مرضى «الغسيل البريتوني» في البحيرة: معاناة بسبب نقص المحاليل

«نحمل الشركة المسؤولية الجنائية والأدبية عن حياتنا».. بهذه الكلمات تحدث مريض يتلقى العلاج بالغسيل الكلوى البريتوني في قسم الكلى بمستشفى دمنهور التعليمى بمحافظة البحيرة، معبرًا عن لسان حال المرضى بسبب «توقف الشركة المنتجة عن توريد نوع معين من المحاليل الخاصة بالغسيل إلى القسم، وانتهاء الكميات الموجودة بالمستشفى منه»، حسب حديثه إلى «المصري اليوم».
كما شكا مرضى الغسيل الكلوي الدموي بالمستشفى من توقف الشركات عن توريد حقن «إيرثروبوتن»، التي تستخدم كبديل لنقل الدم، وقال أحدهم: «نعانى من العثور على الدم البديل، ونضطر لعدم الحصول على الدم أو بدائله مما يعرضنا للأنيميا».
وقالت مصادر طبية بالمستشفى إن «قسم الكلى بمسشتفى دمنهور هو المكان الوحيد في مصر الذي يقدم خدمة الغسيل البريتوني لمرضى الفشل الكلوي في مصر، وذللك فإن المرضى ينتمون إلى العديد من المحافظات الأخرى مثل الدقهلية والمنوفية ومطروح والإسكندرية بالإضافة لمرضى محافظة البحيرة».
وذكرت المصادر أن «الغسيل البريتوني يستخدم في الحالات التي لا يصلح معها الدموي العادي نتيجة عدم صلاحية الأوردة لتركيب القسطرة فيها، وهو يعنى أنه في حالة توقف الغسيل البريتونى فإن المريض لا يمكن أن يتحول للغسيل الدموى العادي».
وأضافت المصادر أن «الأطباء بالمستشفى يقومون بتعليم المريض الغسيل البريتونى ويقوم به في منزله 4 مرات يومياً بمعدل كل 6 ساعات يومياً، ويحتاج الغسيل البريتونى لنوعين من المحاليل مخصصين وغير موجودين أو مستخدمين في الأسواق، وهما تركيز 1.7 و4.25 وتقوم بتوريدهما شركة اتسوكا، وآخر توريد كان في 30 نوفمبر الماضى والتى كانت تقوم بتصنيعها للقسم، وأن المحاليل انتهت تماماً من القسم».
وتابعت: «من المفترض أن إستهلاك المحلول 3500 عبوة من النوعين، وأن يكون هناك مخزون استراتيجى 3 شهور من المحاليل، وأن استهلاك القسم من المحلول تركيز 1.7 هو 2500 عبوة شهرياً وأن الكمية إنتهت تماماً والمفترض أن يكون هناك مخزون إحتياطى 7500 عبوة، والاستهلاك من المحلول تركيز 4.25 هو ألف عبوة شهرياً، ويوجد مخزون منه ألفى عبوة وهى المفترض أنها تكفى شهرين مع وجود النوع الآخر، ولكن المشكلة أن المحلول تركيز 4.5 لا يصلح كبديل للمحلول 1.7، لأن التركيز الأعلى يسحب كميات كبيرة من مياه الجسم، ويؤدى لشد عضلى في كل الجسم وآلام رهيبة لا يتحملها المريض».
وذكرت المصادر أنه «بالنسبة لعدم توافر حقن إيرثروبوتين فإنها بسبب توقف الشركات عن التوريد لوجود مديونية لها على المستشفى، وأن عدم توافر تلك الحقن يؤدى إلى الأنيميا بسبب صعوبة الحصول على الدم بالنسبة لمرضى الغسيل الدموي».
بدوره، قال الدكتور عبدالحكيم عبده، مدير مستشفى دمنهور التعليمى، إنه «تم إرسال إنذار إلى الشركة الموردة للمحلول تركيز 1.7 الخاص بالغسيل البريتونى بسبب توقفها عن التوريد حتى تستأنف توريد هذا النوع مرة أخرى».