بقلم د. ياسر الدرشابي تم الحكم بالسجن المشدد لخمس سنوات علي جرانة و لم نري تعليقات بالرضي أو الرفض. فنحن مشغولون عن هذه الأمور التي يبدو أنها لم تعد تهمنا بنفس القدر الذي كانت تهمنا به منذ أيام قليلة. نعم، نحن مشغولون بقذف الحجارة علي بعضنا في الشوارع و مشغولون بحجز الأوتبيسات للزحف لتحرير فلسطين، و عليه فيجب علي مصر أن تنتظر أو تحاول الإتصال بثوارها في وقت لاحق عسي أن يكونوا فرغوا من قذف الحجارة و تحرير فلسطين. أعزائي و إخوتي الثوار: كيف يمكن لنا و نحن أصحاب الوعي الذي رفض أن يخدعه مبارك أن ننخدع و ننساق وراء من يريد إقصائنا عن مهمتنا الأعظم و واجبنا المقدس في حماية الثورة. إن الله يحبنا إن قمنا بعمل أن نتمه، فهل أتممنا ثورتنا ؟ هل وصلنا بها إلي بر الأمان و فرغنا لنبحث عن شيئاً أخر نفعله؟ هل تحررنا حتي نزحف إلي فلسطين لتحريرها ؟ إن الدعوة التي إنتشرت علي صفحات الفيس بوك للزحف إلي فلسطين في يوم 15 مايو الجاري هي أشبه بأفعال صبيانية لا تعكس الوعي المصري الذي تجلي في الثورة. حتي إن الصفحة الشهيرة لخالد سعيد تم تغيير شعارها فإستبدلت صورة الشهيد بعلم فلسطين. و تناقلت الصفحات أسعار الإنتقال بالأوتوبيس و التي تشمل ستون جنيهاً ذهاباً و رجوعاً، طبعاً إذا إفترضنا أن في رجوع أصلاً. و الشيء العجيب أن هذه الدعوات تطالب الناس بعدم حمل السلاح، فكيف إذاً ستحررون فلسطين؟ أم إنكم ستستعيرون الحجارة التي يستخدمها أخواتكم المسلمين و المسيحيين ضد بعضهم البعض؟ أعزائي: هكذا تُسرق الثورات و تُغتال الأحلام، هكذا يتم الإلتفاف علي الثورات و تشتيت الثوار و تمزيقهم إلي فئات متعددة الأهداف. و ها نحن نتحول من وحدة الهدف إلي فئات مختلفة فالبعض إنساق وراء من دبر لإشعال الفتنة الطائفية و البعض يستعد للزحف إلي فلسطين و البعض يتابع هؤلاء و هؤلاء عبر التلفاز و الفيس بوك. لقد كانت وحدتنا و تصميمنا علي هدف واحد و الضغط المستمر في الشارع وراء نجاح الثورة و إسقاط النظام، أما الأن فمن الذي يضغط و من الذي يتابع تحقيق مطالب الثورة و سير المحاكمات. هل نسيتم أن و حدتنا و ضغطنا في الشارع هما الذان أعطيان الشرعية للمجلس الأعلي و للحكومة، بل إن ضغط الشعب كله كان هو العامل المساعد الأقوي للقوات المسلحة التي حمت هذه الثورة و زجت بالفاسدين إلي السجون. أن المجلس الأعلي مازال يحتاج منا الدعم و الوحدة و المتابعة، فكيف لنا أن نترك رسالتنا السامية في منتصف الطريق؟ من الذي دعي للزحف إلي فلسطين بعد أيام و ما الفرق بينه و بين من أشعل فتنة إمبابة ؟ كلاهما يريد إشاعة الفوضي و تصادم المدنيين مع الجيش و تشتيت الثوار عن هدفهم. هل تعتقدون أن القوات الإمنية ستقف متفرجة و أنتم تزحفون إلي فلسطين و نحن دولة تحترم معاهداتها ؟ أم إن الهدف هو حدوث تصادم مع القوات الأمنية و الجيش الذي لا أمل لنا بعده؟ أم الهدف هو فتح جبهه جديدة مع إسرائيل و إثارة الرأي العالمي الذي مدح الثورة المصرية من قبل؟ كان الأجدر بنا أن ندعو إلي مليونية لدعم الوحدة الوطنية للرد علي من خطط لأحداث إمبابة، أو للمطالبة بتعجيل المحاكمات و نقل رأس الأفعي المخلوع إلي السجن. الرجاء من المجلس الأعلي إتخاذ اللازم لمنع فتنة جديدة بين الشعب و الجيش عندما يزحف هؤلاء منساقين وراء من أطلق هذه الدعوة الخبيثة المشبوهة. بل و يرجي البحث عن الذي يخطط لمثل هذه الدعوات و إستبيان نواياه. أما نحن فلن نحيد عن هدفنا و ستجدينا يا مصر رهن إشارتك في كل وقت حتي بر الأمان و في كل وقت حتي نكمل البناء و نعيد إليك بهجتك و عزتك و هيبتك، اللهم وفقنا و ثبتنا علي قلب رجل واحد.