جاءت فكرة البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، رغبة فى إيجاد مساحة للشباب فى المجتمع بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، فى ظل كثرة الحديث عن تمكين الشباب، ولأن الجامعات المصرية وفقا للقائمين على البرنامج لا تقدم التأهيل المناسب، كانت الفكرة هى «التأهيل قبل التمكين». وقال مصدر مسؤول عن البرنامج الرئاسى: «وجدنا أن الصورة الذهنية عن الشباب هى أنه تافه، غير مؤهل، وغير قادر على القيادة، وفى المقابل يطالب الشباب بتمكنيهم من المشاركة فى إدارة البلاد، وهذا من حقه، فكانت الفكرة أن نعمل على تأهيل هذا الشباب، وتقديم العلوم التى يحتاجها لتولى مناصب قيادية، قبل تمكينه فعلا من إدارة البلاد. وأضاف المصدر إن البرنامج يسعى لتكوين قاعدة بيانات عن الشباب فى مختلف محافظات مصر، تكون وسيلة للتواصل بين الدولة والشباب، مشيرا إلى أنه، لأول مرة، فى مصر يكون لدى الدولة قاعدة بيانات تضم نحو 285 ألف شاب بمؤهلاتهم الدراسية وكل المعلومات اللازمة عنهم، فعندما تحتاج الدولة إلى شباب أصبحت تعرف أين تجدهم، لافتا إلى أنه تم ربط خريجى البرنامج وطلبته الحاليين بشبكة تواصل اجتماعى خاصة بهم لتعزيز التواصل بينهم. وتابع المصدر أنه بعد دراسة حاجات الشباب والمهارات اللازمة للقيادة، تم تصميم البرنامج الدراسى ليشمل دورات تدريبية على الأمن القومى، ومهارات التواصل والإعلام والرأى العام، وعلوم الإدارة، والاقتصاد، وغيرها، مشيرا إلى أن البرنامج فى تطور مستمر، وأنه بعد مراجعة نتائج الدفعة الأولى من البرنامج تبين وجود نقص فى الجانب القانونى، فتم إضافة دورات خاصة بالتشريعات القانونية فى الدفعة الثانية من البرنامج. وأشار المصدر إلى قرب الانتهاء من الأكاديمية الوطنية للتدريب والتطوير التابعة للبرنامج، لتكون مكانا لتدريب وتأهيل الشباب، وقال: تم عمل اتفاقات شراكة مع هيئة التدريب الفرنسية، ومعهد أحمد أباد فى الهند، ومعهد التدريب فى سويسرا، كما تم الاتفاق مع شركة هواوى فى الصين لتقديم تدريب بقيمة 30 مليون جنيه، وبالفعل سافر 10 من خريجى البرنامج فى منحة تدريب فى الصين. وقال المصدر إن البرنامج لا يسعى فقط إلى تأهيل الشباب العاملين فى الجهاز الإدارى للدولة، بل تدريب الشباب فى القطاع الخاص أيضا، مشيرا إلى أن «البرنامج ليس فرصة للتوظيف»، وأضاف: «دورنا يقتصر على تأهيل الشباب، ثم دعمهم فى مؤسساتهم من خلال تقديم شهادات توضح مهاراتهم والدورات التى حصلوا عليها، حيث يمكن لهذه المؤسسات سواء كانت حكومية أو خاصة الاستفادة من مهاراتهم وفقا لحاجتها». وتابع المصدر إنه «تم بالفعل تعيين شباب من خريجى البرنامج كمعاونين لوزراء الزراعة والكهرباء والسياحة، ومحافظى البحيرة وكفر الشيخ، كما تم الاستعانة بعدد منهم فى الإشراف على البرنامج»، مشيرا إلى أن البرنامج يسعى لأن تكون قيادته فى المستقبل من بين خريجيه. وأكد المصدر أن «البرنامج ليس له أهداف سياسية، فالطلبة ينتمون لمختلف التيارات السياسية، ولمختلف المؤسسات وفئات الشعب»، مشددا على الفرق بين البرنامج وبين منظمة الشباب فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التى نشأت بأهداف سياسية. وأشار المصدر إلى أنه لتطوير البرنامج والاستعانة بالشباب بشكل أكبر تم تصميم برنامج مختلف لتدريب القيادات الوسطى فى الجهاز الإدارى للدولة، وبدأ هؤلاء الشباب، تمهيدا لضخهم فى مختلف المؤسسات بعد انتهاء التدريب الذى سيتم داخل وخارج مصر، حيث يتلقون حاليا دورة فى الأمن القومى. وقال المصدر إننا نسعى لنشر فكر البرنامج ليتم على صعيد أصغر فى المحافظات، بمساعدة المجتمع المدنى، وأضاف: «قدرة البرنامج مهما فعلنا محدودة فى تدريب الشباب، ونحتاج تعاون الجميع لتوسيع قادة تأهيل الشباب».
