أخلاق «رشوان» وعزيمة «الباز».. مشاهد مصرية مضيئة في تاريخ الأوليمبياد

تنطلق منافسات الدورة الأوليمبية 2016 بريو دي جانيرو، في الفترة من 6 إلى 22 أغسطس المقبل، بمشاركة 122 رياضياً مصرياً، وهي البعثة الأكبر في تاريخ مشاركات مصر بالدورات الأوليمبية.
ورسم أبطال مصر في الألعاب المختلفة تابلوها رائعا من الروح الرياضية والعزيمة والإصرار، كان بمثابة الشمعات المضيئة في تاريخ مصر بالدورات الأوليمبية على مدار التاريخ، وهو ما سنسرده في السطور التالية.
أخلاق رشوان حديث العالم
أبهر محمد علي رشوان، ابن الإسكندرية، بطل مصر في لعبة الجودو، العالم أجمع بروحه الرياضية العالية وأخلاقه الرفيعة خلال مواجهته البطل الياباني ياسوهيرو ياماشيتا بدورة لوس أنجلوس 1984، والذي كان يعاني من اصابة بالغة في الركبة، حيث رفض البطل المصري استغلال إصابة منافسه الواضحة، وفضل الحصول على الميدالية الفضية على حساب تحقيق ذهبية مشوهة باستغلال إصابة المنافس يشوبها التخلي عن الروح الرياضية العمود الأساسي لمفهوم الرياضة، ضارباً نموذجاَ حسناً في الأخلاق والقيم والمبادئ.
ونال رشوان احترام الجميع من قبل جميع وسائل الإعلام ومن منظمة اليونسكو في اللعب النظيف عام 1985، فضلاً عن تكريم خاص من نوعه بدولة اليابان تقديراً لأخلاقه العالية، بالإضافة إلى جائزة أفضل خلق رياضي بالعالم من اللجنة الأوليمبية للعدل بفرنسا، ليظل محمد علي رشوان قدوة حسنة ونموذجا يحتذى به جميع رياضيي مصر والعالم العربي.
الطريف في الأمر أن بعد واقعة مواجهته الشهيرة بالبطل الياباني تزوج من فتاة يابانية بعد أن أشهرت إسلامها وأنجب منها 3 أبناء.
عزيمة محمد السيد
شمعة مضيئة أخرى في تاريخ مشاركات مصر بالدورات الأوليمبية، من خلال فضية تاريخية حققها الملاكم محمد السيد الباز في دورة أثينا 2004.
الباز خاض مواجهتين على التوالي أمام بطلي أستراليا وكوبا وهو مصاب في كتفه، وتعامل بذكاء شديد وتحلى بالإصرار والعزيمة متحاملاً على نفسه كي يرفع اسمه بلاده عالياً، مكتفياً بمواجهة منافسيه بيد واحدة فقط، بروح قتالية منحته الميدالية الفضية.
إصرار أبوالقاسم لتحقيق وصية والده
طالبه والده بالسعي نحو تحقيق ميدالية بدورة الألعاب الأوليمبية بلندن 2012، ليرحل بعد هذه الوصية وقبل خمسة أشهر فقط من خوض نجله علاء الدين أبوالقاسم لمنافسات لعبة سلاح الشيش بالدورة الأوليمبية.
ونجح علاء الدين في إحراز أول ميدالية لمصر بلعبة المبارزة «سلاح الشيش»، محققاً حلم والده الذي وافته المنية قبل انطلاق الدورة، ضارباً نموذجاً رائعاً من الإصرار والاجتهاد نحو إسعاد والده في العالم الآخر.