امتناع الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، عن اتخاذ موقف رسمى بشأن المستوطنات الإسرائيلية يعد انحرافًا عن الموقف الأمريكى المتبع منذ عقود، فبعد 4 أيام من تنصيبه، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ستبنى 2500 وحدة سكنية جديدة فى الضفة الغربية، ومثل هذا التصريح لو كان قد تم الإعلان عنه منذ أسبوعين فقط، فإنه كان سيلقى الكثير من اللوم من قبل وزارة الخارجية، وربما حتى من الرئيس السابق، باراك أوباما، ولكن فى عهد ترامب، لم يعلق البيت الأبيض على الإعلان الإسرائيلى، مما أصاب المسؤولين الفلسطينيين والمراقبين الدوليين وبعض الإسرائيليين بالفزع. مقالات متعلقة * وماذا يتوقع ترامب منا؟! * ترامب وتمارين الملاكمة * ترامب يتأرجح بين العداوة والتهور وقال وزير الدفاع الإسرائيلى، إفيجدور ليبرمان: «نحن فى طريقنا إلى العودة إلى الحياة الطبيعية فى يهودا والسامرة»- فى إشارة إلى الضفة الغربية- بحسب اسمها فى الكتاب المقدس. وبتشجيع من إشارات ترامب الأخيرة تجاه إسرائيل، التى تضمنت تعهده بنقل السفارة الأمريكية للقدس، وتعيين المحامى ديفيد فريدمان، المؤيد للاستيطان، سفيرًا للولايات المتحدة فى تل أبيب.. واصل رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، اختبار حدود هذه الدينامية الجديدة، وقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن خطط لبناء 3 آلاف وحدة سكنية جديدة بالضفة الغربية، ويوم الخميس أعلن نتنياهو أن مستوطنة جديدة فى الضفة الغربية ستنشأ للمرة الأولى منذ أوائل التسعينيات، وهذه المرة تحدث البيت الأبيض، حيث انتقد المستوطنات، فى بيان رسمى أدلى به المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، بألطف طريقة ممكنة، وقال: «على الرغم من أننا لا نعتقد أن وجود المستوطنات يشكل عائقًا أمام السلام، فإن بناء مستوطنات جديدة أو توسيع المستوطنات القائمة خارج حدودها الحالية قد لا يكون مفيدًا فى تحقيق هذا الهدف»، وأضاف أن الرئيس الأمريكى «لم يتخذ موقفًا رسميًا حول النشاط الاستيطانى»، مشيرًا إلى أنه سيسعى لمناقشة الأمر مع نتنياهو عندما يلتقيان فى وقت لاحق من هذا الشهر. وفى حين تم تفسير هذه التصريحات، على نطاق واسع، على أنها بمثابة «انتقاد رسمى»، فإن عدم رغبة ترامب فى إعلان موقف رسمى بشأن المستوطنات يشكل خروجًا ملحوظًا من قبل الرئيس الأمريكى عن نحو 5 عقود من سياسة الولاياتالمتحدة تجاه إسرائيل، فمنذ بدء المشروع الاستيطانى بشكل جدىّ فى سبعينيات القرن الماضى، أعلن كل الرؤساء الأمريكيين معارضة بلادهم للأمر، وفى ديسمبر الماضى، عندما امتنعت الولاياتالمتحدة بشكل مثير للجدل عن التصويت على قرار مجلس الأمن الذى أدان المستوطنات الإسرائيلية، بدأت السفيرة الأمريكية السابقة فى الأممالمتحدة سامانتا باور كلمتها قبل التصويت بما قاله الرئيس الأمريكى الأسبق، رونالد ريجان: «الولاياتالمتحدة لا تدعم استخدام أى مساحات إضافية من الأراضى لغرض الاستيطان خلال الفترة الانتقالية». ووفقًا لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، رد مسؤول فى إدارة ترامب- لم يذكر اسمه- بشكل أكثر قوة على إعلان نتنياهو، قائلًا: «نحث جميع الأطراف على الامتناع عن اتخاذ إجراءات أحادية من شأنها تقويض قدرتنا على إحراز التقدم، بما فى ذلك الإعلانات المتعلقة بالمستوطنات»، وأضاف أن «الإدارة الأمريكية بحاجة إلى أن تتاح لها الفرصة للتشاور الكامل مع جميع الأطراف بشأن كيفية المضى قدمًا»، ولكن نظرًا لأهمية تصريحات نتنياهو الأخيرة، فإن هذه التصريحات المجهولة لا تعبر عن موقف بعينه. وبالنظر إلى أنه لدى هذه الإدارة ميول لإرسال الرسائل المختلطة وميول لجعل كل قضية سببا محتملا للمفاوضات، فإنه من الصعب معرفة رأى ترامب الحقيقى حول المستوطنات.. وفى حين أن بقية العالم ينتظر معرفة رأيه، فإنه تم إلغاء سابقة أمريكية كانت تُتبع فيما مضى. نقلًا عن مجلة «ذا أتلانتك» الأمريكية ترجمة- فاطمة زيدان اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة