أكد علماء البعثة الأثرية التابعة لجامعة القاهرة أن الكشف الأثري الذي تم الإعلان عنه في محيط حفريات منطقة تونة الجبل بمحافظة المنيا أمس مجرد مقدمة لكشف أثري أكبر قد يكون الأهم في منطقة صعيد مصر والأول من نوعه فيما يخص آثار الفترة اليونانية والرومانية. وقال الدكتور جابر نصار, رئيس جامعة القاهرة, عقب مشاركته الدكتور خالد العناني وزير الآثار أمس, في تفقد أول مقبرة أثرية من نوعها تضم أجسادا بشرية محنطة علي الطريقة اليونانية والرومانية: إنه تم الاتفاق مع وزير الآثار علي استمرار تمويل جامعة القاهرة للبعثة الأثرية لاستكمال الاستكشافات للمنطقة الأثرية وإعدادها وتمهيدها للوضع علي خريطة السياحة الثقافية, مشيرا إلي أن دعم وتمويل الجامعة سيكون دون حد أقصي ويشمل محيط المنطقة الأثرية بمنطقة تونة الجبل وتحويل استراحة طه حسين إلي متحف ومنتدي ثقافي علي مستوي عال. وأشار نصار, في تصريحات خاصة, إلي أن تلك الحفريات التي كانت بعثة الجامعة قد بدأتها عام1931 لكنها توقفت علي مدي أكثر من20 عاما وعلي مدي العامين الماضيين, توصلت البعثة لاكتشافين جديدين, وتم لأول مرة إجراء تنسيق مشترك بين كلية الآثار وكلية العلوم ممثلة في قسم الجيوفيزيقيا لاستخدام أجهزة حديثة للتوصل إلي كشف أثري ضخم تم خلاله العثور علي30 مومياء من بينها12 مومياء بحالة جيدة وسليمة ونحو18 مومياء تحتاج إلي ترميم بخلاف أجزاء كثيرة من مومياوات غير كاملة, مؤكدا أنه من المتوقع التوصل إلي اكتشافات أكبر خلال الفترة المقبلة مع انطلاق الموسم الجديد للحفريات. ومن جانبه قال الدكتور محمد حمزة, عميد كلية الآثار جامعة القاهرة: إنه من المرجح أن تكون المومياوات التي عثر عليها بالجبانة الأثرية التي تم تصميمها علي الطريقة اليونانية لكهنة معبد المعبود جيحوتي الذي تتخذه جامعة القاهرة رمزا لها, مشيرا إلي أن من بين المومياوات المكتشفة مومياء لجسد عملاق يصل طوله إلي مترين وربع المتر, ولأول مرة يتم اكتشاف مومياء محنطة بتلك الضخامة. وأوضح الدكتور صلاح الخولي, رئيس البعثة الأثرية لجامعة القاهرة, أن أهمية الاكتشاف ترجع إلي أنه أول جبانة بشرية حيث عثر في المنطقة علي آلاف المومياوات المحنطة من القرود والطيور التي تمثل المعبود جيحوتي الذي يعتقد أن المقبرة ترجع لكهنة معبده.