«إيسكو» يجدد للملكي.. كيف تعلم ريال مدريد من خطأ برشلونة؟ (تقرير)

أعلن نادي ريال مدريد الإسباني، الثلاثاء، عن توصله لاتفاق مع الإسباني فرانسيسكو ألاركون سواريز «إيسكو»، نجم وسط الفريق الشاب، بعقد يمتد حتى صيف 2022.
وأشار النادي الملكي، في بيانه، الأربعاء، أن «إيسكو» سوف يوقع على عقود التمديد، الجمعة، في مؤتمر صحفي رسمي.
ومن المتوقع بشكل كبير أن ترتفع قيمة الشرط الجزائي في عقد «إيسكو» مع برشلونة، من 150 مليون يورو إلى 700 مليون يورو، مع رفع راتب لاعب منتخب إسبانيا إلى 6 مليون يورو في الموسم الواحد.
وربما جاء تجديد ريال مدريد لعقد «إيسكو»، ليتمكن النادي الملكي بذلك من ضرب «3 عصافير بحجر واحد»، كما يقول المثل الشائع.
ويعتبر العصفور الأول هو إغراء اللاعب بالبقاء في النادي الملكي، من خلال رفع راتيه بشكل كبير، إضافة إلى إقناع الفرنسي زين الدين زيدان له بأنه سوف يكون أساسيًا مع ريال مدريد خلال المواسم المقبلة، خاصة عقب تألقه الكبير مع ريال مدريد في الموسم الماضي، ونجاحه في قيادة الفريق للفوز بلقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، بعدما شارك في 42 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالهم 10 أهداف وصنع 11 أخريين لزملاءه، ليساهم في إجمالي 21 هدف مؤثر في مسيرة الريال خلال الموسم الماضي.
وكانت العديد من التقارير الصحفية قد أشارت إلى أن «إيسكو» قد يرحل عن ريال مدريد في موسم الانتقالات الشتوية الماضية أو الصيفية المنتهي على أقصى تقدير، وظهرت العديد من الأندية التي أبدت اهتمامًا كبيرًا بالحصول على خدماته، كان نادي برشلونة الإسباني، الغريم التاريخي لريال مدريد، أبرزهم.
إلا أن تألقه بشكل ملفت في المباريات الأخيرة للموسم مع ريال مدريد، دفعت «بيريز» للتخلي عن خدمات الكولومبي جيمس رودريجيز، الذي انتقل لبايرن ميونخ بعقد إعارة لمدة عامين، مقابل الاحتفاظ بخدمات «إيسكو».
أما العصفور الثاني، فيتمثل في الحفاظ على خدمات صانع ألعاب موهوب، قادر على أن يكون نواة للفريق المستقبلي للنادي الملكي، خاصة مع كبر سن عدد كبير من لاعبي الريال المخضرمين، أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو والكرواتي لوكا مودريتش والإسباني سيرجيو راموس.
وربما ينظر «بيريز» إلى «إيسكو» كقاعدة يستطيع عليها أن يبني فريق جديد شاب لريال مدريد، وبدا ذلك واضحًا خلال الصيف الماضي، حينما تعاقد النادي الملكي مع كل من الإسباني داني سيبايوس والفرنسي ثيو هيرنانديز، ليشكلوا بدائل شابة حالية وأساسيين مستقبليين، في تجربة مشابهة لنفس تجربة قيام ريال مدريد بالتعاقد مع «إيسكو»، قادمًا من صفوف نادي مالاجا الإسباني، في صيف 2013.
أما العصفور الثالث، فيتمثل في رغبة ريال مدريد في توجيه رسالة إلى كل الأندية القوية من الناحية المادية في أوروبا، مثل باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي، بأن «إيسكو» لن يكون للبيع، لا على المدى القريب أو البعيد، خاصة مع قيمة الشرط الجزائي الخرافية في عقده.
وربما تعلم «بيريز» الدرس جيدًا من خطأ إدارة برشلونة، حينما نجح باريس سان جيرمان في دفع قيمة الشرط الجزائي المدرجة في عقد البرازيلي نيمار، نجم هجوم برشلونة السابق، والمقدرة بقيمة 222 مليون يورو، للتعاقد معه.
ورغم تعاقد برشلونة مع الفرنسي الموهوب عثمان ديمبلي، ليكون بديلًا لنيمار، إلا أن وقع المفاجأة على النادي الكتالوني ربما لا تزال تشكل له صدمة حتى الأن، خاصة وأنه اضطر لدفع مبلغ كبير، قدرت قيمته بنحو 105 مليون يورو «قابلة للزيادة إلى 145 مليون»، للحصول على خدمات «ديمبلي»، ليبرم أغلى صفقة في تاريخه، من أجل تعويض مكان نيمار الشاغر بأي ثمن.
وقد تكون زيادة قيمة الشرط الجزائي في عقد إيسكو إلى 700 مليون دولار هي محاوله منه لمنع أي مفاجأة مستقبلية في تشكيلة ريال مدريد، خاصة وأنه عمد خلال الفترة الأخيرة إلى زيادة قيم الشروط الجزائية في عقود لاعبيه، سواء القدامى أو الجدد.