الحظ يبتسم لنسور قرطاج.. ومحاربو الصحراء في الطريق لوداع مخيب (تقرير)

نجح المنتخب التونسي في تحقيق أول فوز عربي في كأس أمم أفريقيا 2017، وذلك عندما تغلب على شقيقه المنتخب الجزائري، بنتيجة «2-1»، في الجولة الثانية من المجموعة الثانية للبطولة.
المباراة شهدت سيناريو مغاير تمامًا من فريق نسور قرطاج عن مباراته الأولى ضد المنتخب السنغالي التي غاب عن الفريق فيها عاملي الحظ والتوفيق، فتقدمت نسور قرطاج في النتيجة مع مطلع الشوط الثاني بهدف عكسي سجله المدافع الجزائري عيسى ماندي في مرماه، ثم تسبب الظهير الأيسر الجزائري فوزي غُلام في ركلة جزاء بعد خطأ تقديري للكرة استغله اللاعب وهبي خزري، وترجمها نعيم السليتي لهدف ثاني كان في غاية الأهمية لحسم النقاط الثلاثة مع هدف المنتخب الجزائري الوحيد والذي سجل في الوقت بدل من الضائع عن طريق البديل سفيان هني.
الفوز جعل المنتخب التونسي في المركز الثاني، وتتبقى له مباراة واحدة في المتناول «نظريًا» ضد المنتخب الزيمبابوي، بينما الهزيمة وضعت منتخب محاربي الصحراء في المركز الأخير، وفي وضعية معقدة تمامًا للوصول إلى دور ال8، حيث أن تحقيق الفريق لنتيجة الفوز في الجولة القادمة ضد المنتخب السنغالي لن تضمن له التأهل بنسبة 100%.
المباراة لم ترتق للمستوى المنتظر بين منتخبين من كبار القارة ولديهما الكثير من الإمكانيات المميزة، وانعكس ذلك على معدل صناعة الفرص بين الفريقين، والذي وصل إلى 11 فرصة فقط، وهو أقل ارقام البطولة في المباراة الواحدة «مناصفة مع مباراة المجموعة الثالثة بين كوت ديفوار وتوجو التي انتهت بالتعادل السلبي».
المنتخب التونسي حاول التسديد في 12 مناسبة، وهي ضعف عدد محاولات المنتخب الجزائري، لكن منتخب محاربي الصحراء كان أكثر دقة وسدد 5 تسديدات من محاولاته الست على المرمى مقابل 4 تسديدات من 12 للمنتخب التونسي، وكانت براعة الحارس التونسي أيمن المثلوثي، الذي كان واحد من أهم لاعبي المباراة والفريق التونسي بتصديه لأربع فرص تهديفية، وتألقه حال دون ذهاب المباراة لسيناريو آخر غير سعيد للمنتخب التونسي.
يوسف المساكني للمباراة الثانية على التوالي كان أخطر وأنشط لاعبي المنتخب التونسي، وتسبب في الهدف الأول الذي جاء بشكل عكسي، لكنه فتح طريق النصر لنسور قرطاج، ونجح في صناعة فرصتين تهديفيتين، حقق نسبة 100% من المراوغات الناجحة، وتعرض ل3 مخالفات، وحصل في نهاية المباراة على جائزة أفضل لاعب من اللجنة المنظمة.
الأخطاء الفردية وسوء الحظ أسقط منتخب الجزائر، والكرة التي أدارت ظهرها للمنتخب التونسي في الجولة الماضية عادت وابتسمت له في هذه الجولة، مانحة إياه فوز في منتهى الأهمية، عزز به الكثير من حظوظ وآمال نسور قرطاج للتأهل إلى الجولة القادمة، وبات على الفريق تحقيق الفوز على المنتخب الزيمبابوي لضمان التأهل بنسبة 100% دون النظر لنتيجة المباراة الأخرى.
المنتخب الجزائري أصبح وضعه معقد، وبات على أعتاب الخروج من البطولة، فالفريق مطالب بالفوز على المنتخب السنغالي وانتظار نتيجة المباراة الأخرى املًا في ان تدعم حظوظه للتأهل إلى دور ال8، وأصبح منصب المدرب البلجيكي جورج ليكنز في وضع خطير، لأن الفشل في الوصول بعيدًا في المسابقة الأفريقية بهذا الجيل المتميز من محاربي الصحراء سيعد فشل ذريع.