البنك الدولي: نصف البشرية فقط يحصل على الخدمات الصحية الأساسية

قال تقرير صادر عن البنك الدولي، الجمعة، إن نصف البشر فقط هم الذين يتسنى لهم الحصول على الخدمات الصحية الأساسية.
وأضاف التقرير الذي تلقت «المصري اليوم» نسخة منه أن هناك ما يقرب من 100 مليون شخص يسقطون في براثن الفقر المدقع كل عام بسبب النفقات الصحية، وقد ارتفع عدد الذين ينفقون ما لا يقل عن 10% من ميزانية الأسرة على الصحة إلى نحو 800 مليون حاليا، كما أن هناك ما يقرب من 100 مليون شخص يسقطون في براثن الفقر المدقع كل عام بسبب النفقات الصحية، ويكشف إلى أي مدى مازالت البشرية بعيدة عن توفير الرعاية الصحية بتكلفة معقولة.
وذكر التقرير أن استثمار البلدان النامية نفسها في تعميم التغطية الصحية غالبا ما يتعثر. فكثيرا ما تفضل الحكومات وضع أموالها في مشاريع الطرق والجسور والطاقة عن استثمارها في الصحة- أو أنها تمول المشاريع الصحية فقط إذا حصلت على دعم من المانحين.
وشدد التقرير على ضرورة إقناع زعماء الدول ووزراء المالية بأن الاستثمار في الصحة ليس فقط الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، بل إنه قد يكون الشيء الأكثر ذكاء؛ لافتا إلى أن تعميم التغطية الصحية هو استثمار عظيم لأنه يتصدى للفقر مباشرة من خلال حماية الناس من تفشي الأوبئة ومن النفقات الصحية الكارثية.
وأشار التقرير إلى أن تعميم التغطية الصحية يسرع من وتيرة النمو الشامل، كما أنها تنشط قطاع الصحة وتخلق الوظائف مؤكدا أن قطاع الصحة في أفريقيا ينمو بنسبة 6% سنويا على مدى العقد الماضي، بينما بلغت نسبة النمو الاقتصادي للقارة ككل 5%.
ووفقا للتقرير يساعد تعميم التغطية الصحية في بناء رأس المال البشري- رصيد المعرفة والمهارات والتكنولوجيا في كل بلد. ويشير بحثنا إلى أن رأس المال البشري هو أقوى محرك للنمو المستدام والشامل في العالم اليوم.
وقال التقرير إنه يمكن تدبير الكثير من الأموال بطرق عديدة لتمويل أنشطة الرعاية الصحية عبر تحسين عملية تحصيل الضرائب وإدارة الأموال العامة والتوقف عن دعم الوقود الأحفوري مع تسعير الكربون وإلغاء الدعم الزراعي المهدور وزيادة برامج الضريبة على التبغ، وهو مكسب للصحة العامة تحصيل المزيد من الإيرادات المحلية والاستفادة من براعة القطاع الخاص- على سبيل المثال المحافظ الصحية لعمال القطاع غير الرسمي- مع تمسكنا الشديد بمنح الأولوية للأشد حرمانا.
وقال التقرير إن هناك حاجة إلى تبني الابتكار في كل مجال، وعلى نطاق يحدث تحولا في الأنظمة الصحية- سواء من خلال الابتكار المالي، أو الارتقاء المهني بموظفي الصحة المحليين، أو باستخدام التكنولوجيات المبتكرة لتيسير حركة سلاسل التوريد ومراقبة النتائج.
وقال تقرير البنك الدولي إن البنك يعمل مع عدد من أفضل الاقتصاديين في العالم لتحديد حجم رصيد رأس المال البشري للبلدان وتقييم جودة وكمية استثماراتها في رأس المال البشري معتبرا أن الأمر يجب أن يكون التزاما أخلاقيا وهو ما يتطلب توضيح عواقب عدم الاستثمار في المواطنين.
وشدد التقرير على أنه لم يبق أكثر من 12 عاما لتحقيق هدف تعميم التغطية الصحية بحلول عام 2030- ويجب شحذ الهمم لتحقيق المساواة الحقيقية في الفرص وهو ما يبدأ حينما نكون قد أنجزنا في النهاية هدف تعميم التغطية الصحية.