محمد العزبى.. وكشف المستور

كشف الكاتب الكبير محمد العزبى فى كتابه «صحفيون غلابة» العديد من الأسرار التى تدور فى كواليس «صاحبة الجلالة». والمتابع لمقالات ومؤلفات محمد العزبى يجد أنه بالفعل مولع بالبحث والتدقيق والتحليل والاهتمام بالتفاصيل ولذلك أطلقت على ما كتب عنوان كشف المستور. وقبل أن أتحدث عن كتاب «صحفيون غلابة» يهمنى أن أقدم الكاتب العظيم الذى يملك قلما ناريا محترما، ومن الصعب أن تجد هذه الصفة فى العديد من الكُتاب، وأعتقد أن العزبى اختار عنوان الكتاب لأنه ينطبق عليه هو نفسه، أو هكذا يرى العزبى نفسه- صحفى غلبان- لم يحصل من مقال على أى مزايا، ولم يهاجم لكى يبتز أحدا، بل احترم قلمه واحترم نفسه، والغريب أنه يتحدث مثلما يكتب بنفس الطريقة والأسلوب، أى باختصار والهدف هو تقديم المعلومة بأسلوب سريع تجعلك تقرأ الكتاب وتحس بأنك تحاول أن تفك رموز مغامرات «شرلوك هولمز»، فاقرأ له كتابا آخر جميلا بعنوان «عزيزى الملك توت» لكى تعرف معنى المغامرة.
مقالات متعلقة
* اذبحوا عمرو موسى!
* الهجوم على عمرو موسى
* وداعاً أحمد الصاوى
يعيش العزبى مثل السندباد يسافر ويزور العديد من بلدان العالم لكى يغذى روحه بثقافات متنوعة ويقترب من النفس البشرية، الأمر الذى جعله رئيس تحرير ناجحا ل«إجيبشان جازيت».. وقد توطدت الصداقة بينى وبين محمد العزبى منذ زمن طويل، ودائماً هناك مكالمة تليفونية بيننا أو لقاء. ومن نوادره أذكر له هذه الحادثة والمقولة الساخرة، فأنا كثيرا ما أسافر مع صديقى طارق فودة، وشكوت للمغربى ذات مرة قائلاً: «مشكلة طارق أنه يتأخر كثيراً فى حجرته، وكثيراً ما تأخرنا عن موعد السفر».. هنا ضحك العزبى وقال: «وضع السرير فى حقيبة السفر ليس بالأمر الهين، فهو يحتاج لكثير من الوقت!».
وكان أول المستور الذى كشفه محمد العزبى هو الإعلان الأول أن صلاح دياب هو نيوتن، وأعتقد أن هذا الموضوع يحتاج إلى بحث وتوضيح، لأن نيوتن صار كاتباً بارعاً ويهم القارئ أن يعرف من هو نيوتن؟، ولكن أهم شىء قاله العزبى إن صلاح دياب يربح فى كل شىء يعمله إلا فى إصدار صحيفة «المصرى اليوم».. ويشرح العزبى أيضاً بكلمات مختصرة عن معارك الصحافة، وخاصة فى جريدة الجمهورية وأبطالها: محسن محمد، وسمير رجب، ومحفوظ الأنصارى، وأعتقد أن شهادة العزبى مهمة جداً.
ويتحدث فى كتابه عن «كتاب مصر الساخرين» ولا يذكر أحمد رجب إلا فى آخر الكتاب، ويذكر عندما طلب مصطفى أمين من الرئيس السادات تعيين أحمد رجب رئيس تحرير.. فأجاب السادات: «مينفعش يا مصطفى لأنه مبيسمعشى الكلام».. وهذا فعلاً حقيقى لم يكن العظيم رجب يسمع إلا صوت ضميره فقط: آراؤه جميلة فى رؤساء مصر.. ولا أعرف حتى الآن السبب الحقيقى فى دخول العزبى عنابر طرة، وقال: «إن مصطفى أمين أشار إلىَّ: إذا غضب منك ناصر حيقصف عمرك.. والسادات يقصف قلمك.. ومبارك يكتفى باللوم!».. حدثنا عن ياسر قطامش و«حوارات من العالم الآخر»، ومن كلمات الكتاب الجميلة: «كلما زاد الحديث عن الإصلاح ازداد خوفى من الفساد.. وكلما كثر تردد كلمة شرف المهنة توجست شراً.. وكلما وعدونا بتصحيح الحرية تحسست رقبتى.. هكذا علمتنى الأيام..» محمد العزبى.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة