الحدائقيُّ.. يمضى إلى دارِه عند الفجرْ.. مُحاذِرًا أن يوقظَ الزهورَ الغافياتِ ■ ■ ■ غافيةً على أغصانِها يتركُها.. عند خاصرةِ النيلْ ■ ■ ■ لو شاءَ المسافرُ.. لقطفَ حبيبتَه كما يقطفُ طفلٌ زهرةً من غُصنها.. حتى تُدفِئ رحلتَه نحو أقاصى الأرضِ والصقيعْ ■ ■ ■ لكن الطيبين.. يؤمنون بأنَّ الزهرَ يفنَى إذا انخلعَ من أرضه! ■ ■ ■ الطيبونَ.. طيبونْ! لا يعرفون مكرَ الورودِ ولا تناقضاتِ الزهرْ ويجهلون قانون الوردة. ■ ■ ■ الورودُ.. تعرفُ.. لكنها أبدًا لا تُنبئ الحدائقيينَ عن أسرارِها ■ ■ ■ الوردةُ. إن سُئِلَت لاختارَت أن تسافرَ مع العشّاق حتى وإن هجرتْ حضنَ الشجرْ ■ ■ ■ الوردةُ تعرفُ.. أنَّ الموتَ يكمنُ فى انخطافِ الروحْ، لا فى اختفاءِ الأرضْ ■ ■ ■ تقولُ زهرةٌ لحبيبِها: خُذنى.. نائمةً بين كفّيك أو.. زاهيةً يقِظَةً فى عُروةِ قميصِكْ، أو حتى.. ذابلةً فى كتابٍ فوق وسادتِك ■ ■ ■ ذاك أن.. الذبولَ معكَ حياةٌ والعطشَ إلى جوارك رِيٌّ ورَواءْ.