قلعة صناعة الفسيخ في مصر تبوح ب «سر الصنعة»

قبل أيام من شم النسيم يقصد آلاف المواطنين من جميع محافظات مصر مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية لشراء احتياجتهم من الفسيخ حيث تعد نبروه هي قلعة صناعة الفسيخ ويتوارث أبنائها المهنة عن أجدادهم، حيث اشتهرت عائلات كثيرة بصناعته والتجارة فيه مثل عائلات«الغلبان والعش والحداد والملاح وشعير واليماني».
ويقول حمادة العش من تجار الفسيخ بنبروه، إن النظافة واختيار البوري الطازة والثمين هو الذي ينتج فسيخ نظيف،حيث نعتمد على السمك النظيف والطازج في التمليح علشان يعطي فسيخ نظيف وصحي، لافتا إلى أن الإهتمام بالنظافة الكاملة واتباع قواعد وأصول المهنة والالتزام بالتعليمات الصحية هي سر نجاح وشهرة مدينة نبروه في صناعة الفسيخ.
وأشار إلى أن شهرة مدينة نبروه في الفسيخ تعود لمئات السنين، حيث يتوارث الأبناء صناعة الفسيخ من الأجداد.
وأضاف، إن أهم شىء في صناعة الفسيخ هو شراء الفسيخ الجيد حيث تتعامل المصانع والمحلات مع مزارع معروفة ومخصوصة ومعروف عنها استخدام أعلاف جيدة، مشيرا إلى أن الفسيخ بشكل عام يصنع من ثلاثة أنواع رئيسية من الأسماك هي البوري برأسه الكبير والسهيلي الذي يشبه البوري ولكن برأس أصغر والطوبارة وهو البوري ذو الرأس الرفيع ولا يصلح معها السمك المجمد أو المنتفخ.
وأوضح «العش»، أن عملية التصنيع الفعلية تبدأ بغسل السمك جيداً بالماء مع التأكد من تنظيف الخياشيم تماما ثم يرص السمك في براميل من الخشب في صورة صفوف أو أسطر ويوضع على كل سطر الملح الخشن، ولابد أن يكون ملح جيد ومعلوم المصدر وتزيد نسبة الملح في آخر سطرين عند مليء البرميل ويتم التخزين بتغطية البرميل بغطاء من البلاستيك ثم الورق ويربط بشدة لعدم تسرب أي شيء داخله ويبقي مغلقاً لمدة تترواح مابين 20 إلى 30 يومًا ويكون بعدها صالحاً للأكل وتحرص جميع المصانع على وضع بطاقات ببيانات الإنتاج على البرميل بتاريخ التصنيع وتاريخ البيع وفترة الصلاحية التي تصل إلى 6 أشهر منذ بداية العمل في البرميل.
وأشار إلى أن نبروه تبيع الفسيخ طوال العام، حيث يأتي زوارها من جميع أنحاء مصر، لكن البيع ينشط ويزداد الطلب عليه في الموسم الكبير وهو شم النسيم وعيد الفطر ووقفة العيد الكبير ويومين قبل رمضان، حيث يخرج من نبروه في شم النسيم ما لا يقل عن طن من الفسيخ.
وبخصوص الأسعار أشار إلى أن أسعار الفسيخ انخفضت هذا العام عن الأعوام السابقة بسبب وقف تصدير الأسماك وإنتاج مزارع الجيش قائلا «السمك زاد وبالتالي انخفض سعر الطازة وكذلك الفسيخ، وأصبح الإنتاج كبير والسلعة متوفرة بكثرة حيث يتراوح السعر هذا العام من 50 إلى 80 جنيه نمرة واحد، ونتيجة لانخففاض الأسعار زاد الإقبال وأصبح أكثر من الأعوام السابقة.
فيما أشار عبدالرحمن منصور عامل بمحل فسيخ بنبروه إلى أن معظم شباب مركز نبروه يلجأ للعمل بمصانع ومحلات الفسيخ قائلا «مافيش عندنا حاجة اسمها بطالة الكل بيشتغل ومعظم الشباب بيعمل في صناعة أو بيع الفسيخ خاصة في موسم ما قبل شم النسيم رغم أن نبروه تبيع الفسيخ طول العام لكن في موسم شم النسيم ممكن أن تصدر نبروه لجميع محافظات مصر.