بالرغم من أن التاريخ لم يسجل توقيت بدء استخدام القدماء المصريين لورق البردى كوسيلة اتصال فعالة، إلا أنه قام بدور كبير عبر الكتابة والرسم فى ترجمة حضارة 7 آلاف سنة وقدم صورة متكاملة عن حياة الفراعنة بأدق تفاصيلها. وكلمة Paper الإنجليزية مشتقة من كلمة Papyrus الدالة على ورق البردى، ومن ثم كانت أوراق البردى نواة لابتكار الورق لاحقاً. يقول حجاج مصطفى، صاحب محل برديات بالأقصر، إن صناعة البردى فن فى حد ذاتها، مشيراً إلى أنه تعلم هذا الفن على يد بعض العاملين فى هذا المجال من الدقهلية، وبالتحديد فى المنصورة منذ 37 سنة، موضحاً أنه يتم زراعة نبات البردى فى مركز أبوكبير بالشرقية. ويضيف «مصطفى» أن نبات البردى انقرض منذ سنوات، وبدأ إعادة إحيائه وزراعته مرة أخرى، ولفت إلى أنه يقوم بزراعته حاليا بمنطقة القرنة بالأقصر، مشيراً إلى أن البردى يتميز بخاصية اللصق الذاتى أثناء وضعه على الورق. وتابع أن نبات البردى كان يستخدم فى صناعة الورق والمراكب الصغيرة والسلات والكراسى والسرائر، وهو من النباتات التى ليس لها بذور وإنما يتم زراعته عن طريق الجذور فقط. وأوضح مصطفى أنه يتم تقشير الجزء العلوى من نبات البردى ووضعه لمدة 15 يوما داخل المياه وخلال الفترة يتحول لونه من الأخضر إلى البنى، موضحا أن هناك عملية أخرى تتم عن طريق تقطيع الجزء الداخلى الأبيض إلى شرائح ووضعه بحوض صغير ممتلئ بالمياه، وبعدها يتم عصره وتركه لمدة 4 أيام بالمياه، ثم يتم وضعه تحت كرتون وقماش كتان لامتصاص المياه، وفى أعقاب ذلك يوضع تحت المكبس ويتم تركه لمدة يومين ثم يستخرج فى شكله النهائى. ولفت إلى أن السائحين الإنجليز والأمريكان من أكثر الزبائن التى تقبل على شراء البرديات، إضافة إلى الألمان الذين يزداد طلبهم على البرديات، خاصة أشكال ورسومات المحاكمة والأبراج ومقبرة رمسيس الثالث، مشيرا إلى أن هذه الصناعة تعتمد بشكل أساسى على السياحة.