جيران المتهم بتعذيب نجله حتى الموت ببولاق: كان ملاكاً

لم يكن «حسام.م»، سمكرى سيارات، يتخيل أن عقابه لنجله «مصطفى»، 11 عاماً، بسبب حديثه مع والدته سيؤدى لإنهاء حياته: «كنت بأدبه علشان ميعرفش الست دى تانى لأنى طلقتها»، قالها قبل أن يسلم نفسه إلى قسم شرطة بولاق الدكرور بالجيزة، السبت الماضى.
قبل 10 أيام من الواقعة، اعتدى حسام على ابنه بالضرب المبرح لنفس السبب ولسعه بسكين ساخن بأنحاء جسده، وحسب والدة المتهم فإن الخلافات بين نجلها وطليقته «ولاء.م» سببها اتهام الأخيرة فى قضية دعارة وحبسها 6 أشهر على ذمتها.
واكتشف «حسام» جريمة طليقته مصادفة، حينما بحث عن نجلته الصغرى «فريدة»، 7 سنوات، ولم يعثر لها على أثر فى منزله، بالتزامن مع اختفاء زوجته السابقة، وعندما اتصل بشقيق طليقته قال الأخير: «تعال خد فريدة.. أمها ماتت»، ثم عاد وقال إنها «ممسوكة دعارة».
لم تتحمل الجدة الاسترسال فى الحديث ل«المصرى اليوم»: «يا ابنى أنا ست كبيرة ولا أعرف شيئا»، ثم أكدت أنها قطعت صلتها بنجلها حسام: «كان فى حاله وأنا فى حالى»، لكن يوم الجريمة طلب منها الابن أن ترى حفيدها عقب الاعتداء عليه «طلعت شقة ابنى اللى ساكن فوق منى لقيت الولد ميت».
كانت الطفلة فريدة، شقيقة المجنى عليه، تلهو أثناء حديثنا مع الجدة: «أنا معرفش حاجة.. وبابا ضرب أخويا بس»، جاءت كلمات الصغيرة بعدما نبهتها الجدة إلى عدم الكلام، وطلبت منها الدخول إلى الشقة: «خلاص البنت الصغيرة عايشة معايا».
يؤكد جيران «حسام» أن أخلاقه حسنة وكان يعتنى جيداً بنجله المجنى عليه، ولكن الأب أصيب باضطراب بعد معرفته بقضية زوجته السابقة: «الراجل ده كان ملاك.. يمشى وعينيه فى الأرض»، وتقول أم أيمن، إحدى جارات المتهم: «إحنا فوجئنا بالجريمة.. الأب مظلوم، الضغوط عليه كانت كبيرة بسبب ما ارتكبته أم طفليه».
تدمع عينا أم أيمن وهى تدافع عن المتهم، لأنها تذكرت الطفل «مصطفى»: «الواد كان طيب، لما حد يتخانق معاه فى الشارع يقول صلوا على النبى أنا الغلطان سامحونى»، لأن والده رباه على حسن معاملة الآخرين.
زار سمكرى السيارات طليقته ولاء فى مقر حبسها بمنطقة الدرب الأحمر، وتأكد من اتهامها بقضية الدعارة، وفقًا لأم أيمن وهى صديقة والدة حسام: «اتأكد من الشرطة وطلقها والطفلين بقوا معاه، ومنعها من رؤيتهما».
قبل أسبوعين من الجريمة زارت «ولاء» عقب خروجها من الحبس، ابنها «مصطفى» بمدرسة جمال عبد الناصر الابتدائية، حسبما تؤكد أم أيمن، وطلبت من الطفل الحديث مع والده: «يا ابنى عاوزة أرجع لأبوك.. أنا مش معايا فلوس أكل ولا أشرب».
وأخبر الطفل مصطفى أباه بهذا اللقاء، فاستشاط الأب غضبًا، لم يتمالك أعصابه، وأحرق جسد الابن بسكين: «إياك تشوف الست دى تانى.. أمك ممسوكة فى دعارة».. تروى أم أيمن تلك المأساة باكية: «خلاص بقى الواد وأبوه راحوا».
تكرر لقاء الأم مجددًا ب«مصطفى».. تلك المرة طلبت منه رقم هاتف والده، لكن الطفل سرق الهاتف وأعطاه لها. وحسب أيمن أحمد، أحد الجيران، صديق المتهم، زارت «ولاء» حسام فى ورشته الموجودة فى منطقة القومية بإمبابة، فتشاجر معها، لكنها أعطته هاتفه وقالت له «ابنك أعطانى التليفون قلت أرجعهولك»، واعتدى الأب على ابنه وضربه بماسورة ستائر قرابة 4 ساعات.
وتصور الأب أن ابنه نام، وقرب الفجر «لقاه مات وسلم نفسه إلى الشرطة». يختم صديق المتهم كلامه بأن «حسام» أصيب بحالة ذهول، ومثل الجريمة والأهالى تدعو له «ربنا يلطف بك».
لم تتمكن «المصرى اليوم» من الوصول إلى والدة المجنى عليه بشارع القومية فى إمبابة: «الست دى مختفية من فترة»، حسب سكان الشارع.