في الوقت الذي تحدث فيه الكثيرون عن سد اثيوبيا الذي يتم بناؤه حاليا بأن له تأثيره على حصة مصر من المياه، يقترب من ينتظر مصر ما يقرب من 50 مليار متر مكعب من المياه العذبة قادمة من منابع النيل نتيجة السقوط الموسمي للأمطار على هضبة الحبشة مما يؤدي لارتفاع منسوب المياه بالنيل الزرق. من جانبها أعلنت وكانت وزارة الموارد المائية والري أعلنت حالة الطوارئ القصوى لاستقبال فيضان النيل، الذى ارتفع منسوبه في النيل الأزرق بالسودان، ويصل مصر خلال أسبوعين، ضمن حصة مصر والسودان من مياه النيل، التي تقدر ب84 مليار متر مكعب من المياه وجعل الكثيرين يتوقعون زيادة المنسوب عن العام الماضي والذي كان أقل من المتوسط بسبب الجفاف الشديد الذي شهدته هضبة أثيوبيا سقوط موسمي :- وعن علاقة الفيضان بالأحوال الجوية وموعد قدومه الفيضان إلى مصر وكيفية الاستفادة من المياه العذبة، قال الدكتور على قطب، مدير عام مركز تحاليل الأرصاد الجوية، إن ارتفاع مستوى المياه بنهر النيل خلال الأسبوعين القادمين، مرتبط بسقوط الأمطار فوق هضبة الحبشة ومنابع النيل بأوغندا موضحا انه عندما تسقط الامطار يتحرك منسوب المياه النيل نتيجة هذه الامطار المتزايدة. وأضاف "قطب" أننا نتوقع وصول المياه العذبة إلى مصر خلال أسبوعين لعدم اكتمال بناء سد النهضة والذي يعتبر بناؤه هو الحائل الوحيد لوصول هذه الامطار، موضحا أن حجم ارتفاع المياه في نهر النيل لم يتم تحديده بعد. وأوضح خبير الأرصاد الجوية ان هذه الامطار موسمية وتسقط في فصل الصيف سنويا بين شهري يوليو وأغسطس واحيانا تمتد لأكتوبر، مشيرا إلى ان سقوطها بهذه الاماكن لوقوعها داخل نطاق مداري نتيجة الجبال وارتفاع الحرارة، لأنه كلما ارتفعت الحرارة على الجنوب كلما تحركت الجهة المدارية وهو ما يزيد من فرص سقوط الامطار فوق منابع النيل بأوغندا. 50 مليارا فيما أكد الدكتور نادر نور الدين، خبير المياه، إنه في حالة وصول فيضان النيل إلى مصر فنتأمل فقط أن يملئ بحيرة ناصر ليعوض ما استهلكناه منها خلال السنوات ال 9 الماضية، فإن ملأ 50 مليارا من سعتها التي تتجاوز ال 150 مليارا سيكون مكسبا عظيما لمصر، ولا يجب أن نتوقع وجود فائض لاستثماره. وعن أسباب الفيضان، اعتدنا منذ زمن النبي يوسف أن دورة النيل 20 عاما 7 عجاف و 7 متوسطة و7 سنوات فيضان، ومع التطور الزمني خرجت دراسات أجنبية تؤكد أن الأمطار سيحدث لها نقص بنسبة 70%، وهو ما يبدو أنه تحقق بالفعل، فنحن نعيش فقر مائي منذ 9 سنوات، وننتظر الانفراجة. ومن المتوقع من الفيضان هذا العام إذا ما اكتمل وكان فيضانا قويا أن يملئ جزئ من الهدر المائي الذي استهلكناه فقط على مدار ال 9 سنوات الماضية من بحيرة ناصر، ولا ننتظر المزيد، لان ما استهلكناه كان كبيرا. أثر ايجابي :- إن موسم سقوط الأمطار علي الهضبة الإثيوبية بدأ في أول أغسطس الجاري والمتوقع منه حدوث فيضان فوق المتوسط وأفضل من العام الماضي وينتهي الموسم مع يوليو2017، لافتًا إلى أننا لا نستطيع الحكم على وصول الفيضان إلى مصر لحين انتهاء الموسم. للفيضان المنتظر حدوثه أثرا إيجابيا علي بحيرة ناصر كمخزون لمواجهة نقص المياه المتوقع الفترات القادمة، مشيراُ إلى أن 85% من المياه الأثيوبية تصل لمصر. ضرورة تقييم الموقف المائي للبلاد عن طريق معدلات سقوط الأمطار، وتوقعات الايراد المائي الواصل لبحيرة ناصر من هذه الامطار، وكيفية الاستفادة القصوي لتشغيل السد العالي واستعراض مناسيب النيل داخل البلاد وعلي طول المجري لضمان التوزيع العادل للمياه طبقا للاحتياجات المائية. كشفت مصادر مسئولة في وزارة الري عن ارتفاع المؤشرات الأولية لفيضان النيل هذا العام ، وفقاً لتحليل صور الأقمار الصناعية ومراقبة ومتابعة الأرصاد والقياسات الهيدرولوجية لنهر النيل عند المقاييس والمحطات المختلفة المنتشرة على مجري النهر، مؤكدا أن الأمطار زادت على الهضبة الإثيوبية بنسبة 90% عن العام الماضي، مما ينبأ بفيضان يزيد بنسبة كبيرة للغاية حيث سيكون الفيضان من فوق المتوسط إلى عالي . وأكد المصدر أن حكومة الخرطوم سوف تبدأ في تخزين مياه فيضان النيل الجديد أوائل الشهر القادم وذلك نتيجة لزيادة معدلات سقوط الأمطار التي تشهدها البلاد حاليا وتسببت في غرق الكثير من المناطق، مشيرا إلى أن السودان سوف تستمر في تفريغ سدودها الروصيرص وسنار ومروي وخشم القربة حتى نهاية الشهر، وذلك ضمن إجراءاتها لمواجهه الأمطار الحالية، مؤكدا أن المؤشرات الأولية لفيضان النيل الجديد توضح انه سوف يكون فوق المتوسط، وان بحيرة السد العالي ومنشأته جاهزة لاستقبال كميات مياه الأمطار حيث تصل السعة التخزينية للبحيرة نحو 160 مليار م3. ومن جانبه قال المهندس عماد ميخائيل رئيس مصلحة الري، إنه تم إعلان حالة الطوارئ القصوى لاستقبال فيضان النيل، وأن أجهزة الوزارة ممثلة في الهيئة العامة للسد العالي وخزان أسوان، أتمت استعداداتها الطبيعية لاستقبال فيضان النيل الجديد، بالتحقق من سلامة المعدات والبوابات وتجهيز مفيض توشكى، والسد العالي، وخزان أسوان، عقب ارتفاع منسوب نهر النيل . وأوضح أن هناك متابعة يومية لكميات الأمطار المتساقطة على منابع النيل الأزرق بالأقمار الصناعية، وقياس للمناسيب عبر المحطات الموجودة بالمجرى، مشيرا إلى أن بداية الفيضان الجديد مبشرة، لكن لا يمكن الحكم على حجم الفيضان بشكل عام قبل منتصف الشهر المقبل، مشيرا إلى أنه أحيانا يبدأ الموسم بأمطار غزيرة وسرعان ما تقل معدلاتها تدريجيا ولكن البدايات للفيضان تؤكد أنها مبشرة، خاصة وأن العام الماضي كانت كمية الفيضان أقل . ولفت إلى أن الوزارة تتلقى بيانات ومعلومات عن الفيضان من محطاتها القياس في السودان بشكل دائم لحساب كميات المياه الواردة من الهضبة الأثيوبية إلى بحيرة السد العالي بشكل دقيق، وذلك في إطار التعاون المستمر بين وزارتي الري في القاهرةوالخرطوم. وقال المهندس عماد ميخائيل، رئيس مصلحة الري: «فوجئت باتصال هاتفي من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمتابعة الموقف المائي لمصر، وموقف الفيضان، واستعدادات وزارة الري وأجهزتها لاستقبال فيضان النيل، حيث شدد الرئيس السيسي على ضرورة الالتزام بالاحتياجات المائية للبلاد، وأوصى بإبلاغ تحياته وتقديره لكافة العاملين بالوزارة». ونفى ميخائيل، ما تردد حول فتح هيئة السد العالي مفيض توشكى لتصريف مياه الفيضان، التي ترددت شائعات أنها تخطت الحد المسموح به في السد العالي، مؤكدًا أن عمر فيضان النيل حتى اليوم 14 يوما فقط ، مشيراً إلى أن البحيرة تزيد بمعدلاتها الطبيعية في مثل هذا الوقت من العام، حيث تستقبل مياه الفيضان التي تصل من الهضبة الإثيوبية. وأكد أن الأمور تسير بشكل طبيعي، وكل أجهزة وزارة الري والسد العالي على أتم الاستعداد لاستقبال الفيضان، الذي يمكن أن يوصف بأن مؤشراته الأولية أفضل من العام الماضي، حيث سيتم عقد اجتماع للجنة إيراد نهر النيل لمناقشة التقرير الأولي عن الفيضان . وقال إن السد العالي وخزان أسوان والقناطر الكبرى على النيل الرئيسي مستعدة لاستقبال مياه الفيضان الجديد، وكذلك مفيض توشكي الذي يستوعب أكثر من 100 مليار متر مكعب في حالة الفيضانات العالية بمنخفضاته الأربعة، مشيراً إلى أن النيل الأزرق يشهد حالياً أمطاراً غزيرة ، والتي يمكن التعامل معها باعتبار هذه الأمطار بداية ذروة الفيضان للنيل الأزرق الذي يمد مصر ب85% من حصتها المائية البالغة 55٫5 مليار متر مكعب سنويا. من ناحية أخرى سجل منسوب مياه النهر في السودان أمس أعلى الفيضانات التي ضربت البلاد، حيث سجل المنسوب ارتفاعاً بلغ 15.68 متر. وأصدرت السلطات السودانية تحذيرات للمواطنين القاطنين على ضفاف النيل بتوخي الحيطة من الارتفاع العالي لمناسيب النهر ما يرجح حدوث فيضان، موضحة أن المناسيب المسجلة هذا العام تعد ثاني أكبر رقم قياسي منذ فيضان النيل قبل أكثر من 100 عام. وكانت وزارة الموارد المائية والري والكهرباء السودانية، أعلنت عن تسجيل محطة «الديم»، أقدم مقاييس النيل الأزرق علي حدودها مع إثيوبيا، ارتفاعا فاق منسوب النهر عام 1988، الذي وصف بأحد أكثر فيضانات النيل الأزرق غزارة خلال المائة عام الأخيرة. وأعلنت الغرفة العليا لمناسيب النيل بالسودان أن وارد محطة الديم بلغ نحو 860 مترا مكعبا، مما ينذر بحدوث ارتفاع في مناسيب النهر لمستوي الفيضان. وقالت وزارة الكهرباء والمياه السودانية، إن منسوب نهر النيل قد زاد بشكل كبير جدا لم يحدث من قبل، وقد قامت هيئة الأرصاد الجوية السودانية بتوقع نزول أمطار على بعض الولايات وقد حاصرت مياه النيل مجموعة من القرى في محلية جبل أولياء جنوبالخرطوم، وذلك بعد أن أنهار الجسر الترابي الذي كان يحمي المنطقة، وقد عملت السيول على تدمير الكثير من المنازل بالإضافة إلى إصابة العشرات. وقال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا بمعهد الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة، إن صور الأقمار الصناعية المناخية توضع أنه سوف يستمر سقوط الأمطار على السودان وإثيوبيا وسوف يشتد تساقط الأمطار، خاصة في مناطق شرق السودان (كسلا والقضارف) وحول منطقة الأبيض على الحدود مع دولة جنوب السودان، وبالطبع يتوالى سقوط الأمطار على الأحواض الإثيوبية المغذية لنهر النيل، وقد يتسبب عنها فيضانات عند دخولها السودان من نهري النيل الأزرق وعطبرة اللذان يمدان نهر النيل بأكثر من 50 ، 11 مليار متر مكعب سنويا على الترتيب. وقال إن زيادة الأمطار في السودان يسبب سيول أكثر منه فيضانات، مما يسبب أضراراً بالغة على سكان تلك المناطق خاصة إذا تزامن مع ارتفاع منسوب نهري النيل الأزرق وعطبرة، ولكن لا يصل منها شيء لنهر النيل، ويرجع ذلك إلى أن وسط السودان خالي من الجبال كالتي توجد في جنوب دارفور (جبل مرة، أكثر من 3 آلاف متر) أو جبال البحر الأحمر وبالتالي لا تتجمع المياه في أنهار لكي تصب في النيل، بل تنساب على سطح الأرض الشبه مسطحة. وأضاف أن الأمطار في السودان تبلغ أكثر من ثلثي الأمطار الإثيوبية في حوض النيل ولا يأخذ النيل منها شيئاً، وكذلك في جنوب السودان الأمطار أكثر من أمطار إثيوبيا ولا يأتي منها شيء أيضاً بل يفقد النيل في جنوب السودان حوالي 10 مليار م3، ولهذا فإن مستقبل مصر في زيادة الحصة المائية يتوقف علي مشروعات مائية في جنوب السودان وأولها قناة جونجلي التي توفر 4 مليار م3 في مرحلتها الأولي يمكن أن تزداد بعد ذلك إلى أكثر من 7 مليار م3. وأوضح أن إيراد بحيرة ناصر بلغ خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة حوالي 10 مليار متر مكعب مما رفع منسوب المياه حوالي متر واحد من 172,5 م في 18 يوليو إلى 173,5 م، وتم استهلاك حوالي 4 مليار م3 خلال تلك الفترة . وتوقع الخبير الدولي للمياه الدكتور خالد أبو زيد أن يكون الفيضان له تأثير إيجابي ومفيد على المخزون من المياه وخصوصاً بعد التصرفات المنخفضة التي رأتها مصر خلال السنوات الماضية بالإضافة إلى استغلال هذه المياه أثناء سنوات الفيضان المنخفضة، حيث أضاف بأن منسوب المياه التي توجد في بحيرة ناصر قد انخفض نوعاً ما لذا سيكون للأمطار تأثير إيجابي علي مياه المخزون