في سلسلة مقالات مخاوف الرجل المسكوت عنها، تحدثنا عن الخوف من سرعة القذف وتحدثنا عن وسواس صغر حجم العضو الذكري وتناولنا كابوس ضعف الانتصاب أو فقده، وفي هذا الموضوع سنتحدث عن المرة الأولى التي يمارس فيها الرجل الجنس وفي الكثير من الأوقات تكون هذه هي ليلة زفافه. منذ البلوغ والتعرف على العضو الذكري والانتصاب والقذف، يبدأ الشاب في التفكير في الجنس ويبدأ في البحث عن معلومات عنه. قد يكون الشاب محظوظا ويوفر له أهله فرصة لطرح الأسئلة والحوار وباب للمعلومات الجنسية الصحيحة وفي أحيانا أخرى تكون المعرفة مبنية على اجتهادات الشباب بينهم وبين البعض. أكثر ما يؤثر في الشاب الذي لم يمارس العلاقة الحميمة من قبل هو تجارب الآخرين الشخصية، تجارب من تعرف على فتاة أو تجارب من تزوج أو تجارب من يعاني في زواجه. جميعها معلومات يجمعها من هنا أو هناك وتضيف كابوسا آخر في ذلك الركن المظلم من عقله- كابوس أدائه في ليلة الزفاف! المعتاد أن يكون هذا هو كابوس الفتاة الشرقية؛ تسأل فتاة غلبها حياؤها وخوفها، عما يحدث في ليلة الزفاف وكيف ستسلم نفسها لرجل غريب عنها يسمى زوجها، دائما ينصحها الخبراء باختيار رجل حنون يأخذ وقته في ملاطفتها ويترك لها وقتها لتعتاد عليه، وتظن الفتاة أن الرجل لا توجد لديه مشكلة وأنه بمجرد أن يغلق الباب ستتملكه الشهوة وتحركه غريزته تجاه الأنثى المرتعدة أمامه، وفي ردود الناصحين، رسالة ضمنية للرجل بالسيطرة على غريزته حتى لا يفسد على نفسه وعلى عروسه ليلة زفافهما. إذا كنت رجلا تراودك كوابيس ليلة الزفاف، نود أن نطمئنك أنك إنسان طبيعي وأنه حتى في عالم الحيوان لا يتم التزاوج بهذه الطريقة الميكانيكية! هل تعلم أن الكثير من الحيوانات، سواء كانت طيورا أو ثدييات، تأخذ وقتها للتوليف على شريكها في القفص إذا كانت حبيسة؟ هل تعلم أنها في الطبيعة تأخذ وقتا في إغراء بعضها البعض ثم وقتا أكثر للتقرب وشم رائحة الجسد والمطاردة والمداعبة والملاطفة قبل أن يحدث الجماع فعلياً؟ هل تعلم أن من حقها الرفض ومن حقها الاختيار؟ نصيحتنا الأولى لك هي أن تثقف نفسك جنسيا من مصادر طبية وعلمية موثوق بها لتتعرف على جسدك وكيفية التحكم به وللتعرف على جسد الأنثى وكيفية التعامل معه، وتحتاج أن تتعرف على مواطن المتعة والاستثارة عند المرأة وأن تتعلم أصول الملاطفة والمداعبة. يقول الدكتور حسين غانم، أستاذ ورئيس قسم الأمراض التناسلية والجنسية والعقم، كلية طب القصر العيني، جامعه القاهرة، إن العجز عن ممارسة العلاقة الحميمة في ليلة الزفاف هو أكثر شيوعاً في المجتمعات المحافظة حيث يصعب الحصول على معلومات تثقيفية حول الصحة الجنسية، كما أن ممارسة هذه العلاقة قبل الزواج ليس بالأمر الشائع، وفقاً للدكتور غانم. وحسب قوله «حوالي ثمانية بالمائة من الأشخاص الذين يأتون إلى عيادتي في مصر يعانون من «عجز شهر العسل»، كذلك أفادني زميل لي في السعودية بأن 17% من حالات العجز الجنسي هي لأشخاص يعانون من هذه المشكلة منذ ليلة الزفاف، يذكر أنه وفقاً لدراسة أجريت في تركيا فإن ربع الحالات التي تحولن إلى عيادة العجز الجنسي تعود إلى العجز في ليلة الزفاف». الفشل في التمكن من حصول الجماع من المحاولة الأولى يعود سببه إما إلى فشل الانتصاب عند الرجل أو تقلصات المهبل لدى المرأة، هذه التقلصات اللا إرادية في عضلات المهبل التي تعود إلى الخوف من الممارسة، يمكن أن تؤدي إلى إغلاق المهبل وعدم السماح بالولوج. مما يقودنا للنصيحة الثانية! الثقة! ثق بحقك في اختيار من ستكون شريكة حياتك وحقك في تحديد الوقت الذي تحتاجه لتشعر بالارتياح النفسي وحقك في تحديد كيف ستبدأ حياتك الزوجية بعد أن يغلق عليكما الباب. ابدأ في مقابلة الفتيات بنية اختيار شريكة حياتك ولا تجعل قرارك بالقبول أو الرفض مبنيا فقط على مقوماتها الشكلية. اجعل راحتك النفسية هي بوصلتك في هذا الطريق المعتم وحاول أن تعتمد على فراستك في تحديد مدى توافقك معها ومع أسرتها. تذكر أنك بعد الزفاف حر تماما! من حقك أن تخبر عروسك أنك تريد أن تستمتع بالتعرف عليها عن كثب وأنك تريد أن تعطيها فرصة لتتعود عليك ولترغبك كما ترغب امرأة رجلها. منذ هذه اللحظة أنت وزوجتك ستحددان سويا إيقاع العلاقة بينكما وستتقاربان من بعضكما البعض وفقا لمشاعركما. التسرع ليس من مصلحتكما والفشل في بداية الزواج قد يضعكما في توتر أنتما في غنى عنه. تعامل مع زوجتك وكأنها مجرد شريكة لك في الغرفة ومع الوقت والعشرة والملاطفة ستأخذ الأمور مجراها الطبيعي.