توقع البنك الدولي أن عدد من يعيشون في فقر مدقع في أنحاء العالم سينخفض على الأرجح دون نسبة 10% من سكان العالم بنهاية عام 2015، وهو دليل جديد على أنه مع التراجع المتواصل على مدى ربع قرن لأعداد الفقراء فإن العالم يقترب من بلوغ الهدف التاريخي لإنهاء الفقر بحلول عام 2030. وفي هذا الصدد ، قال رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم إن التخفيضات الكبيرة المتواصلة في أعداد الفقراء تُعزَى إلى معدلات النمو القوية في البلدان النامية في السنوات الأخيرة، والاستثمارات في التعليم والرعاية الصحية وشبكات الأمان الاجتماعي التي ساعدت على الحيلولة دون سقوط الناس مرة أخرى في براثن الفقر، غير أنه نبَّه إلى أنه مع تباطؤ خطى النمو الاقتصادي في العالم، ونظرا لأن كثيرا من الفقراء الباقين في العالم يعيشون في دول هشة ومتأثِّرة بالصراعات، ومع شدة عمق الفقر المتبقي واتساع نطاقه، فإن هدف اجتثاث الفقر المدقع لا يزال مقصدا مفرطا في الطموح. وقال كيم "هذا هو أفضل ما سمعه العالم اليوم، فهذه التوقعات تُظهِر انه أول جيل في تاريخ البشرية يمكنه إنهاء الفقر المدقع. وستمنحنا هذه التوقعات الجديدة بنزول معدل الفقر إلى أقل من عشرة في المائة قوة دفع جديدة، وتساعدنا على التركيز بمزيد من الوضوح على الإستراتيجيات الأكثر فاعلية لإنهاء الفقر المدقع، وسيكون الأمر بالغ الصعوبة، لاسيما أننا نمر بفترة من تباطؤ النمو العالمي، وتقلُّب أسواق المال، والصراعات، وارتفاع معدلات البطالة في صفوف الشباب، والآثار المتزايدة لتغيُّر المناخ. ولكن لا يزال في مقدورنا تحقيق هذا الهدف، مادامت طموحاتنا الكبيرة تواكبها خطط تقودها البلدان لمساعدة ملايين البشر الذين ما زالوا يعيشون في فقر مدقع". تجدر الإشارة إلى أن مجلس المديرين التنفيذيين لمجموعة البنك الدولي كان قد أقر في أبريل 2013 ، بعد مرور تسعة أشهر على تولي كيم رئاسة المجموعة، على هدفين هما: إنهاء الفقر المدقع بحلول عام 2030 وتعزيز الرخاء المشترك من خلال زيادة مستويات الدخل لدى أفقر 40 في المائة من السكان. وقال كيم إن تخفيضات جديدة في معدلات الفقر ستتحقَّق بفضل النُهُج المستندة إلى الدلائل والشواهد، ومنها: تحقيق نمو واسع يخلق فرصا كافية لكسب الدخل؛ والاستثمار في تنمية قدرات البشر من خلال تحسين نطاق تغطية خدمات التعليم والرعاية الصحية والصرف الصحي ونوعية هذه الخدمات؛ وحماية الفقراء والضعفاء من المخاطر المفاجئة للبطالة والجوع والمرض والجفاف وغيرها من الكوارث، وقال إن هذه الإجراءات ستزيد أيضا بدرجة كبيرة تقاسم ثمار الرخاء، وتساعد على تحسين رفاهة الفقراء في كل بلد. وأضاف كيم "مع وضع هذه الإستراتيجيات ، زادت زيادة كبيرة احتمالات أن يتمكن العالم من إنهاء الفقر المدقع بحلول عام 2030 وتحسين آفاق معيشة الأسر منخفضة الدخل".