سؤال: ماذا تقول في الطبيب الذي يرفض إدخال مريض إلى غرفة العمليات حتى يدفع له أجرة يده كاملة؟ وما رأيك في الجراح الذي يترك بطن المريض مشقوقا ويفسد تعقيمه حتى يخرج فيضغط على أهل المريض لدفع مستحقاته وعرق جبينه؟ هذا تماما ما يفعله الأطباء المنادون بالاعتصام والإضراب والضغط لإجابة المطالب، لن أقبل أي كلمة من هذه الكلمات ولا أي تبرير، لم نسمع طوال حياتنا عن طبيب تضور جوعا حتى الموت، أو أنه لم يجد ما يقله لعمله، أو مشى حافيا عاريا، فلم إذن الإلحاح في الطلب والحالة ليست حرجة؟ الانتهازية هي وصف ما يقوم به الأطباء، وهم يقرون بذلك، لو خلصت الثورة مش هنعرف ناخد حقوقنا، بئست الحقوق اذا، لو أنك تؤمن بأنه حق لعلمت أنه قوة في ذاته ولا يحتاج لظروف لتقتنصه، انزعوا عنكم الجبن وتعاملو بشرف، تظاهروا واعتصموا لأجل مطالب الثورة، ولكن لا تطلبوا شيئا لكم، ولا تتكلموا عنا، نحن برآء منكم وما تفعلون. بقدر استهجاني لهذه المطالب فهو لا يفوق عجبي من قصور نظر المطالبين وسوء تقديرهم وقلة حيلتهم وتواضع فكرهم، للدرجة التي تحيرني كيف أصبح هؤلاء أطباء!!! ألم يدرسوا هؤلاء أن لكل حالة مرضية دورة يمر بها المريض، ولا تستطيع استعجال الانتقال من مرحلة إلى أخرى، فهل المرحلة الحالية تسمح بتلكم المطالب؟ ثم إن سوء حالة الأطباء ومشاكل عملهم ودراستهم هي أعراض للمرض الأساسي المتمثل في فساد النظام السابق واستباحته لموارد البلد، فهل يعقل أن تحاول علاج الأعراض وتنصرف عن المرض المسبب؟ كلنا يعلم أن السرطان يسبب أعراضا جانبية أخرى، فهل تصب تفكيرك على معالجتها وتترك السرطان يتمكن من الجسم؟ وهل يصح أن تستأصل الورم الخبيث على عجلة ثم تحاول تجميل الجراحة اللي اجريتها؟ هل في وقت النقاهة تعطيه علاجا لتساقط الشعر ولاسوداد الجلد وسماكته؟ إن أنت عالجت المرض الأصلي فلن تجد للأعراض صدى بعد حين. ثم إن من أصول التفاوض اختيار الوقت وإيجاد الحلول، فمن منكم يا ايها المتشنجون لديه تصور للحل دون أن يؤثر على موارد الدولة أو تماسكها؟ قبل أن ترفع مشكلتك قدم الحل. لا تزايدوا على ثوريتي، فقد أضربت حين كنت طبيب امتياز مع جميع دفعتي اعتراضا على سوء معاملتنا والتقصير في تدريبنا، ووصل خبر هذا الإضراب لجهات عليا، وبدأنا الإضراب مجتمعين وانتهى اليوم بإضرابي وحيدا من جميع من أعرفهم، وظللت مهددا ومضطهدا بقية الفترة، ولا تزايدوا على إقراري بحقوق الأطباء واستحقاقهم لمستوى معيشة يليق بما استثمروه في دراستهم من وقت وجهد ومال، ولكنني لن أقبل أن تتكلموا باسمي وقد كان نفر منكم يحرم المشاركة في الثورة قبل نجاحها في اسقاط النظام، ثم أصبحوا في مقدمة من يريد جمع الغنائم. اتقوا الله في أنفسكم ومهنتكم وبلدكم، أو فارقونا غير مأسوف عليكم.