بقلم د. ياسر الدرشابي هل نحن بهذا الغباء لننساق كالبهائم وراء من يشيع الفتنة بيننا ؟ هل يمكن أن نكون نحن أصحاب أعظم ثورة في التاريخ المعاصر علي هذا القدر من الغباء حتي ننسي أهداف ثورتنا و نلتهي بقذف الحجارة علي بعضنا ؟ هل نحن بهذا الغباء لنحول أكثر المشاهد حضارة إلي أكثرها قباحة و وضاعة؟ لقد كنا مسلمين و مسيحين معاً في كل مكان في مصر مجتمعين علي هدف واحد، معاً أسقطنا فرعون و حاشيته، معا رسمنا الطريق لغد مشرق لم نعشه نحن فرسمناه لأولادنا ليعيشوا حياة كريمة طاهرة. فهل يمكن لهذا الوعي أن يتحول إلي جهل شديد يجعلنا ننساق كالنعاج وراء من طالت لحيته و حمل لافتة تقول "عايز أختي كامليا" ؟ أطفالنا في المدارس يتعلمون أن الفتنة أشد من القتل، فهل يمكن أن يعي الأطفال ما نجهل نحن؟ هل نحن علي هذا القدر من السذاجة حتي نتبع مخططات الفاسدين الذين أسقطناهم ؟ هل المصريين الذين عَلموا العالم معني الحضارة يمكن أن ينخدعوا من فلول نظام إتهمنا بأننا قمنا بالثورة للحصول علي وجبات كنتاكي؟ ماذا تريد أيها المسلم و أيها المسيحي عندما ترفع ذراعك لتقذف مصري أخر بالحجارة؟ هل تريد قتله؟ هل فكرت قليلاًَ قبل أن ترفع ذراعك؟ هل ترفع ذراعك لنصرة الإسلام أم لرفع شعار سماحة المسيح؟ أم إنك ترفع ذراعك علي أخيك لأنك تريد أختك كامليا؟ الأجدر بك يا مصري أن ترفع ذراعك ضد من قمعك و أهانك و أحرق كرامتك قبل أن يحرق الكنائس كي يشيع الفتنة. إن من يساهم في إشعال الفتنة هو خائن لهذا الوطن و هو غبي حقير قذر و عليه أن يفكر في ذلك من قبل أن يرفع ذراعه ليهدم هذا الوطن و لن يهدمه.