«تحتفلون بي كل عام في نفس اليوم الذي لا ينسى من ذاكرة التاريخ.. وتنتشر طائرات جيشكم الباسل في السماء كالجراد في زهو ونشوة وافتخار.. ويتباهى خير الأجناد بشجاعتهم وسجل أسلافهم من المقاتلين والشهداء في استعراضات عسكرية تنتزع الدموع من العيون وتصيب القلوب برعشة الحب والتقدير والامتنان.. ويمر اليوم بل وأيام شهر الانتصار والعزة والكرامة وفى كل مرة يرحل فيها عنا، يراودنى نفس السؤال الذي يعيش في حيرة باحثا عن إجابة شافية: أيتها الروح المصنوعة من الإنجاز وصدق العمل ووقوة الإرادة.. أين أنت؟؟؟.. أفتقدك في خروج رجل دولة حقيقى في حجم أنور السادات بطل الحرب والسلام وقائد الأفعال والأفكار، من رحم السلطة التي أفسدتها المطامع وصارت الضمائر الغائبة السمة الأبرز لقياداتها ورؤوسها منذ أكثر من 4 عقود.. كم كنت أريد أن أرى طيفك أيتها الروح.. في المصانع المغلقة كي نعيش عصر الصناعة الوطنية الذي بدأه طلعت باشا حرب وسعى العهد الناصرى بقوة لإرساء دعائمه وجذوره في التربة المصرية.. والمدارس والجامعات وميادين العلم والأبحاث لنكتشف عقولا جديدة من أبناء الوطن الموهوبين والعباقرة حتى لا يكتب لهم الظهور فقط خارج الحدود ويصبحوا أدوات النهضة والتقدم للآخر، ونحن في ذيل القائمة.. وفى المؤسسات الحكومية، حيث الثورة الإدارية الكاسحة لمظاهر البيروقراطية والفكر التقليدى المحدود وزبانية النظام الفاشل ومحاربى رجال النجاح والإنتاج والتغيير.. وفى الحياة السياسية لنستنشق نسيم الحرية وأحزاب البرامج لا المصالح ونواب الشارع لا الصفقات المشبوهة، والانتفاع الرخيص من كرسى البرلمان على حساب من منحهم الثقة والأمانة.. وفى الإعلام لننزع عنه سموم التربح وشراء الذمم وتشويه الحقائق، فضلا عن حماية الصحافة من مانشيتات الدعاية والنفاق وتخليصها من أقلام الأقزام وأبواق (من يدفع ويفيد أكثر)!! مقالات متعلقة * «منصب الرئيس» * لو كنت مكان البرديسى * العدو مازلت أبحث عنك أيتها الروح النقية المشبعة بالعطاء والشرف والعلم، والقدرة على التخطيط والتنفيذ الدقيق ليكون النصر والتفوق دائما توأمك الملتصق، وإن انفصل، فالرسالة والمبدأ والقيمة كلها دماء نظيفة تسرى في العروق ويحيا بها الجسد العفى الذي لا يعرف العجز ولا يدركه «سرطان» الفساد وأورام الانحراف الخبيثة. سأرحل الآن.. هذا صوتى وهذه وصيتى.. ولن أفقد الأمل في العثور عليكِ في ربوع الوطن الغالى لأراه بعيون «أبطالى» الذين شربت الأرض دماءهم، وارتوت الأجيال من عرقهم وكفاحهم على الرمال المقدسة. إلى اللقاء مع موعد آخر في نفس اليوم.. العام القادم». إمضاء: …….«نصر أكتوبر العظيم»……. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
