«الطرابيلى» فى مناقشة «أسطورة القصر والصحراء»: محاولة لتصحيح تاريخ مصر

عقدت مكتبة مصر العامة ندوة لمناقشة كتاب «أحمد حسنين باشا.. أسطورة القصر والصحراء» للكاتب الصحفى محمد السيد صالح، رئيس تحرير «المصرى اليوم»، والمتوقع طرح نسخة بجناح المؤسسة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب 2018.
أدار الندوة السفير عبدالرؤوف الريدى، رئيس مكتبات مصر العامة، وحضرها عدد من الشخصيات العامة، وناقش الكتاب الكاتب الكبير عباس الطرابيلى، والدكتور أحمد الشربينى، عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة.
وقال «صالح» إن كتابه يناقش تحولات مهمة فى حياة أحمد حسنين باشا، ليس فقط باعتباره أحد أقطاب الحكم فى مصر، حيث كان يشغل موقع رئيس الديوان الملكى فى عهد الملك فاروق، ولا باعتباره صاحب علاقة مصاهرة صورية مع الملك فاروق بزواجه من الملكة نازلى، ولكن أيضاً باعتباره رائدا فى أكثر من مجال، كما يعرض شجرة عائلة أحمد حسنين باشا، باعتباره ينتمى لإحدى الأسر العريقة فى مصر.
وأضاف، خلال الندوة التى عقدت مساء أمس الأول، أن الكتاب أظهر الدور الرياضى لأحمد حسنين باشا، حيث ساهم فى تأسيس نادى السلاح المصرى، فضلاً عن إدارته للنادى الأهلى، كما تم تسليط الضوء بشكل كبير على رحلته فى صحراء مصر الغربية.
وتابع «صالح» أن رحلته مع الكتاب بدأت عند زيارته إلى الصحراء الغربية والواحات عام 2007، حيث تفقد خلالها عددا من الأماكن التى زارها حسنين باشا، الذى اعتبره أحد أهم الجغرافيين والرحالة المصريين فى العصر الحديث، وأحد الذين ساهموا فى كتابة التاريخ الحديث. واستند «صالح» فى المعلومات إلى مصادر حية فى سيرة حسنين باشا، مثل ابنه أحمد، فضلا عن وثائق نادرة وأخرى أزاحت الستار عن جوانب خفية من حياة الراحل كانت خافية عن كثيرين، ومنها علاقته بحدود مصر والكشوفات الجغرافية موضحاً أن الكتاب جمع بين السرد التاريخى والشهادات.
وقال السفير عبد الرؤوف الريدى، رئيس مكتبات مصر العامة، إن الكتاب فرصة لتعريف الجيل الجديد بأهمية شخصية حسنين باشا فى العصر الحديث وأن هناك ألغازا كبيرة لحقت بهذه الشخصية الفريدة من نوعها حتى فى مقتله على كوبرى قصر النيل كان لغزاً كبيراً.
وأضاف: «حسنين باشا يعد جزءا مهما من الذاكرة المصرية، فهو ساهم فى توجيه الحياة السياسية بالأخص فى حياة الملك فاروق».
وقال الكاتب عباس الطرابيلى إن الكتاب محاولة لتصحيح جزء كبير من التاريخ المصرى الذى تعرض لمرحلة من التشويه بدأت منذ عام 1952، مشيراً إلى أن حسنين باشا أهم رحالة ومؤرخ فى القرن العشرين.
وأضاف أن الكتاب امتداد لكتابات المؤرخين الذين ألقوا الضوء على حياة حسنين باشا، ومن بينهم الكاتب الصحفى الكبير محمد التابعتى، الذى ألف كتابه الشهير (أسرار الساسة والسياسة). وتابع أن أحمد حسنين باشا كان مؤرخا للعصر الحديث ورجلا تحكم فى سياسات القصر الحاكم فى مصر، وأن التاريخ الحديث ساهم فى تشويه الجزء الذى سبق ثورة 1952. وأشاد الدكتور أحمد الشربينى، المؤرخ، عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة، بالكتاب قائلاً إن «صالح» استطاع أن يعالج تاريخ مصر الحديث عن طريق شخصية أحمد حسنين باشا، وإن التاريخ عندما يكتبه الصحفى يكون صادقا لأنه يتبنى وجهة نظر محايدة.