فيضانات السودان: 101 قتيل وتدمير 1979 منزلاً وتشريد 145 ألف شخص

ارتفع عدد ضحايا السيول والفيضانات التى تجتاح عدة مناطق بالسودان منذ عدة أسابيع إلى 101 قتيل، حسب الجهات الرسمية الحكومية.
قال حسين أبوصالح، رئيس «جمعية الهلال الأحمر» السودانية، الإثنين، إن 25 شخصًا لقوا مصرعهم خلال اليومين الماضيين، جراء السيول والفيضانات فى ولاية كسلا شرقى البلاد.
وذكرت صحيفة «أوول أفريكا» المعنية بشؤون القارة الإفريقية أن الفيضانات تسببت فى تدمير 1979 منزلا، وأكثر من 100 فصل دراسى، وتضرر منها أكثر من 29 ألف مواطن سودانى، بإجمالى 145 ألفا و155 فردا تعرضوا للتشريد.
وقال شهود عيان إن سيولا جارفة قطعت خلال الساعات الماضية «الطريق الشرقى» الذى يربط بين مدينتى كسلا والقضارف شرقى البلاد، ونشرت قوات الدفاع المدنى وحدات إضافية على طول مجرى نهر النيل، وبخاصة على الجسور التى تربط مدن الخرطوم، وسط تحذيرات من امتداد الفيضانات إلى أحياء المدن الواقعة على ضفتى النهر.
وحذرت «جمعية الهلال الأحمر»، مجددًا، من زيادة فى منسوب النيل الأزرق، الرافد الرئيسى لنهر النيل، فى ولاية سنار المتاخمة للهضبة الإثيوبية على حدود البلاد الشرقية الجنوبية، وتوقعت امتداد الزيادة إلى الخرطوم والولاية الشمالية على الحدود مع مصر، بعدما بلغ ارتفاع منسوب مياه نهر النيل فى الخرطوم 16 مترًا و54 سنتيمترًا، وفقًا لآخر قياس أعلنه الدفاع المدنى، الأربعاء الماضى.
فى سياق متصل، قالت مصادر مسؤولة بوزارة الموارد المائية والرى، إن الوزارة انتهت من إعداد تقرير مفصل عن حالة فيضان النيل الجديد بالتزامن مع مرور 15 يوما على بداية السنة المائية 2016 -2017، لعرضه على لجنة إيراد النهر نهاية الأسبوع، وأضافت المصادر أن لجنة من رؤساء وهيئات الوزارة المختلفة برئاسة الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية والرى، اجتمعت لمناقشة حالة الأمطار على الهضبة الإثيوبية ومنسوب النيل الأزرق، وكذلك السيناريوهات المختلفة للتعامل مع الفيضان وتوفير الاحتياجات المائية للبلاد، وبدء التخزين السنوى لمياه النيل.
وأضافت المصادر أنه تمت مراجعه تقارير بعثتى الرى المصرى بالسودان وأوغندا والمتعلقة بمعدلات سقوط الأمطار ومحطات القياس من مناسيب وتصرفات على طول مجرى النيل داخل السودان، والإجراءات المشتركة بين القاهرة والخرطوم للتعامل مع الأمطار الغزيرة التى تشهدها السودان حاليًا والمتوقع استمرارها، بالإضافة إلى الوارد من النيل الأزرق داخل السودان، وإعداد تقرير شامل بها والرؤية الفنية للبعثتين لعرضها على اللجنة، فى إشارة إلى الاتصال اليومى بين القاهرة وبعثتى الرى.
وأوضحت المصادر أن مجرى نهر النيل يشهد هذا العام أعلى نسبة فى مياهه منذ أكثر من 100عام، حيث فاضت المياه فيه بسبب الأمطار الغزيرة فى العديد من المناطق فى كل من دولتى إثيوبيا والسودان، وبلغت منسوبًا قياسيًا فى محطة الديم، متخطيًة الأرقام المسجلة منذ سبعين عاماً، حيث بلغت الأحد 52.13 مترًا، وأن المحطة هى أول نقطة قياس مع الحدود الإثيوبية- السودانية، لتحديد حجم الوارد من النيل الأزرق، لافتة إلى أنه من المتوقع أن يكون حجم الفيضان هذا العام فى نهاية أكتوبر المقبل فوق المتوسط، وذلك بحسب مؤشرات ومعدلات سقوط الأمطار.
وأشارت المصادر إلى بدء قطاع توزيع المياه بالوزارة تنفيذ برنامج الخفض التدريجى للمنصرف من مياه النيل من بحيرة ناصر، وذلك نتيجة لانحسار فترة أقصى الاحتياجات المائية للبلاد من زراعة وصناعة ومياه شرب وملاحة نهرية وتناقصها، مؤكدة أنه من المستبعد تمامًا فتح مفيض توشكى لاستقبال فيضان النيل الجديد لوجود شروط لفتحه، أهمها أن يكون الفيضان مهددًا للسد العالى ومنشآته، وأن ارتفاع منسوب المياه بالبحيرة لأكثر من 187 مترًا ونصف المتر، وهو أمر مستعبد حدوثه وفقا لمؤشرات الفيضان الحالية، بالإضافة إلى التوافق مع الجانب السودانى، وفقًا لاتفاقية 1959 الموقعة بين القاهرة والخرطوم.
من جانبه، قال المهندس عبداللطيف خالد، رئيس الإدارة المركزية لتوزيع المياه بوزارة الرى، إنه من الضرورى تقليل المساحة المزروعة أرز إلى 700 ألف فدان، لتوفير 2.5 مليار متر مكعب سنويًا، مع تجريم زراعة الأرز بالمخالفة، والبدء الفورى فى تحويل الرى بالغمر فى الأراضى الجديدة إلى رى حديث لزمام 500 ألف فدان لتوفير مليار متر مكعب من المياه، وتجفيف المزارع السمكية التى تعتمد على المياه النيلية بزمام 85 ألف فدان لتوفير مليار متر مكعب، بالإضافة إلى الانتهاء من أعمال المعالجة لمياه الصرف الصحى لمحطات صرف زنين وأبورواش، حيث سيؤدى إلى توفير صرف 0.50 مليار متر مكعب لتحسين نوعية المياه بفرع رشيد خلال فترة أقل الاحتياجات، ومعالجة مياه الصرف الصحى والزراعى فى بعض المناطق مثل المياه المعالجة من محطتى الجبل الأصفر وبحر البقر لتوفير 3 مليارات متر مكعب، وبذلك يمكن توفير إجمالى 8 مليارات متر مكعب سنويا.
وأضاف أن السنة المائية الماضية ( 2014 - 2015 ) بدأت بمنسوب بلغ أمام السد العالى 176.93 متر بمحتوى 131.522 مليار متر مكعب، وتناقص المنسوب أمام السد العالى حتى بلغ 172.72 فى 20 يوليو قبل الماضى، ثم بدأ فى الزيادة اعتبارًا من 21 يوليو الماضى حتى وصل إلى «173.10» فى نهاية الشهر نفسه، فى حين أن المنسوب العام السابق فى ذات التوقيت كان «176.94» بفارق قدره 3.84 متر عن الحالى.
وتابع رئيس الإدارة المركزية لتوزيع المياه بالوزارة: أن الوارد العام الماضى ( 2014-2015) بلغ حجم الفيضان حتى نهاية يوليو الماضى (38.774) مليار متر مكعب، فى حين أن الوارد فى مثل هذه المدة من العام قبل الماضى 2015 بلغ (75.641) مليار م3، أى أقل بمقدار (36.867 ) مليار متر مكعب، وأنه تم سحب حوالى 20 مليار م3 من المخزون ببحيرة ناصر خلال العام المائى الحالى، لافتا إلى أن أجهزة الوزارة مستعدة لاستقبال واستيعاب أى كميات من مياه الفيضان الجديد.