إن أمن مصر القومى مرتبط بحماية الثورة لان الفترة الحرجة التى نمر بها محفوفة بالكثير من التهديدات سواء من الداخل أو من الخارج و التى تريد تدمير مكتسبات تلك الثورة عن طريق دخول البلاد فى دوامة العنف الطائفى او محاولة إرباك الثورة وذلك من خلال زعزعة الامن والاستقرار من أجل تمديد فترة الحكم العسكرى على البلاد و لن يحمى الثورة من تلك المخاطر الا من خلال القضاء على الديكتاتورية ليس فقط بازاحة النظام السابق من الحكم فقط بل من خلال القضاء على تأثيره و نفوذه فى تهديد واستقرار أمن المواطن وأمن الوطن لانه يحاول اليوم إدخال مصر فى دوامة من الفوضى تجعل المجتمع فى حالة ارتباك و تخبط تفقده البصيرة فى رؤية حقيقية للامور تجعله لا يتمكن من خلق نظام ديمقراطى و تطهير مصر من الفساد من خلال المحاكمات العادلة للنظام السابق و العمل على وضع سياج آمن لحماية الثورة من ظهور ديكتاتورية جديدة تعيد إنتاج النظام السابق و لكن بصورة تجعل المجتمع مستسلما لمصيره المحتوم و أن يصل الى مرحلة اليأس من التغيير بل تجعل الناس تصل الى يقين أن المجتمع المصرى لا يستحق الديمقراطية و غير جدير بها لابد على التأكيد على أن احداث العنف الطائفى التى وقعت فى أمبابة هى قضية أمن قومى لا يتم معالجتها من خلال المؤسسات الامنية بل ربط تلك القضية بقضية بناء نظام ديمقراطى قوى لانه لو وجد نظام ديمقراطى يعلى دولة القانون و أحترام هيبة القائمين عليه لما خرجت الامور عن جادة الطريق كما حدث فى أمبابة لانه لو وجدت النوافذ القانونية التى تحمى أمن الوطن من تلك الاحداث لن تصل الامور الى ما وصلت إليه و هناك عدة رسائل لابد من توجيهها الى جميع الطوائف داخل المجتمع المصرى الرسالة الاولى على المجتمع ألا يسمح للشائعات أن تنتشر و ينساق ورائها و تقوده نحو مصير مجهول لا يحمد عقباه و خاصة أنه توجد لدينا نحن المسلمون آية عظيمة فى القرآن الكريم يقول فيها المولى عز وجل " يَأَّيهَا الَّذِيْن ءَامَنُوا إِن جَآِءَكُم فَاسِق بِنَبَإ فَتَبَيَّنُوٓا أَن تُصِيْبُوُا قَوْمِا بِجَاهْلَة فَتُصْبِحُوْا عَلَى مَا فَعَلْتُم نَادِّمِيْن" فعلى كل المسلمين التثبت فيما ينقل من معلومات و التحقق من مدى صدق صاحبها من كذبه حتى لا ننزلق وراء ما يقوله من إدعاءات تجعلنا ندخل فى دوامة من العنف نتيجة معلومات مغلوطة ووهمية وغير حقيقية بل علينا فى مثل تلك الامور ليس التصرف من تلقاء أنفسنا و محاصرة الكنائس و دور العبادة ولكن علينا ابلاغ الجهات المعنية بمثل تلك الامور وعلى الجهات المعنية التصرف مع تلك الامور بمنتهى حزم و بصورة واضحة و شفافة وعرض نتائج التحقيقات الخاصة بالخطف و الاغتصاب على الرأى العام بكل صراحة ووضوح حتى لا يتشكك الرأى العام فى مصداقية تلك الجهات المعنية و يضطر المجتمع الى التصرف بطريقة عفوية وتلقائية دون التبصر بنتائج و عواقب تلك التصرفات الرسالة الثانية علينا أن نعى أن الولاياتالمتحدةالامريكية والقوى الغربية متربصة للتدخل بصورة أو بأخرى فى الشئون الداخلية لمصر لان أمريكا لها أجندتها الخاصة التى تريد بها السيطرة على المنطقة و الهيمنة عليها بغض النظر عن مصلحة أبناء الوطن و هى تسعى جاهدة الى تشكيل النظام الجديد بما يحقق مصالحها الخاصة فى المنطقة و ضمان أمن اسرائيل على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى و هى تسعى الى نشر ديمقراطية فى المنطقة تتناسب مع المصالح الغربية و تلك المصالح يمكن ان نحددها فى بعض النقاط احتواء العنف النابع من المنطقة كما حدث فى مقتل أسامة بن لادن و حماية تدفق النفط لذلك تدخلت عسكريا فى ليبيا و حماية أمن اسرائيل الذى هو أصبح مخترقا نتيجة اتفاق المصالحة بين حركة فتح و كافة الطوائف الفلسطينية و من ضمنها حركة حماس تحت رعاية الدبلوماسية المصرية و جهاز المخابرات العامة المصرية فأن اسرائيل أصبحت منزعجة من زيادة الدور الاقليمى لمصر فى المنطقة والذى أصبح منحازا لصالح القضية الفلسطينية مما يكون مؤشر غير جيد لاسرائيل فى علاقتها مع مصر و لذلك ستحاول أمريكا الضغط على مصر من خلال ملف الحريات الدينية و حقوق الانسان كذريعة للتدخل فى الشئون الداخلية وفى نفس الوقت تحقيق المصالح الغربية من خلال مطالبة بعض القوى لوضع مصر تحت الحماية الدولية و للآسف لا تعلم تلك القوى أن امريكا لا تعمل لمصلحة أحد و أنها تعمل لمصلحتها الخاصة و تستغل نقاط ضعف الآخرين لتحقيق الهيمنة عليهم بل و تدميرهم ذاتيا لان الهدف هو الشرق الاوسط و إعادة تشكيله على الطريقة الامريكية حتى ولو على حساب شعوب المنطقة بأسرها و كما نعلم أن العراق كان الهدف التكتيكى لامريكا و أن السعودية هى الهدف الاستراتيجى اما مصر فهى الجائزة فلابد من الحذر فى المرحلة المقبلة لان هناك محاولات لاختراق العمق الاستراتيجى لمصر ليحدث التدمير الذاتى من الداخل و شد الاطراف من الخارج لتتمزق وحدة الوطن ليسهل على الغرب تحقيق مصالحه الخاصة على حساب مصلحة الشعب المصرى الذى يسعى الى بناء مجتمع جديد ودولة جديدة و لذلك فأن عملية الاستقواء بالخارج ليس فى مصلحة أحد بل على العكس ما نشاهده فى العراق لخير دليل على أن الاستقواء بالخارج آتى بنتائج تدميرية و تخريبية الرسالة الاخيرة إن الامن القومى مرتبط بسيادة القانون و التحول الديمقراطى و أيضا مرتبط بوحدة المصريين بحيث أن يكون لدينا من الوعى و الفهم بالمخاطر و التهديدات التى تحيط بنا سواء أكانت من الداخل او من الخارج و علينا أن نضع مصر و مستقبلها نصب أعيننا و أن تكون لدينا رؤية واضحة للمستقبل لان عدم وضوح الرؤية والادوار تجعلنا نتخبط ونتعثر فى الطريق و ذلك امر طبيعى لان المقدمات لها نتائجها فاذا كانت الرؤية غير واضحة ستكون النتيجة التعثر فعلينا أن نضع صورة كاملة واضحة لمستقبل مصر حتى تمر تلك المرحلة بسلام و آمان