اوقات يصيب الانسان بعض التخبط من شدة الاختلافات بين ما يسمعه من حوله حول موضوع او حدث ما و لكن تصبح المشكلة اكبر بكثير عندما يكون المرئ واحد من المشاركين فى هذا الحدث , تجعله يشعر كأنه فى دوامة دوامة من الافكار .... دوامة من الهواجس .... دوامة من الخوف من شئ ما لا يعرفه !!! ماذا حدث : لا ندرى , البعض يقول انه حدث عظيم , ربما الاعظم فى تاريخ مصر الحديث و العبض يرى انه اكبر خدعة فى التاريخ من مبارك نفسه !!!!!!!!!!! و البعض الاخر يرى انه مخطط خارجى ربما امريكى صهيونى !!!!!! الدلائل على كل وجهة نظر ؟ : لكل منهم دوافعه و قناعاته الخاصة التى تجعله يؤمن ان ما يقوله هو الصحيح , او ربما ليس لديه اى دليل فقط مجرد رأى , او ربما حب للاختلاف , حب الظهور كالفيلسوف , كالحكيم الذى يرى ما وراء الطبيعة , الذى يرى مالا يراه احد لا يكترث اذا كان كلامه سيخلق بلبلة سيصيب عديدون بالتيه ....... سيجعلهم يعيشون فى دوامة !!! كثرة القيل و القال مهما كانت تفاهته , تجعل المرء يصل لمرحلة ما , مرحلة من اللا وعى . ظللت ايام كثيرة اسال نفسى : ماذا يحدث ؟؟؟؟؟؟!!!!!! هل خدعت ؟ اذا كنت قد خدعت , اذن من الذى خدعنى ؟ نا عرف نفسى جيدا انا لا انساق وراء ايا من كان , و كم فقدت اشخص كنت احترمهم لانه بدا لى فى وقت من الاوقات انهم يحاولون خداعى لا اعرف ماذا حدث سواء لمصر او لنفسى عيش الان وسط الاف علامات الاستفهام , حتى اذا اقتنعت ببعض الاراء التى لطالما قنعتنى التى جعلتنى اؤمن بالتغيير و انزل من بيتى طالبا اياه و اهدأ قليلا اجد نفسى مسئول عن اجابة اسئلة من كائنا من كان , و هم فى غالب الامر لا يسئلون للاطمئنان انما يسألون للمحاسبة المحسابة ربما على ذنب يتوقعون انه حدث او يحدث او سوف يحدث , و اوقات يسألون ليحاولوا تشكيكى فى يقينى الخاص و لفرض وجهة نظرهم , لأجد نفسى قد وقعت فى مرة اخرى ربما ليست نفس الدوامة دوامة اليقين و الاقتناع , اوقت تصبح دوامة كيف تحمى افكرك من التلاعب و كيف تقنع محاورك انه لن يستطيع خداعك و املاء رأبه عليك , و اوقت محاولة يائسة لاقناعه بالحقيقة .... الحقيقة من وجهة نظرى انا انها ليست وجهة نظر فقط انها قناعة داخلية بنيت على اساس تجريبى , اقتنعت بها لانى كنت شاهد عيان , ربما لم ارى كل شئ و لكن ما رأيته يكفينى ... يكفينى لاحدد رأيى الخاص عما حدث قد يكون صحيح و قد يكون خطأ , و هذه هى المشكلة , ليس فقط الان ... بل فى كل الاوقات بالصحة و الخطا امران نسبيان تحكمهما العديد من الاشياء و المدخلات و المعالجة فى وقت الثورات و فى نتشر الاشاعات الكثيرة الصحيح منها و الخطأ , يقول احدهما الصدق مرة و يكذب مرة , و يقول الاخر الكذب مرة و الصدق مرة . و نبقى نحن لا ندرى من يقول الحقيقة الان و من يكذب , من سوف يقول الحقيقة و من سوف يكذب!! فى ظل احتراق العديد من الوجوه المشهود لها بالسرقة و التدنيس نجد وجوه اخرى كانت تبدو بريئة , ناصعة البياض تحترق ... تحترق بظهور حقيقتها المروعة أناس كنا نعتقد انهم قمة فى الشرف , انهم حقا معارضين للنظام , و فجأة !!!!! فجأة نكتشف انهم كانوا ضمن النظام و كل ما كانوا يفعلوه هو انهم كاناو يلتفون حولنا لخداعنا ليزداد التخبط و تتوسع الدوامة , لنجد نفسنا لا نفهم من معنا و من علينا , من الصادق و من الكاذب لنكتشف ايضا ان هناك اشخص كنا نظن انهم لا يكترثون لامر هذا البلد , نجدهم معنا منذ البداية ... نجدهم يدفعون عن حقوقنا و حقوقهم لتتوسع الداومة اكثر و اكثر و لتزداد غرف بيت التيه , و ليضاف للعقل افكار اخرى للتفكير من ايضا ظلمناه ؟؟ و من ايضا خدعنا ؟؟؟ كيف ظلمناهم ؟؟ و كيف استطاع الاخرين خداعنا ؟ هل يجب علينا الاعتذار للمظلومين ؟؟ و كيف نعتذر ؟ هل يجب علينا ان نحاسب من خدعونا ؟ كيف ؟ و بأى جريمة ؟ ... لم نعهد ان الخداع جريمة يعاقب عليها القانون الخداع له عقوبته فى لقلب و العقل , عقوبته انه ذنب لا يغتفر ... و لكن !!! هل يكفى هذا ؟ هل يكفى ان تكون عقوبة تضليل شعب باكمله فى القلب ؟ فى تلك الايام ... أناس تأتى و أناس تذهب , لتفتح ابواب و اسئلة بظهروهم و لا تجاب او حتى تختفى بذهابهم لطالما كنت اردد جملتى الشهيرة : كل بقعة ضوء لابد و ن تخلف وراءها ظل ....و الظل ظلام كان لا احد يصدقنى , و لكن الان انا متاكد من صحتها , و لكن المشكلة هى ان تكون ضمن من ساهم فى اضاءة النور و ان تجلس تحته و فى نفس الوقت تجد نفسك فى الظلام !!!!!! تلك التدوينة لها بداية ...... و ها هى تنتهى بدون نهاية محددة ,,,, كالدوامة تنثر كل ما حولها بعيدا و فى كل الاتجاهات ما زالت الاسئلة قائمة , و مازال العقل يفكر ما زال الماضى مجهولا و مازال الحاضر معتوما , و ما زال المستقبل لا يعلمه الخالق ما زال القلب يخفق خوفا , و ما زال اللسان يتمتم بالادعية و الابتهالات للخالق ليحقق لمصر ما فيه الخير و ليعم السلام و الرخاء كما يقول المثل المصرى :" يا خبر بفلوس" , فالمستقبل آت لا محالة , و لكن لنتمنى ان يكون المستقبل افضل من الماضى و الحاضر فبمرور الايام مهما سجل التاريخ ستبقى تفاصيل مجهولة ليمحيها الزمن و يغطى علامات الاستفهام التراب حتى تطمس معالمها ,لتحل محلها اسئلة اخرى لا تجد لنفسها اجابة ايضا و لتبدأ ..... دوامة جديدة !!!!! اسيبكم مع اغنية متجننة لبشرى