بدء التحقيق في واقعة رفض طبيب الكشف على مريضة مُسنة بقنا    مصر تجني ثمار عقد من التنمية.. "حياة كريمة" و"بداية جديدة" يعززان العدالة الاجتماعية |إنفوجراف    وزير الزراعة يطمئن على مسئول حماية الأراضي بعد إصابته أثناء تأدية عمله في سوهاج    محافظ كفر الشيخ: استمرار فتح المجازر لاستقبال الأضاحى وذبحها بالمجان خلال أيام عيد الأضحى    محافظ أسوان: توريد كميات القمح بنسبة تخطت 103% من المستهدف إلى الصوامع والشون    إعلام إسرائيلي: سفينة مادلين تصل ميناء أسدود.. ومركز حقوقي إسرائيلي يطالب بالكشف عن مكان احتجازها    روسيا تؤكد استمرار الاتصالات مع أوكرانيا    لتأجيل تصويت حل الكنيست.. حكومة نتنياهو تطرح عشرات مشاريع القوانين    ترامب يتعثر على درج الطائرة الرئاسية.. وروبيو يتبع خطاه    الاحتلال يعتقل فلسطينيًا وامرأة من مخيم العروب شمال الخليل بالضفة الغربية    عماد متعب: مشاركة الأهلي الحالية الأقوى وأتمنى التوفيق للفريق في المونديال    ميلان يتوصل لاتفاق لضم مودريتش    شيكابالا يدرس الاستمرار لنهاية تعاقده مع الزمالك (خاص)    إصابة 8 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص أعلى طريق كوبري الفحص ببنها    ضبط 5 قضايا مخدرات وتنفيذ 624 حكما قضائيا خلال حملات أمنية بأسوان ودمياط    الغربية.. إخماد حريق شونة كتان بقرية شبراملس في زفتى بسبب ارتفاع الحرارة    خروج مصابي حادث التسمم إثر تناول وجبة طعام بمطعم بالمنيا بعد تماثلهم للشفاء    140 حديقة تواصل استقبال المواطنين رابع أيام عيد الأضحى المبارك في أسوان    أسماء مصطفى تكتب: بعثة حج القرعة رفعت شعار "حج بلا معاناة في رحلة الإيمان والتجرد"    فيلم سيكو سيكو يستمر في حصد عيدية الجمهور بمنافسات ثالث أيام عيد الأضحى    ياسمين صبري تساعدك في التعرف على الرجل التوكسيك    د.عبد الراضي رضوان يكتب : ل نحيا بالوعي "13 " .. حقيقة الموت بين الفلسفة والروحانية الإسلامية    الصحة: فحص 3 ملايين و251 ألف سيدة ضمن مبادرة العناية بصحة الأم والجنين    اعتماد كامل لمجمع العيادات الخارجية لأطفال أبو الريش بمستشفيات جامعة القاهرة من هيئة الاعتماد والرقابة الصحية    مراكز الشباب بالدقهلية تقدم الألعاب الترفيهية وعروض غنائية وسحرية فى رابع أيام العيد    مصرع عنصرين إجراميين شديدي الخطورة في تبادل إطلاق النيران مع الشرطة بقنا    "التعليم العالي" تعلن حصاد أداء الأنشطة الرياضية خلال العام المالي 2024 -2025    الصادرات الصينية تتراجع في ظل الحرب التجارية    توتر بين عائلة العندليب و«موازين» بعد إعلان حفل بتقنية الهولوجرام    احتفالات مبهجة بثقافة الشرقية فى عيد الأضحى ضمن برنامج "إبداعنا يجمعنا"    «تاريخ ساحر مليء بالأسرار».. إطلاق الفيديو الترويجي الأول للمتحف الكبير قبل الافتتاح الرسمي    قانون العمل الجديد.. ضمانات شاملة وحقوق موسعة للعاملين فى القطاع الخاص    دعاء الخروج من مكة.. أفضل كلمات يقولها الحاج في وداع الكعبة    آخر أيام إجازة عيد الأضحى.. غدا الوزارات والمصالح الحكومية تستأنف العمل    وزيرة البيئة تتوجه إلى نيس بفرنسا للمشاركة بمؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات    الصحة: فحص 3.6 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة "فحص المقبلين على الزواج"    الصحة: فحص أكثر من 11 مليون مواطن بمبادرة الكشف المبكر عن السرطان    حزب المؤتمر: استعدادات مكثفة للانتخابات وسنقدم مرشحين يمتلكون الشعبية والكفاءة    حظك اليوم الأثنين 9 يونيو 2025 وتوقعات الأبراج    شيرين عبدالوهاب تحل محل ماجدة الرومي في حفل ختام مهرجان موازين    بعد عودته من الحج.. أحمد سعد يشعل حفله في الساحل الشمالي (صور)    بعد صعود سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الاثنين 9-6-2025 صباحًا للمستهلك    أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    مكافأة للمتميزين وإحالة المتغيبين للتحقيق فى مستشفى المراغة بسوهاج    وداع بطعم الدموع.. الحجاج يطوفون حول الكعبة بقلوب خاشعة    تراجع أسعار الذهب مع آمال التوصل لاتفاق تجاري بين أمريكا والصين    إصابه قائد موتوسيكل ومصرع أخر إثر إصطدامه به في المنوفية    6 مواجهات في تصفيات كأس العالم.. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    «بخلاف كون اللقاء وديا».. ريبيرو يكشف سبب عدم الدفع بتشكيل أساسي ضد باتشوكا    "لن يعود حيا" .."أبو عبيدة" يكشف محاصرة الاحتلال لمكان تواجد أسير إسرائيلي    «أسطول الحرية»: القوات الإسرائيلية تختطف المتطوعين على السفينة «مادلين»    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد» الاثنين 9 يونيو    ضحى بحياته لإنقاذ المدينة.. مدير مصنع "يوتوبيا فارما" يتبرع بنصف مليون جنيه لأسرة سائق العاشر من رمضان    بعد تصديق الرئيس السيسي.. تعرف على عدد مقاعد الفردي والقائمة لمجلسي النواب والشيوخ بالمحافظات بانتخابات 2025    الخميس المقبل.. ستاد السلام يستضيف مباراتي الختام في كأس الرابطة    تريزيجيه يضع بصمته الأولى مع الأهلي ويسجّل هدف التعادل أمام باتشوكا.    فضيلة الإمام الأكبر    هل يجوز الاشتراك في الأضحية بعد ذبحها؟.. واقعة نادرة يكشف حكمها عالم أزهري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس لبنان الأسبق: الأيادى الخبيثة اخترقت الربيع العربى.. و«ترامب» أمر واقع (حوار)

قال الرئيس اللبنانى الأسبق، أمين الجميل، إن إعلان رئيس تيار المستقبل ورئيس الحكومة اللبنانية دعم ترشيح العماد ميشال عون رئيساً للبنان كان مفاجئاً، مشيراً إلى أن تحالف «14 آذار» انتهى.
ويفتخر «الجميل»، في حواره ل«المصرى اليوم» على هامش زيارته للقاهرة، بأن والدته ولدت في مدينة المنصورة، موضحاً أنه زار أقربائه في المنصورة مرتين إحداهما بدعوة من الرئيس الراحل أنور السادات.
ويتطرق «الجميل» في حواره إلى الوضع الذي يصفه ب«الدقيق» في لبنان، بالإضافة إلى أزمات المنطقة والحوار مع «حزب الله»، ووساطته مع الرئيس العراقى الأسبق، صدام حسين، لمنع الغزو الأمريكى للعراق.. وفيما يلى نص الحوار:
■ هل يتجه لبنان إلى حالة من الاستقرار بعد الانتهاء من الاستحقاق الرئاسى؟
- نتوقف سريعاً تجاه ما حدث في لبنان الفترة الماضية ونعترف بأن لبنان الدولة حافظت على حد كبير من الاستقرار في ظل كل هذه التطورات الدراماتيكية والمأساوية التي تشهدها بعض دول المنطقة، سواء في العراق وسوريا واليمن وليبيا، لبنان تمكن رغم وجوده في قلب هذه المنطقة وبالقرب من كل هذه الصراعات أن يحافظ على الحد الأدنى من الاستقرار، وهذا بفضل ثقافة الشعب اللبنانى، ثقافة الحوار والتواصل، والتى حافظنا عليها بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة والمتداخلة أيضاً في الوضع اللبنانى، فلبنان ليس بمعزل عن هذه الصراعات والنزاعات التي تعصف وتمزق المنطقة، ورغم هذا استطعنا أن نحافظ كما ذكرت لك على الحد الأدنى من الاستقرار في لبنان.
بقى موضوع المؤسسات، فتعثرت مسيرة المؤسسات رغم أن المؤسسات اللبنانية عريقة من حيث الممارسة والديمقراطية ومن حيث الحد الأدنى من الشفافية، فتعثر هذه المؤسسات جعلنا لم نتمكن من انتخاب الرئيس ولم نتمكن من تعيين الحكومة وانتخاب مجلس النواب بشكل طبيعى، اما الآن وفى الأيام القليلة السابقة تمكنا أن نتجاوز عامين ونصف العام من الفراغ المؤسساتى وانتخبنا الرئيس وشكلنا الحكومة، والآن نحن في سبيلنا لسن قانون انتخابات جديد تمهيداً لإجراء الانتخابات النيابية، وهذا يدل على أن لبنان يستعيد تدريجيا عافيته ويستعيد حسن سير مؤسساته وكذلك دوره كدولة متقدمة عريقة في الديمقراطية وعريقة في النظام المؤسساتى، وهذا أمر يفتح باب الأمل في المستقبل ولربما يؤسس لمزيد من الإصلاحات والمزيد من الاستقرار سواء على الصعيد الأمنى أو على صعيد حسن العمل في كل مؤسسات الدولة اللبنانية.
■ كان إعلان رئيس تيار المستقبل ورئيس الحكومة اللبنانية الحالية سعد الحريرى دعمه للعماد ميشال عون مفاجأة للكثيرين، فهل تفاجأت أنت بهذا الأمر أم جرت مشاورات بينك وبينه؟
- كانت مفاجأة، وتم التشاور بشكل خجول، رئيس الحكومة سعد الحريرى كان يعلم تماماً أن قرار تأييد العماد ميشال عون مجازفة، فكان عنده نوع من التردد من طرح هذا الأمر على حلفائه، ونحن تفاجأنا لما أخذ هذا الموقف العلنى بتأييد العماد ميشال عون، ذلك لعدة أسباب، السبب الأول في صراع مرير بين العماد عون وفريق الرئيس سعد الحريرى وهناك حملات بين الفريقين، والسبب الثانى المعطيات السياسية الداخلية فتركيبة التحالفات في لبنان كانت على نقيض تأييد الرئيس سعد الحريرى للعماد ميشال عون، والسبب الثالث الوضع الاستراتيجى والمعادلة الإقليمية حيث إن حزب الله وفريقه بدعم من إيران والفريق ميشال عون كان جزءاً لا يتجزأ من هذا التحالف، كان عنده توجه استراتيجى يتناقض تماماً مع توجهات الرئيس سعد الحريرى الذي هو حليف أساسى للسعودية، والجميع يعلم أن السعودية وإيران في حالة حرب في اليمن وغيرها وصراع سياسى وأيديولوجى ومذهبى، إذن هناك تناقضات كبيرة بين الجانبين لذلك كان هناك استبعاد أن يتم هذا الموقف من الرئيس سعد الحريرى، أما في النهاية الرئيس سعد الحريرى ارتأى أنه من مصلحته أن يسير في هذا الاتجاه وسار فيه دون مشورة.
■ بعد هذه التطورات ما مصير تحالف 14 آذار؟
- 14 آذار انتهى، فلم يبق هناك شىء اسمه 14 آذار.
■ كيف في رأيك حماية لبنان من شظايا الصراع الإيرانى السعودى الذي تشهده المنطقة حاليا؟
- ليس هناك أي وجه للمقارنة بين السعودية وإيران، فالسعودية، على حد السلطات السعودية، موقفها داعم دائماً للبنان وللسلطات اللبنانية والشرعية اللبنانية والجيش اللبنانى، وكان دائماً سعى للوحدة والسلام والاستقرار في لبنان، فكان دور المملكة مثلا أساسى في وقف الحرب اللبنانية في الثمانينيات بالدعوة لاتفاق الطائف، وكان مجهودا كبيرا من جانب المملكة، وكان مجهوداً وطنياً لبنانى لمصلحة كل اللبنانيين، بينما مشروع إيران مختلف عن مشروع المملكة في لبنان، حيث هناك دعم إيرانى مالى وعسكرى وسياسى لفريق معين من اللبنانيين على حساب الفرقاء الآخرين وهذا ليس سراً وهو واقع، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أعلن مباشرة على التليفزيون أن هناك دعما مطلقا من إيران لفريق حزب الله بالمال والسلاح والعتاد وكافة أوجه الدعم، إذن ليست هناك أي مقارنة بين الموقف السعودى تجاه لبنان والموقف الإيرانى.
والوضع في لبنان دقيق ونحن من جانبنا نحاول جمع اللبنانيين، وأن يكون الاستقرار النسبى الذي يتمتع به لبنان يتركز بشكل أكبر على المؤسسات الدستورية اللبنانية وعلى الجيش اللبنانى دون سواه، وأن يستعيد لبنان سيادته على كامل أراضيه، بينما نعرف مثلا أن حزب الله يمارس سيادة ذاتية على الأرض اللبنانية وعلى حساب السيادة اللبنانية.
■ كيف قرأت جولة الرئيس ميشال عون التي بدأها بالمملكة العربية السعودية ثم قطر؟
- هذا مؤشر إيجابى ونحن نعول عليه، لا سيما أنه معروف للجميع علاقات الرئيس ميشال عون مع الفريق القريب من إيران، فمبادرة زيارة المملكة، كما ذكرت لك، شىء إيجابى، إنما العبرة بالتنفيذ، إلى أي مدى سيذهب هذا المنحى الجديد في السياسة؟
■ إذا عدنا سنوات للوراء، ذكرت تقارير أنك قمت بترشيح العماد ميشال عون في عام 1988 في ختام مدتك الرئاسية ليتولى الرئاسة؟
- هذا حديث غير دقيق، بموجب الدستور اللبنانى في آخر ولايتى الرئاسية لم نتمكن من إتمام الانتخابات الرئاسية فكان من الواجب أن تشكل حكومة مؤقتة لفترة وجيزة جداً، تجرى هذه الحكومة الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت ويتسلم الرئيس اللبنانى من بعدى مقاليد الحكم، فقمت بتشكيل حكومة مؤقتة قوامها المجلس العسكرى وليس شخصا معينا إنما فريق عمل، المجلس العسكرى كان مؤسسة قائمة في ذلك الوقت، فسلمت المجلس العسكرى مسؤولية إدارة شؤون البلد وتأمين انتخابات رئاسة الجمهورية في أسرع وقت، فهذا ما أقدمت عليه، فلم أرشح العماد ميشال عون وقتها لرئاسة الجمهورية، ولم تكن إطلاقا صلاحية وتكليف الحكومة بشكل دائم وإنما بشكل مؤقت، وكان العماد ميشال عون وقتها هو رئيس المجلس العسكرى الذي كان قائماً في ذلك الوقت، حيث كان المجلس مكوناً من 6 أشخاص والعماد عون كان قائد الجيش.
■ كأن التاريخ يعيد نفسه، فقد قام بهذا الأمر أيضاً الرئيس الأسبق حسنى مبارك عقب ثورة 25 يناير بتسليم مقاليد البلاد للمجلس العسكرى في ذلك الوقت؟
- طبيعى عندما يكون هناك فراغ أن يتم اللجوء إلى مؤسسة قائمة، والمؤسسة العسكرية الأكثر جدارة وإمكانية في تحقيق هذا الهدف.
■ كيف ترى الدور الذي لعبته مصر طوال الفترة الماضية لمحاولة تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين لإنهاء حالة الفراغ الرئاسى في لبنان؟
- في فترة «كامب ديفيد» تراجع دور مصر على الصعيد العربى، وخروجها من الجامعة العربية وانتقال مقر الجامعة لتونس، هذا عطل الدور العربى الشامل، فخروج مصر من الجامعة العربية في ذلك الوقت كان له أثر سيئ على الوضع العربى ككل، فلا يمكن لأحد أن يأخذ دور مصر على صعيد القيادة العربية، من هنا نتمنى أن تستعيد مصر في أسرع وقت عافيتها وأن تعود للعب دورها كاملاً لأن مصر هي دولة رائدة في العالم العربى على جميع الأصعدة ولعبت دورا طليعيا في خدمة جميع القضايا العربية، وفى الفترة الأخيرة حاولت مصر أن تساعد لبنان ولا شك أنها قدمت مساهمات مهمة، ولكننا نعلم أن مصر حاليا منهكة باهتمامات داخلية لم تمكنها من لعب الدور الذي كانت تطمح إليه، ولكن هذا لا يمنع أن لمصر أيادى بيضاء وساهمت في تلطيف الأجواء بين القوى السياسية اللبنانية.
■ نعود من جديد إلى سؤالى حول الجولة التي قام بها الرئيس اللبنانى للسعودية.. هل تعتقد أن الظرف الحالى يسمح بعودة الهبة السعودية للجيش اللبنانى من جديد؟
- أنا لم أكن حاضرا في اجتماعات العماد ميشال عون مع الملك سلمان بن عبدالعزيز والمسؤولين السعوديين، وليس لدىّ سوى المعلومات الرائجة تجاه هذا الأمر والتى وردت في وسائل الإعلام المختلفة، العبرة بالتنفيذ فلننتظر نتائج هذه الزيارة، وحتى هذه اللحظات لم يصدر من لبنان أو المملكة أن هذه الهبة سيتم تفعيلها في القريب العاجل.
■ إذا خرجنا بعيدا عن الشأن اللبنانى وانتقلنا إلى الوضع في المحيط العربى سواء في سوريا أو العراق واليمن وليبيا، هل أنت مازلت على موقفك بتأييد ثورات الربيع العربى؟
- في البداية لا شك بأنه كان هناك نوع من الانتفاضة الشبابية، فالربيع العربى تميز بوجود الشباب في الشارع وأنا بطبيعتى أعول على دور الشباب ولا شك أن نواياهم طيبة وطموحهم كبير لتطوير شؤون بلادهم، وكانت ثورات الربيع العربى فاتحة خير وأعادت الثقة والأمل في المستقبل بالعالم العربى، ولكن على ما يبدو أنه تم اختراق الربيع العربى.
■ اختراق أم استغلال للربيع العربى!
- اختراق أو استغلال، الاثنان يعطيان نفس المعنى، فقد تم إنفاق بعض الأموال واستخدمت بعض الوسائل لكى تنحرف هذه الثورات عن مسارها وأهدافها الأساسية، والمؤسف اختلط الحابل بالنابل في مرحلة من المراحل ودخلت الأيادى الخبيثة على هذه الثورات وأدت إلى ما أدت إليه من خراب ودمار، فما حدث في ليبيا غير مقبول وما حدث في سوريا يفوق كل مفهوم إنسانى للأمر في حجم الخراب والمآسى والتهجير والنزوح فلا يتصور عقل أن يفوق عدد القتلى كما يعلن 200 ألف قتيل و4 ملايين نازح سواء داخل سوريا وخارجها وحجم الخراب والدمار يفوق عشرات المليارات من الدولارات وهذا أمر يدمى قلب أي إنسان عربى مخلص، وهذا الاختراق للربيع العربى أدى إلى خراب على صعيد العديد من الدول، وفى رأيى أن المستفيد الأول من هذا الوضع إسرائيل.
■ البعض يرى أن الاحتلال الأمريكى للعراق البداية للانهيار في المنطقة.. وأنت قمت بوساطة مع الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين، لو افترضنا سيناريو تخيليا، فهل تعتقد أنه كان من الممكن تجنب ما آلت إليه الأوضاع في المنطقة لو نجحت الوساطة التي قمت بها مع صدام حسين في عام 2003؟
- أنا حاولت في آخر مرحلة أن أوفر على الشعب العراقى ما عانى منه في ذلك الوقت وكنت مدركا تماما نتائج هذا التعنت من الجهتين، وحاولنا أن نصل لتسوية وأوشكنا أن نصل لحل، فبدأت جهودنا تثمر بعض النتائج ولكن «سبق السيف العزل» كما يقولون، ولربما أن هناك بعض الأطراف هنا وهناك التي لم تكن ترغب إطلاقا بهذه التسوية التي اعتبرتها تتناقض مع أهدافها ولذلك لم نتمكن من تحقيق نتيجة بالرغم أنه كان هناك تضافر جهود مجموعة من الأطراف التي ساهمت معى في هذا الأمر، فقد كنت جزءا من جهد عام قامت به بعض الدول مثل الفاتيكان ودول غربية والعديد من الأطراف، إنما لم نتمكن من تحقيق هدفنا فقوى التعطيل كانت هي الأقوى في النهاية، وحدث ما حدث وكنت على حق عندما قلت إنى ضحيت ببعض الصداقات من أجل هذه المبادرة لأن نتيجة هذه الحرب في العراق كانت مدمرة ليس فقط للعراق وإنما للمنطقة ككل.
■ هل كان الهدف هو الإسراع بتنفيذ المشروع الأمريكى المعروف بالشرق الأوسط الجديد أو الكبير؟
- لست أدرى إذا كانت محصلة هذه الحرب لمصلحة الولايات المتحدة، فواشنطن دفعت ثمن هذه الحرب غاليا جدا، فماذا استفادت الولايات المتحدة من هذه الحرب؟ وماذا قطفت منها؟، فقد دفعت ثمنا غاليا جدا وفى النهاية كما نلاحظ فإن إيران هي التي قطفت ثمار الغزو الأمريكى للعراق، والآن معروف النفوذ الإيرانى على العراق سواء على صعيد الحكم القريب من إيران أو إنشاء جيش رديف وهو الحشد الشعبى القريب جدا القريب من الحرس الثورى الإيرانى، فالاستفادة كانت لإيران لا لأمريكا.
■ هل نحن في حاجة لاتفاقات طائف جديدة لحل كل هذه المشاكل في دولنا العربية؟
- ليس هناك شك في أن هناك ضرورة لأن تكون هناك مصالحة في العراق واليمن وسوريا، مصالحة واضحة وتواضع الكل حول مستلزمات الصالح العام والاستقرار وإعادة بناء المؤسسات الوطنية، فعلى الجميع أن يتواضعوا، فإذا بقى كل فرد وراء «متراسه» فلا مجال للوصول إلى نتيجة، وأنا منذ بداية الحرب في سوريا في عام 2012 كنت أرى أنه من الضرورى أن واشنطن وموسكو لابد أن نلتقيا فهذه كانت قراءتى وأعتقد أنها ما زالت صالحة، فليس من صالح الولايات المتحدة وروسيا ما يحدث في المنطقة، والاثنتان ستغرقان في هذا المستنقع كما حدث للسوفييت في أفغانستان وللولايات المتحدة في فيتنام، فمن مصلحة الجميع الوصول لحل، الحل يكون أولا بتفاهم موسكو وواشنطن وكل منهما تمسك بين قوسين «بزبائنها» وحلفائها وأصدقائها، فهذه أول مرحلة والمرحلة الثانية أن تعملا بشكل جدى لوقف إطلاق النار والمرحلة الثالثة جمع هؤلاء الأطراف في كل بلد متصارع إلى حوار بناء عندئذ يمكن استخلاص العبر واستشراف المستقبل.
■ على ذكر الوضع في سوريا يثار تساؤل كيف يمكن أن ننأى بلبنان عن شظايا هذه الحرب في ظل مشاركة حزب الله فيها؟
- هذا سؤال صعب، والحل الوحيد هو أن نجلس مع حزب الله وهذا ما نقوم به حاليا ونقنع الحزب بأن هذه السياسة لا يمكن أن تجدى نفعا لأحد وفى النهاية سيدمر لبنان وعندئذ لن ينجو أحد لا حزب الله ولا غيره، فعلى حزب الله أن يتفهم أن هناك دولة في لبنان وهناك كيانا ومصلحة وطنية عليا يقتضى على الجميع العمل معا على تثبيتها ولا مجال لأن ينجو أحد بنفسه، «ما فينا أحد يخلص حاله بحاله.. وما فينا نخلص أنفسنا إلا من ضمن التعاون مع بعضنا البعض»، وهذه المقاربة يقتضى على حزب الله أن يتفهمها بشكل أنانى فمن مصلحة حزب الله بالذات ومصلحة الشيعة في لبنان أن يعودوا إلى بيت الطاعة اللبنانى وأن يكون بالنسبة لهم لبنان أولا بشكل جدى.
■ البعض يصفك بأنك كنت رئيسا سيئ الحظ حيث توليت الرئاسة في فترة صعبة جدا مر بها لبنان.. هل أنت مع هذا الرأى؟
- أنا أعتقد أنى كنت في ذلك الوقت لست سيئ الحظ، وإنما يمكن أن يكون القدر أراد أن أكون في هذه الحقبة حتى أحفظ لبنان، والمؤرخون سيقرون في المستقبل بأنه لولا التضحيات التي قدمناها للبنان والجهود التي بذلناها والأفكار التي تقدمنا بها لكان الكيان اللبنانى في خطر وانفرط العقد اللبنانى، فالجميع يعلم تماما طموحات سوريا في لبنان في ذلك الوقت وطموحات إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ومصالح بعض أجهزة المخابرات التي كانت تسرح وتمرح على الأرض اللبنانية دون أي رقيب وحسيب، فكما ذكرت لك قمنا بكل ما بوسعنا وبذلنا جهودا وتضحيات كبيرة وبمخاطرة للمحافظة على الكيان اللبنانى، وبالفعل حافظت على هذا الكيان وعلى مبدأ المؤسسات والسيادة والاستقلال ولو أنها كانت منقوصة وإنما كانت هناك إرادة وطنية، حيث جندنا إرادة وطنية جامعة للحفاظ على تلك المسلمات والمقدسات، وأعتقد أنها كانت مهمة صعبة جدا، وبكل تواضع أقول إنه في ذاك الوقت ربما لو أتى غيرى على سدة الرئاسة لجاءت النتائج مدمرة لمستقبل لبنان ومستقبل شباب لبنان.
■ هناك إدارة أمريكية جديدة ستتولى الأمور خلال أيام قليلة.. كيف ترى مستقبل المنطقة في ظل رئاسة دونالد ترامب؟
- لدى تخوف لأن هناك ضجيجا وتساؤلات كبيرة حول فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبكل صراحة أنا شخصيا لم أكن لا مع ترامب أو هيلارى كلينتون، وكنت أعتقد أن هذا لا يشرف المثقفين في أمريكا أن يكون فقط المرشحان على هذا الموقع ترامب وهيلارى كيلنتون، أين الجامعات الأمريكية الكبيرة والمثقفون الكبار وقادة الرأى العام الأمريكى، غابوا تماما عن هذه المعركة واختزلت بين ترامب وكلينتون، ومن تابع السجالات والمناظرات بينهما كان يخجل من المستوى الضعيف الذي يظهر في المناقشات ويعبر ذلك عن المشهد السياسى الأمريكى، فمستوى المناظرات كان متدنيا للغاية.
ترامب أصبح أمراً واقعاً، ولننتظر ما سيحققه ترامب في ال 100 يوم الأولى من حكمه.
■ الكثيرون في مصر لا يعرفون أن نصفك مصرى وأصول والدتك مصرية فهل تحرص على زيارة عائلتك؟
- أنا أفتخر بذلك فوالدتى مصرية ولدت في مدينة المنصورة، ولم تزل عائلة الجميل متواجدة في المنصورة ولنا أملاك وأقارب هناك، وعلاقاتنا مع مصر عائلية وتاريخية ووجدانية ودائما ننظر لمصر كمرجع وعندما آتى لمصر آتى لوطنى الثانى.
■ هل زرت المنصورة من قبل؟
- زرت المنصورة مرتين، مرة بدعوة من الرئيس السادات حيث دعانى لزيارتها فخالاتى يتواجدن في مصر.
■ ألهذا السبب كان يطلق عليك «قبطى يحكم لبنان»؟
- نحن لسنا أقباطاً، نحن من الطائفة المارونية، ونتمتع بعلاقات ودية جدا مع الأقباط ولكننا كما ذكرت لك موارنة، والطائفة المارونية كبيرة في مصر، وهناك مطران للطائفة المارونية مقيم في القاهرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.