البديل الهداف «كلمة سر» الفراعنة في المباريات الحاسمة بأمم أفريقيا

يعول المدير الفني لأي فريق في عالم كرة القدم آمالًا كبيرة على لاعبي دكة بدلائه في حال التعثر أثناء سير المباراة، ليكونوا هم من عليهم حل العقد والأزمات وطوق النجاة لمدربيهم للخروج من الورطات بالمباريات الحاسمة.
وعلى مدار مشاركات منتخب مصر بمنافسات أمم أفريقيا في نسخها الأخيرة، كانت دكة بدلاء الفراعنة هي من تكسب الرهان وتحسم المواعيد الكبرى بأهداف قاتلة تحقق المراد وتجلب الانتصارات.
عمرو زكي، مهاجم منتخب مصر بمنافسات أمم أفريقيا 2006، حل بديلاً مع الربع ساعة الأخير من عمر مواجهة الفراعنة أمام السنغال، في واقعة شهيرة اعترض خلالها زميله أحمد حسام ميدو على مديره الفني حسن شحاتة بسبب استبداله، وفي ظل سيطرة التعادل الإيجابي بهدف لكل منتخب، تمكن زكي من فض الاشتباك فور نزوله بدقيقتين، مسجلاً هدف مرور أصحاب الأرض والتنظيم للمباراة النهائية للعرس القاري.
محمد أبوتريكة، نجم الكرة المصرية السابق، فضّل حسن شحاتة، المدير الفني للفراعنة، الدفع بمحمد زيدان في بداية المشوار بأمم أفريقيا 2008 بغانا على حسابه، حيث جلس «الماجيكو» على دكة البدلاء ليكون ورقة رابحة في شوط المباراة الثاني، حيث تألق اللاعب فور نزوله بديلاً بلقاء مصر والسودان بالجولة الثانية للدور الأول من المسابقة وسجل هدفين رائعين حقق بهما انتصارًا عريضًا للمصريين في ديربي أبناء النيل بثلاثية نظيفة، علماً بأنها المرة الوحيدة التي ينجح خلالها اللاعب في تسجيل هدفين في مباراة واحدة بقميص المنتخب المصري في المسابقة القارية.
محمد ناجي جدو، صاحب الحلقة الأروع في مسلسل «البديل الخارق» للفراعنة في تاريخ كأس أمم أفريقيا، فكان مهاجم الاتحاد السكندري هو حديث القارة الأفريقية ومحط أنظار وسائل الإعلام العالمية في نسخة 2010 من المسابقة بتسجيله 5 أهداف على مدار مشوار الفراعنة بالمسابقة، جميعها سُجلت عقب حلوله بديلاً بأرضية الملعب، وربما أشهرها هدفه في المباراة النهائية للنسخة أمام المنتخب الغاني والذي منح أحفاد الفراعنة اللقب الثالث على التوالي والنجمة الثامنة، في إنجاز تاريخي.
وخلال مشاركة المنتخب المصري في النسخة الحالية 2017 بالجابون، لم ينتهِ مسلسل تفوق دكة بدلاء الفراعنة، التي تصنع الفارق وترجح الكفة، ففي ظل تعثر الفراعنة في تسجيل أول أهدافهم في المسابقة وحصد الانتصار على حساب المنتخب الأوغندي، يأتي الحل عن طريق البديل عبدالله السعيد، الذي أطلق قذيفة مدوية في شباك المنافس مع الدقيقة الأخيرة من عمر المواجهة، حصد به منتخبنا القومي ثلاث نقاط ثمينة.
مواجهة نارية في ديربي عربي خالص يجمع منتخبنا المصري بنظيره المغربي في ربع نهائي النسخة الحالية لأمم أفريقيا بالجابون، فالمباراة في طريقها لحسم نتيجة التعادل السلبي لها واحتكام الشقيقين لوقت إضافي من أجل تحديد المتأهل للمربع الذهبي للمعترك الأفريقي، إلا أن البديل محمود عبدالمنعم كهربا يكون له رأي آخر، فيستغل هفوة من الدفاع المغربي ويسجل هدف الانتصار القاتل قبل النهاية بثلاث دقائق محققاً أول انتصار للفراعنة على أسود الأطلسي منذ 31 عاماً، قائداً منتخب بلاده لنصف نهائي المسابقة، لتبقى دكة بدلاء المصريين هي كلمة السر في حسم المواجهات الكبرى بالمسابقة القارية.