نسور قرطاج تُسقط أنفسها بين فُكُوك الأسود (تقرير)

حققت السنغال أول الانتصارات في بطولة كأس الأمم الأفريقية بعد 3 مباريات شهدت التعادل في البطولة، أمس الأحد، في ثاني أيام المسابقة.
ونجح منتخب أسود التيرانجا في تحقيق فوز غالي وهام على حساب المنتخب التونسي بنتيجة 2-0، ليعتلي صدارة المجموعة الثانية، وتصبح مسألة تأهله للدور التالي امر في المتناول مع مواجهة منتخب زيمبابوي في الجولة القادمة من المجموعة.
منتخب السنغال لم يكن الأفضل في إجمالي المباراة من حيث السيطرة والاستحواذ وخلق الفرص، لكنه نجح في استغلال أخطاء هفوات منتخب نسور قرطاج، الذي أسقط نفسه بنفسه، سواء بأخطاء مدافعيه التي أهدت المنافس أهداف المباراة، أو تفنن مهاجميه في إضاعة الفرص وبالأخص في الشوط الثاني، بالإضافة لمعاندة الحظ للمنتخب التونسي، عندما رد القائم السنغالي الكرة في مناسبتين، ليُكمل أمسية درامية على المنتخب العربي انتهت بنهاية مخيبة.
تونس بدأت المباراة بشكل جيد، ووضح بعض الخلل في دفاعات السنغال، سببه الثنائي الهجومي أحمد العكايشي ويوسف المساكني، لكن قائد المنتخب التونسي أيمن عبدالنور أخطأ في تقدير زمن تدخله، وأسقط اللاعب شيخو كوياتي داخل منطقة الجزاء ليتسبب في ركلة جزاء ضد فريقه وتتقدم السنغال بعد 10 دقائق بهدف ساديو ماني.
أخطاء المنتخب التونسي استمرت وتسببت الرقابة الضعيفة في الركلة الركنية لاستقبال ثاني أهداف المباراة عن طريق المدافع كارا، لتصبح السنغال متقدمة بأسبقية مريحة أمام منتخب بدا تائهًا ومشتتًا تمامًا، وبالأخص على الجانب الدفاعي أمام انطلاقات الثنائي ساديو ماني وكيتا بالدي، الثاني الذي لعب لأول مرة في كأس الأمم الأفريقية وقدم مباراة مميزة على مستوى صناعة الفرص «3»، والأهداف «صنع الهدف الثاني»، وكان واحد من نجوم المنتخب السنغالي في هذه المباراة.
تونس في الشوط الثاني تحسنت كثيرًا وكانت الأفضل، وانعكس ذلك على إحصائيات اللعب التي شهدت 5 محاولات تسديد للنسور في الشوط الأول «1 فقط على المرمى» مقابل 14 محاولة تسديد في الشوط الثاني «4 منهم على المرمى»، لكن لاعبي الفريق التونسي تفننوا في إهدار الفرص التهديفية المحققة أمام رعونة في الإنهاء، بالإضافة لتألق حارس المرمى السنغالي عبدالله ديالو الذي تُوج بجائزة رجل المباراة، بعد تصديه ل5 فرص تهديفية، من بينها انفرادات صريحة أضاعها يوسف المساكني وأحمد العكايشي ونعيم السليتي.
تونس ستعض أصابع الندم على إضاعتها لنقاط المباراة وخروجها خالية الوفاض من مباراة كانت في المتناول، على الرغم من قوة وكفاءة المنتخب السنغالي الذي سجل هدفيه من تسديدتين فقط على المرمى، وصنع خطورته الكاملة في المباراة من الضربات الثابتة، بينا صال وجال المنتخب التونسي في مناطق اسود التيرانجا الدفاعية وسدد نسور قرطاج 7 تسديدات من داخل منطقة الجزاء وأهدروا فرص لا تصدق ترجمت أمسيتهم المخيبة بالأمس.
موقف المنتخب التونسي بات في غاية الصعوبة، وأصبحت المباراة القادمة لنسور قرطاج ضد منتخب الجزائر مسألة حياة أو موت للفريقين اللذين سقطا في فخ النتائج السلبية مع المرحلة الأولى من المجموعة، وباتت مواجهة الديربي الشمال أفريقي حاسمة لوضع الفريقين في البطولة، وبالأخص في حال أن حققت السنغال فوز متوقع على زيمبابوي في الجولة القادمة.