رئيس البعثة الأثرية المصرية: لم نعثر على مومياء «جوحتى»

قال الدكتور صلاح الخولى، أستاذ الآثار، بجامعة القاهرة، رئيس البعثة الأثرية المصرية، إن بداية الحفريات بمنطقة «تونة الجبل» بمركز ملوى، كانت بإشراف الدكتور سامى جبرة، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، منذ عام 1930، الذى اكتشف سراديب الطيور والممرات والدهاليز بالمنطقة، وتضم المقابر جزأين: الأول علوى للطقوس والقرابين، والثانى سفلى ويضم مقابر.
وأكد أن الاكتشاف الأخير جديد من نوعه، ويضم مقابر، وجبانة، محفورة فى الصخر ودهاليز وممرات، مشيرًا إلى أن 90 % مما تناولته وسائل الإعلام المصرية عن الاكتشاف غير صحيحة، وتضمن معلومات مغلوطة، مشيرًا إلى أنه لا صحة للعثور على مومياء المعبود «جوحتى»، رمز الكتابة والمعرفة والحكمة، والاكتشاف لا يخصه، مشيرًا إلى أنه كان له شكلان الأول على هيئة طائر أبومنجل، والآخر على هيئة القرد، ومنطقة الاكتشاف تقع بالشرق من جبانة الطيور والحيوانات، وهى ممرات ودهاليز تحت الأرض.
وقال إن بداية عمليات الاكتشاف كانت من خلال أساتذة متخصصين من كلية الهندسة جامعة القاهرة، باستخدام جهاز الرادار وتبين وجود فجوات فى المنطقة الواقعة إلى الشرق من سراديب مدافن الطيور والحيوانات، وتم الحفر وظهرت ثقوب لم تدل على أى شىء، لكننا واصلنا الحفر لشعورنا بوجود آثار، والتوصل إلى مقبرة مومياوات تضم 18 مومياء بحالة جيدة بالإضافة إلى توابيت حجرية غير منقوشة، وتابوتين من الفخار، بهيئة آدمية، أحدهما كامل والآخر به كسور، كما عثرنا على برديتين بالخط « الديموطيقى» داخل إناء، وورقة من الذهب كانت موجودة ذات قيمة عالية.
وتابع الخولى، أنه تم التوصل فى البداية إلى بئر أفضت إلى دهليز، وممر ثم 4 آبار، البئر الرابعة بها ممر بسلم يقود إلى بئر أخرى، وأعتقد أن السنوات المقبلة ستشهد العثور على العديد من المومياوات، مضيفًا: «لم نيأس أبدا خلال عمليات الحفر، وكانت هناك آمال فى العثور على جبانة متكاملة لمسافة كيلومترات ووجود مومياوات لكهنة، حيث قامت البعثة بالتنقيب الأثرى فى موقع آخر بالقرب من الساقية الرومانية، أسفر عن كشف بيوت جنائزية مبنية من الطوب اللبن التى تعود للعصر الرومانى، وعُثر بداخلها على عدد من العملات والامفورات، الأوانى الفخارية، والمسارج وغير ذلك من أدوات الحياة».
وأكد أن عمليات التحنيط، للمومياوات تمت بدرجة عالية وخامات عالية، وكمية الكتان بها ألوان، وأيضا يوجد درجات عالية من الألوان ما يدل على أنها كانت منطقة لأثرياء أو كهنة أو كبار القوم، وتم العثور على 6 مومياوات لأطفال بينهم رضيع 4 أشهر، ومومياء لأم يعلوها طفل رضيع، وقال:«رصدنا بالمقبرة سابقة اختراق وتعدٍ قديم وحديث من اللصوص وتبين العبث بالمومياوات، ما أدى إلى فقدان كل الأثاث الجنائزى، والأوانى».
وأضاف الخولى: «نحن فى سبيل تفسير الكتابات المدونة على البرديتين»، مؤكدا أن البعثة المصرية تعد من أقدم البعثات المصرية حيث بدأت أعمالها عام 1931، مشيرًا إلى أن آبار الحفريات سيتم غلقها بشكل فنى، وتسلم لشرطة السياحة بعد تعقيمها لحين الاستقرار على نقلها.
وتابع: «نبحث الآن مع المتخصصين ترميم المومياوات والخروج إلى مكان مجهز ومعقم ولابد من طريقة حديثة للمكان الذى ستعرض به، ولابد من الإبقاء على جزء من المومياوات فى متحف ملوى، أو المنيا ليكون مزارا قريبا للمنطقة الأثرية».