مبادرة «المصري اليوم» خلال شهر رمضان: حكايات من معركة «الحياة»

لحظات فاصلة ومؤلمة يمُر بها مريض السرطان.. وحش قاتل يهاجم المريض بسلاح موت اسمه «الخلايا السرطانية»، فيمُر شريط المأساة كالتالى: صدمة اكتشاف المرض.. وقع الخبر على الأهل والأصدقاء.. خوف يدُق الأبواب.. خصلات شعر تتساقط.. نظرات الشفقة تأتى من كُل اتجاه.. نوبات حزن ورعب ورائحة موت لا تتوقف.. ألم.. جرعات كيماوى.. لحظات إحساس قاتلة باقتراب النهاية.. ووسط قصص الاستسلام هناك مئات القصص لأبطال حاربوا السرطان بسلاح الأمل والتفاؤل، وتركوا أثرًا لا يزول، فشاركونا رحلتكُم فى التغلب على السرطان.. ودعونا نرى أبطالا جُددا فى معركة «الحياة».
فاطمة محمود، 13 عاماً، كان كل ما كانت تعرفه عن السرطان، هو من خلال إعلان للتبرع لأحد المستشفيات المتخصصة فى علاج مرضى السرطان، وكانت بالفعل تدخر من مصروفها لتتبرع به، دون أن يخطر ببالها يوماً أنها ستكون من رواده، حيث عانت كثيراً من إصابتها بسرطان الدم «لوكيميا»، لكن بفضل قوة إرادتها ودعم أهلها، استطاعت الانتصار على المرض.
تحكى فاطمة عن يوم معرفة إصابتها، بأنه كان «غير عادى»، قلب حياتها رأسا على عقب، وفيه بدأت رحلتها مع الألم عندما كان عمرها 5 سنوات، داهمتها بعض الأعراض التى لم يستطع أهلها تفسيرها، منها تورم أرجلها وتغير لونها إلى الأزرق، كما أصبحت أطراف أصابعها باردةً جداً، للدرجة التى تجبرها على الاستيقاظ من النوم باكية وصارخة من شدة الألم، وكان التشخيص:«روماتيد.. روماتيزم»، وآخر تشخيص، كان إصابتها بالتهاب اللوزتين، وبناء عليه تم تجهيزها لإجراء العملية، وأثناء الفحوصات اكتشف الطبيب أن فاطمة مريضة بسرطان الدم.
استمرت فترة علاج فاطمة، 4 سنوات: «كانت مؤلمة جداً وقضيتها ما بين الرعاية والطوارئ، لكنى كنت دائما مبتسمة»، أما أول يوم لها بالمستشفى، فكان مع طفل اسمه «مهند»، شريكها فى الغرفة: «مع الوقت أصبحنا أصدقاء، وكنت بحاول أساعده وأخفف عنه وكنت لا أقول له سوى معلش، كنت صغيرة ومش عارفة المفروض أقول إيه».
ورغم كل الآلام التى مرت بها فاطمة إلا أنها تقول إن روح أطباء المستشفى والعاملين بها، والزائرين، كانوا يخففون عنها كثيراً، لذا لاتزال تتردد على المستشفى كمتطوعة، لتصنع البهجة بين الأطفال المرضى، وتتمنى لهم الشفاء.
فاطمة تحب التمثيل جداً: «بحب جدا الفنان محمد إمام والفنانة روجينا، ونفسى أقابل المذيعة منى الشاذلى»، هكذا كانت أمنية فاطمة البسيطة جداً، أما رسالتها التى أرادت توجيهها عبر «المصرى اليوم»، فكانت لكل طفل أو شاب أو مريض سرطان بشكل عام: «بالأمل والتفاؤل والإرادة ستهزم السرطان».