تأجيل إعادة محاكمة المتهمين في «مذبحة كرداسة» إلى 15 أغسطس

أجلت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، إعادة محاكمة 156 متهمًا، في القضية المعروفة إعلاميًّا ب«مذبحة كرداسة»، إلى 15 أغسطس المقبل. وسمحت هيئة المحكمة لأهالي المتهمين وذويهم بحضور الجلسة داخل قاعة المحكمة، والذين تبادلوا الإشارات مع ذويهم الموجودين داخل قفص الأتهام الزجاجي.
وقال ممثل النيابة العامة، موجهًا حديثه لهيئة المحكمة، إنه تم تنفيذ أمر ضبط والإحضار الصادر للشاهدين حمدي محمد حسن، وعرفة إمام، وإن الشاهد أحمد عبدالسلام، لم يتمكن من الحضور لحبسه على ذمة قضية أخرى.
وقال حمدي محمد حسن الشرقاوي، شاهد الإثبات في الواقعة، والذي دخل إلى قاعة المحاكمة يتكئ على عصا، فأمرت هيئة المحكمة بإحضار مقعد للشاهد وصرحت له بالجلوس، وأكد الشاهد أنه استيقظ من النوم على الأحداث، وأنه يعمل سكرتيرا عاما لحزب الوفد بكرداسة، ولديه مكتب لحل مشاكل المواطنين مع الجهات التنفيذية بكرداسة، وأنه لم يشاهد الأحداث من خلال وسائل الإعلام.
وتابع الشاهد أنه تلقى اتصالا هاتفيا من المتهم حمدي مبروك بعد الواقعة ب20 يوما، وأبلغه أنه عثر على موتوسيكل وموبايل على طريق «ناهيا كرداسة»، ونوه الشاهد أنه نصحه بتسليم نفسه للأجهزة الأمنية، مضيفا أنه سمع من الأهالي أن حمدي مبروك من ضمن المشاركين بالأحداث، وأنه تلقى اتصالا من والد حمدي أبلغه أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على نجله الكبير كريم بدلًا من حمدي.
وأكد الشاهد أن المتهم حمدي عرض عليه هاتفا محمولا ماركة «نوكيا» وعرف أنه كان من الأجهزة المسروقة في واقعة اقتحام قسم شرطة كرداسة، وأن المتهم أبلغه أن الموتوسيكل المسروق عند الميكانيكي، وبعد انتهاء الشاهد من الإدلاء بأقواله، وجه رئيس المحكمة اللوم للشاهد عقب انتهائه من شهادته أمام الهيئة، قائلا: «لما المحكمة تبعتلك تيجي علطول».
واستمعت المحكمة إلى أقوال عرفة إمام، شاهد الإثبات، الذي أكد أنه لم يكن موجودا أثناء اقتحام القسم، وأنه تلقى اتصالا هاتفيا من أحد الأهالي يخبره بقيام المتظاهرين بسرقة ورشته، فذهب إلى ورشته ولم يتمكن من الدخول بسبب المتظاهرين، وعندما هدأت الأحداث ذهب لمحيط القسم، ليكتشف سرقة العديد من كاوتشات السيارات، وأن المتظاهرين كانوا يستخدمونها في أعمال الشغب.
وبعد انتهاء المحكمة من سماع الشهود، طلب شاهد الإثبات محمد عبدالسلام، الذي اتهمته المحكمة بالشهادة الزور سماع المحكمة لشهادته، فسمحت له المحكمة، وقال الشاهد إنه تعرض للتهديد لتغيير أقواله في الجلسة الماضية، وإنه جاء جلسة اليوم لقول الحقيقة، وإنه متمسك بأقواله في تحقيقات النيابة العامة.
وعن سؤال المحكمة للشاهد عن قوله في تحقيقات النيابة العامة إنه أبصر المتهم محمود عبدالنبي يحمل سلاحا أبيض ويحاول التعدي على العميد عامر عبدالمقصود، قال إنه جاء بعد وفاة العميد عامر عبدالمقصود، ورأى المتهم محمود يحمل سلاحا أبيض، ورأى المتهم «شحات» يحمل سلاحا أبيض «مطواة» ملطخة بالدماء.
كانت النيابة وجهت للمتهمين تهمة الاشتراك في أحداث اقتحام مركز شرطة كرداسة، التي وقعت في أغسطس 2013، وراح ضحيتها 12 ضابطًا من قوة القسم، والتمثيل بجثثهم، بجانب شخصين آخرين من الأهالي تصادف وجودهما بالمكان، والشروع في قتل 10 أفراد آخرين من قوة مركز شرطة، وإتلاف مبنى القسم، وحرق عدد من سيارات ومدرعات الشرطة، وحيازة الأسلحة النارية الآلية والثقيلة.
وقضت محكمة النقض، في فبراير الماضي، بقبول الطعن المقدم من 150 متهمًا على الحكم الصادر ضدهم بالإعدام في القضية، وكان مجموعة من عناصر جماعة الإخوان المسلمين اقتحموا قسم شرطة كرداسة، عقب فض اعتصام رابعة.