تمشيط «مثلث الإرهاب» فى سيناء تحت غطاء جوى

واصلت قوات إنفاذ القانون من الجيش الثانى الميدانى، أمس، مدعومة بالطائرات الحربية وعناصر الشرطة المدنية، تنفيذ عمليات التمشيط والمداهمات بمناطق مكافحة النشاط الإرهابى بمحافظة شمال سيناء، لتطهير المنطقة من البؤر الإجرامية والعناصر الإرهابية، وذلك اعتماداً على معلومات مؤكدة بالتنسيق مع عدد من أبناء سيناء.
وقالت مصادر وشهود عيان إن هناك حالة من الاستنفار الدائم للقضاء على بؤر الإرهاب، وهناك حملات أمنية موسعة تجرى بمحيط مُدن العريش والشيخ زويد ورفح، وتحت غطاء جوى من الطائرات الحربية، حيث استطلعت عدة تشكيلات من القوات الجوية مناطق الأهداف لتأكيد إحداثياتها وتنفيذ ضربات جوية مركزة لتدمير مناطق تمركز وإيواء العناصر الإرهابية، وكذلك نقاط تجميع الأسلحة والذخائر التى تستخدمها تلك العناصر، حيث يسمع الأهالى بين الحين والآخر أصوات التفجيرات وتتصاعد الأدخنة فى السماء نتيجة تدمير تلك المواقع.
وأضافت المصادر أنه ضبط عدد من العناصر الإرهابية والمشتبه بهم، بجانب تدمير بؤر إرهابية من المنازل والعشش التى تستخدمها العناصر الإرهابية كقواعد انطلاق لتنفيذ هجماتها الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة، بجانب حرق وتدمير سيارات مختلفة الأنواع ودراجات نارية تستخدمها العناصر التكفيرية فى هجماتها ضد القوات.
وقالت مصادر أمنية مسؤولة بوزارة الداخلية إن أجهزة الأمن بمدن العريش ورفح والشيخ زويد، رفعت من درجة تأهبها، إلى أقصى درجة، بعد ورود معلومات أمنية، عن عزم عناصر إرهابية تابعة لجماعة أنصار بيت المقدس، شن هجمات ضد القوات المكلفة بعمليات تأمين المنشآت الحيوية والشرطية بالمحافظة، بعد استهداف 3 كمائن وأقوال أمنية خلال 3 أيام، أسفرت عن استشهاد 12 شرطياً، ومواطناً، فضلاً عن سقوط عدد من المسلحين المهاجمين أثناء الاشتباكات.
وأضافت المصادر الميدانية، التى تحفظت على نشر أسمائها، أن إجراءات التأمين تضمنت مرور القيادات الأمنية والمكانية بالمحافظة، أمس، على الأكمنة والحواجز والارتكازات الأمنية والحراسات والدوريات، حيث شددت القيادات على ضرورة تحلى الضباط والأفراد والجنود بأقصى درجات اليقظة والحذر والحيطة، تحسباً لمواجهة الخارجين على القانون.
وتابعت المصادر أن أجهزة الأمن كثفت من عمليات تمشيط المزارع والشقق وبعض المناطق الجبلية والصحراوية المتاخمة لمدن بشمال سيناء، بحثا عن مطلوبين أمنياً، فى إطار خطة مكبرة لإحباط تلك العمليات الإرهابية، وذلك بالتنسيق المباشر مع وحدات القوات المسلحة المشاركة فى حفظ الأمن بالمنطقة، وكذلك مشاركة الطائرات الحربية فى عمليات التمشيط وقصف أماكن اختباء المطلوبين ومركباتهم.
وأوضحت أن هناك جهودا مكثفة لتطوير الخطط الأمنية بالمنطقة وتعزيز الكمائن الثابتة بقوات إضافية، وكذلك تكثيف الدوريات المتحركة لتضييق الخناق على العناصر الإرهابية، وتشديد الإجراءات الأمنية على الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدن المحافظة.
ونبهت المصادر إلى أن الإجراءات الأمنية الجديدة المتبعة، لتشديد الإجراءات على الطرق الرئيسية لسيناء، تأتى لحفظ الأمن والتضييق على المطلوبين والعناصر الخطرة، وذلك بعد التأكد من الأوراق بحوزة المارين من وإلى سيناء، ومن ضمنها أوراق تحقيق الهوية وأماكن وحجوزات الإقامة.
وأشارت المصادر إلى أن 4 من رجال الشرطة بينهم ضابط، استشهدوا فى هجوم إرهابى استهدف مدرعتى شرطة أمام مستشفى العريش العام، بعد أن فتح الإرهابيون النيران على إحدى المدرعتين ما أدى إلى استشهاد من بداخلها.
وأضافت المصادر أن الإرهابيين أطلقوا النار على المدرعة الثانية فى القول الأمنى، وأصابوا أحد ضباط الشرطة من قوة تأمين المستشفى، مشيرة إلى أن قوات الأمن تجرى عمليات تمشيط لضبط المتهمين.
من جهة أخرى، شيع الآلاف من أهالى قرية منشأة رحمى بمركز إطسا بمحافظة الفيوم جثمان الشهيد النقيب محمد عبدالفتاح عبد الجواد 40 سنة، والذى استشهد إثر حادث إرهابى فى العريش أمس الأول فى جنازة عسكرية مهيبة، تقدمها المحافظ الدكتور جمال سامى، واللواء قاسم حسين مدير الأمن، والعقيد محمد عزمى المستشار العسكرى، وأهالى القرية.
وخرجت الجنازة من مسجد فاطمة إلياس المجاور لمديرية الأمن، وقال أحمد عبدالفتاح، أحد أقارب الشهيد، إن لديه 3 أبناء، مشيراً إلى أن الشهيد تم نقله منذ عام إلى العريش بناء على رغبته، لرغبته فى الشهادة، حيث كان يعمل فى شرطة الطرق والمنافذ بمديرية أمن الفيوم.
وكان عبد الجواد استشهد فى حادث إرهابى على مدرعة من قوة تأمين مستشفى العريش العام أمس الأول، ما أدى إلى إصابته ثم استشهاد 3 مجندين آخرين.