إيمان فوزى محمد»، بالإضافة إلى اثنتين يمكن استجوابهما.
وقال هيثم هلال، محامى الضحايا، إن الحادث جاء نتيجة تقصير هيئة الطرق والكبارى، حيث لا تتجاوز مساحة الطريق المترين ونصف المتر، وهو غير ممهد ولا يصلح لسير وسائل المواصلات عليه بشكل آمن، كما أن السائق تجاوز السرعة التى لا تتناسب مع الطريق، مطالبا الدولة بالنظر لحال تلك الأسر التى خرجت سيداتها للعمل من أجل لقمة العيش، والنظر إلى أمر المرأة المعيلة.