«مخصوص النوبة» على وشك الانطلاق.. «رحلة الحنين»

«القطار المتواجد على الرصيف الآن هو قطار النوبة، وغير مسموح لأحد بالركوب فيه سوى أبناء النوبة».. بسماع هذا النداء، الذى يرن فى جنبات محطة مصر بالقاهرة والإسكندرية، تعلو أصوات الزغاريد والتهليل، تعبيرا عن الفرحة العارمة لأبناء النوبة بالعودة لمسقط الرأس ورؤية الأهل والأحباب فى بلاد الذهب.
رحلة مليئة بالأحاسيس الجميلة أثناء صعودهم القطار، لتجد لافتة باسم كل قرية نوبية تملأ محطة القطار، والذى تسوده روح المحبة داخل العربات، والغناء التراثى، وتليها دقات الطبول والدفوف والالتفاف حول من يتغنى من أبناء النوبة، وبرقصة الأراجيد النوبية يصطف شباب وفتيات النوبة للرقص داخل القطار.
أجواء السفر تختلط فيها مشاعر الحنين والفرح بمشاهد الوداع على رصيف القطار فى القاهرة والإسكندرية، وتتجدد كل عام مع انطلاق قطار النوبة لمحافظات الصعيد، ومنها إلى أسوان، ومنها لقرى النوبة.
ينتظر أهالى النوبة بشغف إجازة عيد الأضحى للسفر لمقابلة الأهل، حيث يتم طرح التذاكر الخاصة بالرحلة السنوية المتجهة من القاهرة والإسكندرية إلى بلاد النوبة، فى عيد الأضحى، عبر القطار المدعم من الدولة والمخصص لهم الذى يحمل اسم «مخصوص النوبة».
وقال ناصر مختار، رئيس جمعية العلاقى، إن هذه الرحلة توارثتها الأجيال منذ عام 1966، لافتًا إلى أنها من الموروثات الجميلة، وأن الدولة تخصص 4 قطارات كل عام لمحافظتى القاهرة والإسكندرية، بواقع قطارين لكل منهما، حيث تنطلق يوم 19 أغسطس الجارى، والعودة 28 من نفس الشهر.
وأضاف ل«المصرى اليوم» أنه يحب الإشادة بمجهودات الدولة للحفاظ على هذه الرحلة، وأنه فى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة فإن سعر التذكرة 58 جنيها للفرد، والتى يعتبرها باب رزق ينتظره القائمون عليها من العاملين كل عام بفرحة هذه الرحلة.
وقالت ابتسام محمد، مدرسة: «نتسابق جميعًا نحن أبناء النوبة للاشتراك فى هذا القطار والسفر لرؤية الأهل، وذبح الأضاحى».