شاهد ب«مذبحة كرداسة»: سمعت صوت طلقات نارية ولم أر أي بنادق آلية

استأنفت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، الأحد، جلسة إعادة محاكمة 156 متهما في القضية المعروفة إعلاميا ب«مذبحة كرداسة».
وسلم ممثل النيابة لهيئة المحكمة خطابا من مديرية أمن الجيزة، بشأن دفتر أحوال مديرية أمن الجيزة الخاص بالفترة من 3 يوليو 2013 إلى 13 أغسطس 2013، وجاء فيه أنه في حالة الظروف الطارئة يتم الإبلاغ عن الحوادث بواسطة اللاسلكي، وليس كتابة ولم يتم تدوينها، وأكد ممثل النيابة أنه جار تنفيذ أمر الضبط الصادر للشاهد الرابع عشر.
واستمعت المحكمة لأقوال الباحث الاجتماعي بسجن وادي النطرون، والذي قام بعمل بحث عن حالة المتهم على محمد فرحات، وأكد أنه أجرى البحث في 18 يوليو الجاري داخل السجن، وتم عمل البحث مع النزيل نفسه وشقيقه، ومن خلال ملفه.
وأضاف الباحث أن المتهم أعزب، وعمره 19 سنة، ووقت ارتكاب الجريمة كان عمره 16 سنة، ودرس حتى 6 ابتدائي، وعمل عملية جراحية لاستئصال جزء من الأمعاء، وعندما امتثل للشفاء عمل مع شقيقه كعامل مكتبة براتب 300 جنيه لينفق على نفسه، وهو الأصغر سنا، ويعيش مع والديه، ولا يشرب سوى الشاي، ولا يعاني من أية أمراض، مؤكدا أن سبب ارتكابه للجريمة هو ضعف الوازع الديني، وسوء الحالة الاقتصادية، ومصاحبة رفقاء السوء.
واستمعت المحكمة إلى شاهد الإثبات، معاون ضبط مركز كرداسة، الذي أكد أنه لم يكن موجودا وقت اقتحام المركز، ولم يستطيع الدخول، لأن المتهمين قطعوا الطريق من منطقة صفط اللبن ولم يتمكن من دخول كرداسة، وقت عمله في الثامنة صباحا، وقاطعوا الطريق من المتظاهرين في ميدان النهضة عقب فضه، حيث توجهوا لقطع الطريق، وكانوا ملثمين ويطلقون النيران من أسلحة أليه.
وأضاف الشاهد أنه لم يتمكن من مشاهدة الأحداث أو الوصول للقسم أثناء وقائع الاعتداء والاقتحام، مؤكدا أنه شاهد ما يحدث عن طريق وسائل الإعلام، وأن قطع الطريق تزامن مع اقتحام القسم، لافتا إلى أنه تمكن من الدخول إلى المركز في الحادية عشر عن طريق محور صفط. اللبن.
كما استمعت المحكمة لشاهد إثبات يعمل أمين شرطة بمركز شرطة كرداسة، واكد أنه لم يكن في المركز وقت الأحداث، ولم يذهب بعدها خوفا مما سمعه عن اقتحام المركز، مشيرا إلى أنه أدلى بكل أقواله ومعلوماته في تحقيقات النيابة العامة، مؤكدا عدم تذكره لها، وأمرت المحكمة بتلاوة أقواله في التحقيقات، عملا بالمادة 290 من قانون الإجراءات.
وعقب تلاوة أقوال الشاهد عليه، أكد أنه أدلى بأقواله في النيابة ومتمسك بما قاله في التحقيقات لعدم تذكره التفاصيل، وأثناء سماع شهادة الشاهد، رأى رئيس المحكمة، أحد المتهمين يضحك، فأمره بالوقوف وحذره من تكرار الفعل وإلا سيأخذه بالقانون.
وأضاف الشاهد أنه يعرف أحد المتهمين والمقيم بناهيا البلد، وأنه يعمل تاجر حشيش، وسبق اتهامه في قضايا أخرى.
وقال شاهد الإثبات ال18، والذي يعمل أمين شرطة سري بمباحث كرداسة، إنه لم يكن موجودا في المركز، وغادر في السادسة صباحا، وأحال أقواله لتحقيقات النيابة العامة لعدم تذكره الوقائع لمرور وقت طويل عليها، فأمرت المحكمة بتلاوة أقواله عليه، ليؤكد بعدها أنه متمسك بأقواله في النيابة العامة.
واستمعت المحكمة إلى أحد الشهود، الذي دخل الجلسة متكئا على عصا، لإصابته في حادث سيارة، وأكد أنه كان موجودا في المركز الساعة 9 صباحا، وكان يبيت في كرداسة، وظل في المركز حتى الساعة 12 ظهرًا، ثم انصرف عن طريق الشارع السياحي، مضيفا: «كان فيه ناس متجمهرين وبيشتموا الداخلية وبيرموا زجاجات مولوتوف وولعوا في كاوتش سيارات»، وأضاف: «اللي حصل قبل ما أمشي حسب ما أتذكر كان فيه شيخ تبع اللجنة الشعبية اسمه عزت ومش فاكر باقي أسمه، كان متواجدا أمام القسم، وواحد يقف على عربية كبدة أمام المركز، وشهرته على كبدة، وكان معاهم ناس تانية أمام القسم متجمهرين، وبيشتموا في الداخلية، وكان فيه واحد اسمه رضا الصعيدي واقف قالع هدومه وبيشتم في الداخلية»، موضحا: «هذا ما أتذكره من الأحداث نظرا لمرور وقت طويل عليها.
وتابع الشاهد: «المتهم محمد نصر غزلاني، جاء إلى المركز وتشاجر مع اللواء مصطفي الخطيب، بسبب فض رابعة والنهضة، وبعدها جاء مجموعة من المتجمهرين أمام المركز، وكان المتظاهرين كتير وكان فيه منهم ناس بتتفرج وناس بتتعامل وناس بتسب الداخلية»، مؤكدا أنه لم ير أي بنادق آلية، ولكنه سمع صوت طلقات نارية، وكان ضرب النار عشوائيا.
وأنكر الشاهد ما جاء في تحقيقات النيابة بأنه رأى العقيد عامر عبدالمقصود، مصابا بطلق ناري في عينه، فخاف على نفسه ولاذ بالفرار، واختتم مستدركا أنه لا يذكر كل الوقائع التي رآها لمرور وقت طويل عليها، وأضاف أنه رأى عزت سعيد العطار، من بين المتجمهرين في الواقعة، وتحدثا سويا، مضيفا: «كان بيزعق لأهل البلد عشان يمشوا».