«المصرى اليوم» ترصد زيادة معدلات «فيضان النيل»

أكدت مصادر بوزارة الرى أنه من المتوقع أن يكون منسوب فيضان العام المائى الحالى فوق المتوسط، ويبدأ أول أغسطس المقبل ويستمر حتى سبتمبر العام الجارى، وفقا لمراقبة ومتابعة الأرصاد والقياسات الهيدرولوجية لنهر النيل عند المقاييس والمحطات المختلفة المنتشرة على طول النهر لتسجيل التغيرات فى المناسيب والتصرفات.
وأضافت المصادر أن فيضان العام الحالى سيكون الأعلى مقارنة بالعام الماضى، الذى كان الأقل انخفاضا على مدار 100 عام، بالإضافة إلى زيادة معدلاته الشهر المقبل.
وأوضحت أن مناسيب النيل الأزرق سجلت ارتفاعاً ملحوظاً بصورة مفاجئة قبل حلول الموعد المحدد للفيضان، وأن كميات المياه فى النيل الأزرق هى الأعلى منذ سنوات، بزيادة الضعف عن نفس الفترة من العام الماضى.
ورصدت «المصرى اليوم» مواصلة زيادة منسوب مياه النيل الأزرق، وهو ما أكدته تقارير وزارة الرى السودانية برصدها هذه الارتفاعات فى محطة الديم على الحدود الإثيوبية- السودانية.
وقالت مصادر سودانية، ل«المصرى اليوم»، إن كميات المياه فى النيل الأزرق هى الأعلى منذ 105 أعوام فيما سجلت إيرادات النيل، السبت الماضى، 357 مليون متر مكعب من المياه بزيادة الضعف عن نفس اليوم من العام الماضى، موضحة أن مناسيب المياه فى مدينة الخرطوم فى محطة رى العاصمة السودانية أعلى ب120 سنتيمترا مقارنة بعام 2015 عن نفس اليوم.
وطالبت الحكومة السودانية المواطنين القاطنين قرب الأنهار ومدارس السيول بتوخى الحذر، فيما دمرت الأمطار 105 منازل بصورة كلية، و124 منزلا بشكل جزئى بمناطق متفرقة حول النيل الأزرق.
وتوقعت مصادر سودانية استمرار هطول الأمطار بمعدلات أعلى من الطبيعية خلال الفترة المقبلة التى تشهد موسم الفيضان، وهو ما خالف توقعات المراكز العلمية فى مصر والسودان وإثيوبيا بموسم جفاف وانخفاض فى إيرادات النيل، مشددة على أهمية التنسيق بين الأجهزة الحكومية السودانية لتخفيف مخاطر الفيضان على المناطق السكنية، والحد من آثارها على الموسم الزراعى والزراعات المطرية.
وقال وزير الموارد المائية والرى السودانى، السفير معتز موسى، ل«المصرى اليوم»: «فيضان العام الجديد مُبشر ولدينا خطط للحد من المخاطر»، مشيرا إلى أن الوزارة تنفذ قرارات إزالة فورية لأى تعديات على المجارى المائية وجانبى النيل الأزرق لحماية المواطنين والأراضى الزراعية، فضلا عن توفير المعدات اللازمة لتحسين حالة الصرف لتخفيف المخاطر.
وأكدت مصادر سودانية معنية بإدارة فيضان النيل فى وزارة الموارد المائية والرى أن بشائر فيضان النيل «جيدة»، وأن الوزارة تتابع حالة الفيضان على امتداد النيل لإعداد تقارير يومية عن ذلك يتم عرضها على وزير المياه والكهرباء السودانى.
وأشار تقرير رسمى أصدرته وزارة الرى السودانية إلى أن المتابعة أوضحت أن إيرادات المصادر الرئيسية للنيل من الهضبتين الإثيوبية والاستوائية خلال يوليو الجارى تزيد على معدلاتها، كما زاد إيراد النيل الأزرق على إيراداته خلال نفس الفترة من العام الماضى.
وأوضح التقرير أن لجنة إيراد نهر النيل المختصة بمتابعة فيضان النيل وضعت السيناريوهات المختلفة للتعامل مع الفيضان وقواعد التخزين فى بحيرة ناصر وصرف الاحتياجات المائية للبلاد خلف السد العالى.
من جانبها، أكدت مصادر رسمية بقطاع مياه النيل بالقاهرة أن الإدارة المركزية لضبط النيل تحلل جميع بيانات الأرصاد الهيدرولوجية الواردة من المحطات الرئيسية على طول النهر وروافده، والأرصاد المائية الخاصة بالسد العالى والخزانات الأخرى المقامة بالسودان فى إطار التعاون مع الأجهزة السودانية المختصة، مع تحليل أهم الظواهر التى طرأت على تشغيل النهر وإعداد التنبؤات بإيراده خلال العام المائى الجديد.
وقالت المصادر إن هذه البيانات يتم الحصول عليها من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية بإدارة الهيدرولوجيا بالقطاع لمعدلات سقوط الأمطار على حوض النيل، والتى تتم على مدار العام عبر قياس ورصد المناسيب والتصرفات بواسطة بعثات الرى المصرية بالسودان وأوغندا، مؤكدة أن الرصد والحساب يستمر طوال العام المائى لتحديد حجم الفيضان.
وأضافت أن اللجنة تستقبل تقارير بعثات الرى المصرية التى تقيم الموقف المائى للبلاد ومعدلات سقوط الأمطار، وتوقعات الإيراد المائى الواصل لبحيرة ناصر من هذه الأمطار، حيث تأخذ رحلة المياه من أعالى النيل حتى البحيرة حوالى شهر حسب سرعة وحجم المياه، فى إشارة إلى مناقشة اللجنة التوقعات والسيناريوهات المعدة سلفا للفيضان واالبدائل المقترحة لتشغيل السد العالى لتحقيق أقصى استفادة ممكنة، وكذلك استعراض مناسيب النيل داخل البلاد وعلى طول المجرى لضمان التوزيع العادل للمياه طبقا للاحتياجات المائية.
وشددت على تلقى تقارير يومية من بعثة الرى بالسودان حول تأثير معدلات الأمطار المتزايدة على الهضبة الإثيوبية، للحفاظ على منظومة الاتزان المائى بين حجم المنصرف والمطلوب لاحتياجات البلاد المائية، وبين حجم المطلوب تخزينه لتعويض الفاقد من منسوب المياه بالبحيرة، بالإضافة إلى تقرير بعثة الرى بأوغندا.