ترشيد زراعات الأرز يهدد «مائدة المصريين»

حذر متخصصون فى تجارة الأرز من حدوث أزمة فى كميات المحصول عقب تطبيق سياسات ترشيد المساحات المزروعة ترشيدا للمياه.
وأكد مجدى الوليلى، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات، ل«المصرى اليوم»: «نتواصل مع لجنة الزراعة بمجلس النواب لحظة بلحظة، والرسالة الواضحة من تلك الاتصالات أن المساحة المزروعة بالأرز ستنخفض إلى 800 ألف فدان».
وأكد أن رسم خريطة مائدة المصريين مستقبلا و«مصير طبق الأرز» يحتاج لتعديل مثل «الشاطرة تغزل برجل حمار»، مقترحا العودة إلى توزيع الأرز على البطاقات بمعدل 15 كيلو أرز للفرد سنويا و15 كيلو مكرونة و10 كيلو دقيق، وقال: «علينا العودة لاستخدام الدقيق فى صنع وجبات بديلة للأرز، بجانب المكرونة، وصولا إلى تخفيض الاستهلاك الفعلى من الأرز».
وقال: «الأمر فى حاجه لتعديل آليتى التداول والاستيراد، وتشكيل مجلس أعلى للأرز يترأسه رئيس الحكومة ويضم وزراء الزراعة والمالية والرى والتموين والتجارة والصناعة لفض كل التشابكات ووضع آليات جديدة، خاصة أن الأرز خاضع لحظر تصدير منذ عام 2008».
وأكد أحمد الباشا إدريس، تاجر بسوق الساحل، أن أسعار الجملة للكيلو تتراوح حاليا بين 7 و10 جنيهات، والتجزئة بين 12 و15 جنيها، وأضاف: «الحكومة أخطأت بإعلانها تخفيض المساحات المزروعة بالأرز قبل حلول شهر رمضان، الأمر الذى دفع المزارعين والتجار للتخزين، إلا أن التاجر لا يستطيع التخزين حاليا لأنه فى ذروة الموسم حيث يعرض كل بضاعته للبيع».
«أصبح المستهلك أمام حقيقة تغير خريطة استهلاكه للأرز، والبحث عن بدائل»، وفق ما أكده رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات، قائلا إن تخفيض مساحة زراعة الأرز يعنى انخفاض 50% فى المحصول، فى ظل الإنتاجية الحالية للفدان- نحو 3 أطنان- لأن الحديث عن أصناف وسلالات جديدة تنتج ضعف إنتاجية الفدان قد يستغرق 10 سنوات على أقصى تقدير للتجارب.
وأضاف: «على الحكومة أن تكون صريحة وواضحة حتى لا تتسبب سياساتها فى حدوث مشاكل بالأسواق، فإذا كانت جادة فى تخفيض المساحة فعليها أن تبادر إلى الاستيراد لسد الفجوة المرتقبة، لأن القطاع الخاص لن يغامر بالاستيراد إذا ما ظل موقف الدولة غير واضح بشكل نهائى، حيث يمكن للحكومة بسهولة استيراد نصف مليون طن أرز، حيث إنها تستورد نحو 10 ملايين طن سنويا».
ومن جانبه، نفى الدكتور على المصيلحى، وزير التموين، وجود أزمة فى سلعة الأرز التموينية، مؤكدا أن كميات الأرز الموجودة حاليا تكفى احتياجات البلاد حتى ديسمبر المقبل. وأضاف ل«المصرى اليوم»، على هامش افتتاح معرض «أهلًا رمضان» بالإسكندرية، أمس، أن المساحات المزروعة بالأرز العام الماضى بلغت 1.8 مليون فدان، بمتوسط إنتاج حوالى 3.8 مليون طن مقابل استهلاك 2.5 مليون طن. وتابع أن وزارة الموارد المائية والرى، وبناء على مقننات مائية، اقترحت زراعة 740 ألف فدان أرز هذا العام، وهناك مناقشات مع وزارة الزراعة لزيادة هذه المساحة بنحو مائة ألف فدان.
ووجه الدكتور إبراهيم عشماوى، مساعد وزير التموين، رسالة طمأنة للمواطنين بأن المخزون الخاص بالسلع الغذائية فى المعارض لن ينفد لأن هناك احتياطيا كافيا، مطالبا بعدم التزاحم على المعارض وشراء السلع بكميات تزيد على حاجتهم.
وأكد اللواء الدكتور علاء فهمى، رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين، أن إجمالى كميات الأرز التى تم توريدها من شركات ومضارب القطاع الخاص تبلغ 11 ألف طن، مستبعدا اتجاه وزارة التموين إلى استيراد الأرز خلال الفترة المقبلة نظرا لتوافره لدى التجار.