الجابون 2017.. صدام ثلاثي بين الفراعنة والنجوم السوداء والنسور في المجموعة الرابعة

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق بطولة كأس الأمم الافريقية في نسختها ال31 بمشاركة 16 منتخبًا، وفي هذا التقرير سنستعرض معكم المجموعة الرابعة التي تضم مصر، غانا، مالي وأوغندا، والتي ستشكل صدامات قوية ومنتظرة، بسبب الخلفية التاريخية بين مصر وغانا، إضافة إلى أن 3 من هذه المجموعة يلعبون أيضًا في نفس المجموعة ضمن التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم وهم «مصر وغانا وأوغندا».
منتخب غانا
منتخب النجوم السوداء، صاحب العناصر المميزة، وثاني أبرز المرشحين لنيل لقب هذه البطولة بعد المنتخب الإيفواري.
غانا لها باع طويل في المشاركات في كأس الأمم الأفريقية، وتعتبر هذه هي النسخة رقم 21 التي يشارك فيها المنتخب الغاني، وسبق أن حقق اللقب في 4 مناسبات «يعود آخرها إلى عام 1982»، كما أن الفريق في آخر 5 نسخ من البطولة الأفريقية كان ضيف دائم في الدور نصف نهائي من المسابقة، «وصل خلالها للمباراة النهائية في مناسبتين، 2010 وخسر من مصر، وفي النسخة الماضية 2015، وخسر من كوت ديفوار».
بسهولة حسم منتخب النجوم السوداء التصفيات في المجموعة الثامنة، التي ضمت بجواره المنتخب الموزمبيقي ومنتخبي رواندا ومورشيوس، واحتلت غانا قمة المجموعة برصيد 14 نقطة من 4 انتصارات وتعادلين.
مدرب المنتخب الغاني هو الإسرائيلي أفرام جرانت، المدرب الذي سبق له أن قاد تشيلسي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في عام 2008.
جرانت تولى تدريب المنتخب الغاني بعد كأس العالم 2014، وقاد الفريق في أمم افريقيا الأخيرة «2015»، التي انتهت بوصول الفريق للمباراة النهائية وخسارته بركلات الترجيح ضد المنتخب الإيفواري.
نتائج الفريق مؤخرًا لم تكن جيدة، فالفريق تعادل في آخر 6 مباريات لعبها بشكل ودي أو رسمي، بما فيهم تعادل على ملعبه ضد منتخب أوغندا في تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم، وخسر من المنتخب المصري في نفس المسابقة بهدفين دون مقابل، وهما أيضًا من ضمن مجموعة الفريق في بطولة كأس الأمم المقبلة.
أولى مباريات غانا في البطولة ستكون ضد المنتخب الأوغندي الذي يعتبر حسابيًا أضعف فرق المجموعة، ثم يلتقي في الجولة التالية مع المنتخب المالي في مواجهة ليست بالسهلة على الإطلاق، ثم يختتم مبارياته ضد المنتخب المصري في مباراة ستجمع اثنين من أعرق فرق القارة وأقوى فرق المسابقة على مدار تاريخها.
استدعى المدرب أفرام جرانت 26 لاعبًا للقائمة المبدئية للمنتخب، وطغى على الكثير من اللاعبين أصحاب السن الصغير، بالإضافة لضم لاعب واحد فقط من الدوري المحلي، وهو الحارس الثالث ريتشارد أوفوري.
القائمة مليئة بالأسماء المميزة، كريستيان آتسو، جناح تشيلسي المُعار حاليًا لنيوكاسل، وكان أبرز لاعبي كأس أمم أفريقيا 2015، وهناك أيضًا أندريه أيو، لاعب الوسط الهجومي لويستهام حاليًا، مع إيمانويل بادو، لاعب وسط أودينيزي الإيطالي، بالإضافة للكثير من النجوم الشابة.
منتخب مالي
منتخب النسور، هو واحد من منتخبات القارة الشابة المتميزة، التي قد يكون لها دور كبير في هذه البطولة.
مالي تخوض مشاركتها العاشرة في تاريخ البطولة، وهو المنتخب الذي وصل للمربع الذهبي في نسختي 2012 و2013 «احتل المركز الثالث في كليهما»، لكنه في النسخة الماضية أُقصي من دور المجموعات.
مالي لم يسبق لها تحقيق لقب البطولة من قبل، وأبرز إنجازتها على مدار تاريخ بطولة كأس الأمم الأفريقية، كان تحقيق المركز الثاني في عام 1972.
5 انتصارات وتعادل شكلوا هيمنة تامة للمنتخب المالي على المجموعة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم، في مجموعة ضمت غينيا الاستوائية وبنين بالإضافة لمنتخب جنوب السودان.
مدرب المنتخب الحالي هو الفرنسي ألان جيريس، لاعب دولي سابق مميز، ومدرب خبير بالشؤون الأفريقية لسابق تدريبه المنتخب السنغالي والمنتخب الجابوني من قبل، بالإضافة لقيادته المنتخب المالي في نسخة 2012، التي شهدت تحقيق الفريق للمركز الثالث.
مالي لديه مباراة ودية واحدة قبل البطولة، وستكون ضد المنتخب البوركيني، بعدها ستستهل مشوارها في الجابون بمباراة منتخب مصر في الافتتاح، وهي المباراة التي ستحدد مؤشر النسور في البطولة بشكل كبير، بعدها سيكون هناك صدام صعب آخر مع المنتخب الغاني أحد المرشحين للقب البطولة، بعدها ستختتم دور المجموعات بمقابلة المنتخب الأوغندي.
اختار المدرب آلان جيريس قائمة مبدئية من 26 لاعبًا في نهاية عام 2016، وشهدت القائمة انضمام العديد من الوجوه الشابة صاحبة المشاركات الدولية المعدودة، لكنها تقدم مستويات مميزة مع أنديتها، ويأتي على رأسهم المهاجم موسى ماريجا، الذي يلعب ضمن صفوف فيتوريا دي جيماريش البرتغالي «مُعار من بورتو»، وينضم ماريجا للاعبين المخضرمين في الفريق أمثال مصطفى ياتاباري وباكاري ساكو «كريستال بالاس»، وسامبو ياتباري «فيردر بريمن» بالإضافة للاعب الوسط يعقوب سيلا «مونبلييه الفرنسي».
منتخب مصر
يعود منتخب الفراعنة للمشاركة في أمم أفريقيا عقب غياب دام في آخر 3 نسخ لمنافساتها، حيث يسعى أحفاد الفراعنة لاستعادة صولاتهم وأمجادهم ببطولتهم المفضلة التي احتكروها في سنوات ماضية، ويمتلكون السجل القياسي لأكثر المنتخبات لتحقيق لقب البطولة «7».
المنتخب القومي يمتلك عدة عوامل تأهله لحجز إحدى بطاقتي الترشح للدور الثاني من المسابقة بل والوصول بعيدًا، فالمنتخب المصري صاحب باع كبير من الإنجازات والأرقام القياسية المسجلة باسمه على مدار مشواره التاريخي ببطولة أمم أفريقيا، حيث يعد أكثر منتخبات القارة تتويجًا باللقب، فضلاً عن كونه أكثر المنتخبات الأفريقية مشاركةً بالمسابقة، وفي جعبته 22 مشاركة.
بلغ الفراعنة منافسات أمم أفريقيا 2017 بالجابون، عقب تصدر مجموعة التصفيات على حساب المنتخب النيجيري والمنتخب التنزاني، في مجموعة تضمنت 3 اطراف فقط بعد انسحاب المنتخب التشادي، وحصد الفراعنة 10 نقاط من 4 مباريات.
يتولى تدريب المنتخب المصري، الأرجنتيني المحنك هيكتور كوبر، الذي يخوض أولى تجاربه في كأس الأمم الأفريقية، والمنتخب المصري مع كوبر حتى الأن يُبلي بلاءً حسنًا، ولعل إقصاء منتخب الفراعنة نظيره النيجيري القوي من التصفيات المؤهلة لهذه البطولة، بالإضافة لتحقيقه الفوز في المباراتين ضمن تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم، ومن بينها الفوز على المنتخب الغاني بهدفين دون مقابل، من أبرز ما قدمه الأرجنتيني مع المنتخب المصري حتى الآن.
مصر ستواجه تونس وديًا قبل البطولة، وبعدها ستفتح مشوارها في الجابون ضد المنتخب المالي، بعدها ستلاقي المنتخب الأوغندي، ثم سيكون ختام المجموعة ناريًا ضد المنتخب الغاني، في مباراة تحمل الكثير من المشاعر المتناقضة نتيجة صراعات سابقة ونتائج متباينة بينهما في السنوات الأخيرة.
أبرز نجوم منتخب مصر تتمثل في محمد صلاح، نجم روما الإيطالي، والجناح الطائر صاحب السرعات الكبيرة، ومعه رمضان صبحي، لاعب ستوك سيتي، وعبدالله السعيد، صانع ألعاب الأهلي، ومحمد النني، لاعب وسط أرسنال، وغيرهم من اللاعبين المميزين.
منتخب أوغندا
منتخب الرافعات أحد مفاجآت هذه البطولة، بتواجده على الساحة وسط كبار القارة، ويخوض مشاركته رقم 6، لكن آخر مشاركة لأوغندا في كأس الأمم الأفريقية، تعود إلى نسخة عام 1978، وهي النسخة التي خلالها حقق الفريق أفضل إنجازاته باحتلال المركز الثاني.
تأهل المنتخب الأوغندي لهذه البطولة عن طريق احتلاله المركز الثاني، وتفوقه على باقي أقرانه أصحاب المركز الثاني في باقي المجموعات، حيث إجمالي النقاط «13 نقطة».
أوغندا لعبت في مجموعة ضمت بوركينا فاسو وبتسوانا وجزر القمر، واحتلت المركز الثاني بفارق الأهداف عن المنتخب البوركيني.
مدرب المنتخب الحالي هو الصربي ميلوتين سريدوجيفيتش «الشهير بميشو»، ويمتلك المدرب بعض الخبرات الأفريقية بتدريه لأندية في جنوب أفريقيا وإثيوبيا والسودان «نادي الهلال»، ثم تولى تدريب رواندا في 2011 وبعدها تحول لتدريب المنتخب الأوغندي من سنة 2013 «مايو».
ميشو تأهل بالمنتخب الأوغندي لأمم أفريقيا لأول مرة منذ عام 1978، أي من 39 سنة، ويقود الصربي منتخب الرافعات لتقديم أداءً مميزًا مكنه من الوصول لهذه البطولة، بالإضافة لخوضه مباراتين في تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم، وتحقيقه 4 نقاط من الفوز على الكونغو والتعادل مع غانا في معقلها.
أوغندا أقل فرق المجموعة من حيث الترشيحات والتوقعات، وسيخوضوا هذه البطولة دون ضغوط وبعيدًا عن الترشيحات، وسيكون أمام الفريق فرصة كبيرة لتقديم دور الحصان الأسود، حال مروره للدور التالي من مجموعة صعبة للغاية.
أوغندا ستخوض 3 تجارب ودية قبل انطلاق البطولة، سيلاقي فيها منتخبات الجابون، ليبيا وتونس.
قائمة الفريق مليئة بالأسماء المحلية من الدوري الأوغندي، ولعل أبرزها الثلاثي المحترف وهم القائد جيوفري ماسا، مهاجم نادي نادي بلومفونتين سلتيك الجنوب أفريقي، والمهاجم فاروق ميا «لاعب ستاندرد دي لييج البلجيكي» بالإضافة للمدافع إيزاك إسيندي «لاعب سانت جورج الأثيوبي».