الجابون 2017.. أهداف مصرية «+90» وركلات ترجيح تُتوج الفراعنة باللقب مرتين

أهداف الثواني الأخيرة من عمر المباريات، دائمًا ما يكون لها مذاق خاص لعشاق كرة القدم، ومع الاحتكام لركلات الترجيح، تأتي أصعب اللحظات التي يعيشها اللاعبون والجمهور على حد سواء.
وعلى مستوى تاريخ مشاركات منتخب مصر ببطولة أمم أفريقيا، مع اقتراب خوض الفراعنة بعد أيام لمنافسات نسخة 2017 بالجابون، لم تكن أهدافه في الثواني الأخيرة من عمر مواجهاته بالمسابقة حاسمة أو بالأحرى مؤثرة على النتيجة، بل جاءت لتعزز انتصارا وتزيد من غلة الأهداف، ومن المفارقات الطريفة أن جميعها جاءت لتزيد من غلة المصريين من الأهداف في شباك منافسهم إلى الرقم «4».
البداية كانت في نسخة 2000، ومواجهة مصر أمام بوركينا فاسو في لقاء تحصيل حاصل، لن تؤثر نتيجتها بأي شكل من الأشكال على بلوغ الفراعنة، حاملي اللقب، لربع النهائي بالنسخة التي استضافتها غانا ونيجيريا في أول تنظيم مشترك بتاريخ المسابقة.
المنتخب المصري تأخر وقتها بهدفين في شوط المباراة الأول، قبل أن يعود ليسجل رباعية في شباك الخيول البوركينية، حيث اختتم عبدالحليم أهداف الفراعنة فور نزوله وعاقب المنافس على تقدمه بهدفين على الفراعنة، وسجل مع الدقيقة 90 من عمر المواجهة هدف تعزيز وتأكيد الانتصار، الذي حقق العلامة الكاملة للفراعنة في الدور الأول للنسخة.
يعود الفراعنة عقب 14 عامًا من هدف عبدالحليم على، لتسجيل هدفاً جديداً مع الثواني الأخيرة من عمر مبارياته بأمم أفريقيا، فيكمل أحمد حسن رباعية الفراعنة بشباك منتخب الكونغو الديموقراطية بربع نهائي نسخة 2006 بالقاهرة، فيسجل هدف التعزيز وتأكيد الانتصار مع الدقيقة 89 من عمر المواجهة.
الفراعنة تقدموا بهدف من ركلة جزاء عن طريق أحمد حسن قبل أن يضيف حسام حسن الهدف الثاني، ويعود الضيوف للمباراة بتسجيل هدف في شباك الحضري بالنيران الصديقة لعبدالظاهر السقا، إلا أن عماد متعب واحمد حسن يتكفلا بتسجيل هدفين جديدين يحسمان بهما التأهل لنصف نهائي النسخة.
مفارقة الهدف الرابع في الوقت الحرج يتواصل مع منتخب مصر بتاريخ مشاركاته بأمم أفريقيا، فيعزف محمد زيدان أجمل الألحان ويتلاعب بدفاع المنتخب الايفواري ننصف نهائي نسخة 2008 بغانا، ويمرر كرة حريرية لمحمد أبوتريكة، يسجل على اثرها رابع أهداف الفراعنة في شباك الأفيال في الدقيقة الثانية من عمر الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، مباراة تاريخية لقن خلالها المصريون منافسهم درساً في فنون اللعبة.
وافتتح أحمد فتحي أهداف مصر في المواجهة، قبل أن يضيف عمرو زكي هدفين متتاليين، واختتم أبوتريكة مهرجان أهداف الفراعنة في الشباك الايفوارية، في الوقت الذي جاء الهدف الوحيد لرفاق دروجبا عن طريق عبدالقادر كايتا.
مسلسل أهداف الثواني الأخيرة لمنتخب مصر التي تحمل الهدف الرابع لا تنتهي حلقاته، فمارس محمد ناجي جدو هوايته في هز شباك منافسي أحفاد الفراعنة فور حلوله بديلاً بأرضية الملعب، ويُسدل الستار على مواجهة تاريخية جمعت منتخبي مصر بالجزائر بتسجيل الهدف الرابع لأبناء النيل مع صافرة نهايتها وبالتحديد في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع من مواجهاتهما بنصف نهائي نسخة 2010 بأنجولا.
وحملت أهداف المصريين توقيع كل من حسني عبدربه ومحمد زيدان وحمد عبدالشافي ومحمد ناجي جدو، في ظل حفاظ عصام الحضري الحارس الأمين على عذرية شباكه.
ويبقى هدف محمد ناجي جدو في شباك المنتخب الغاني بنهائي نسخة 2010 بأنجولا، هو أقرب الأهداف التي سجلها الفراعنة بتاريخ مشوارهم بأمم أفريقيا، التي حسمت مواجهة وأعلنت عن لقب وتتويج في توقيت من الممكن وصفه وإدراجه ضمن التوقيتات الحرجة من عمر مباريات الساحرة المستديرة وذلك قبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بخمس دقائق كاملة.
أما عن ركلات الترجيح، فكتم المصريون أنفاسهم خلال 5 مرات شهيرة، لجأ خلالها منتخب البلاد لخوض لعبة «الأعصاب» وتحديد مصيره من خلال ركلات الحظ من نقطة الجزاء بتاريخ مشاركاته بأمم أفريقيا.
البداية لم تكن موفقة للفراعنة مع ركلات الترجيح، فأدارت ظهرها له في الدور نصف النهائي لنسختي 1980 بنيجيريا و1984 بكوت ديفوار، ووقفت حائلاً جون بلوغ أبناء النيل المباراة النهائية في المرتين.
المرة الأولى كانت أمام المنتخب الجزائري وعقب نهاية الوقت الأصلي والاضافي للمواجهة بالتعادل بنتيجة (2-2) تفتح ركلات الترجيح ذراعيها لمحاربي الصحراء ويقصون الفراعنة من الدور نصف النهائي، حيث أخفق وقتها عن التسجيل، الثنائي محمود الخطيب ومحمد عامر.
يتكرر السيناريو مجدداً أمام المنتخب النيجيري بالدور نصف النهائي، عقب تعادل المنتخبين بنتيجة (2-2) ويقسي النسور الحضراء، منتخب الفراعنة من المسابقة بركلات الحظ الترجيحية عقب ماراثون طويل، حيث تبخر أحلام المصريين مع اخفاق كل من ابراهيم يوسف ومحمود حسن لركلتي ترجيح.
تبتسم أخيراً ركلات الترجيح للمصريين في نهائي نسخة 1986 بملعب القاهرة الدولي، بالمباراة النهائية أمام المنتخب الكاميروني، في أول نهائي للمسابقة ينتهي وقته الأصلي والاضافي بالتعادل السلبي بدون أهداف، فلم ييأس الفراعنة من اضاعة مصطفى عبده ركلة ترجيح، وحققوا اللقب في ظل حراسة ثابت البطل للعرين المصري، وليكون الفراعنة هما ثاني منتخبات القارة حصداً للقب عبر ركلات الترجيح عقب المنتخب الغاني في نسخة 1982.
تعود ركلات الحظ الترجيحية لتفتح ذراعيها للمنتخب المصري، وذلك بربع نهائي أمم أفريقيا نسخة 1998 ببوركينا فاسو أمام المنتخب الايفواري، فعقب مباراة سلبية في وقتيها الأصلي والاضافي، ينجح الفراعنة بامتياز في تسجيل خمسة ركلات ويتألق الحارس المصري نادر السيد متصدياً لركلة ترجيح، ليجتاز أبناء الميل عقبة الأفيال ويتأهلون للدور قبل النهائي.
ركلات الترجيح تمنح المصريين لقباً جديداً لأمم أفريقيا، فأعاد الفراعنة سيناريو نسخة 1998، خلال نهائي القاهرة 2006، محققين اللقب على حساب المنتخب الايفواري، فتعملق الحارس عصام الحضري وتصدى لركلتي ترجيح، معوضاً اخفاق عبدالحليم على في تسجيل الضربة الرابعة، ليعتلي الفراعنة عرش الكرة الأفريقية معانقين الأميرة السمراء، وليصبح المنتخب المصري هو أكثر منتخبان القارة تتويجاً باللقب عبر ركلات الترجيح «مرتين»، حاله حال المنتخب الكاميروني، والذي عانق اللقب عبر ركلات الترجيح في نسختي 2000 و2002.