تكريم «فنان الشعب» طه قرني في المجلس الأعلى للثقافة

وفق ما ورد في شهادة الفنان التشكيلي طه قرني عن تجربته الفنية، فإن وصف «فنان الشعب» أطلقه عليه الشاعر الكبير صلاح جاهين، في حين كان صبيًا صغيرًا بصحبة أبيه الذي كان رفيقا لسيد مكاوي وصلاح جاهين، وقد وصفه بهذا الوصف حين رأى الصبي مولعا برسم بسطاء الناس من عامة الشعب والبائعين الجائلين بين السيدة والحسين، وانبهر برسمه وهو على هذه السن الصغيرة.
وحين كبر طه وصار فنانا تشكيليا تجسد هذا الوصف وتحققت نبوءة جاهين، لأن طه قرني الآن هو صاحب الجداريتين الشهيرتين «سوق الجمعة» و«المولد»، وبسبب هذا الإنجاز العملاق اعتبرته موسوعة «جينيس» صاحب أكبر جدارية تجاوزت الثلاثين مترا، وقد تجلت الروح المصرية في هذين العملين وغيرهما من الأعمال، وظهرت الطقوس والعادات المصرية فيهما وأنماط الشخصية المصرية على تنوعها بين أقاليم مصر.
مثلت أعمال قرني ما يشبه المصالحة وتجديد التواصل مع الشارع المصري، ولم تقتصر أعماله على قطاع النخبة المتخصصة، فحقق بأعماله القيم الفنية التي يقدرها ويثمنها المتخصصون من جانب، ويحقق بها التواصل المباشر مع رجل الشارع من جانب آخر.
وتوثيقا لهذه المسيرة الغنية، احتضن المجلس الأعلى للثقافة جلسة تكريم واحتفال بالفنان الكبير، تناولت القيم الفنية لأعمال الفنان والخلفية المعرفية له وتجسيده للروح والهوية المصرية.
وأشار الدكتور محمد إسحاق عميد كلية التربية الفنية لما تتمتع به أعمال الفنان من توليفة مسرحية ودرامية تعتمد على التشكيل وأبعاد الديكور المسرحي، فضلا عن ملمحي الحركة والصوت.
وقدم الدكتور أحمد عبدالكريم وكيل كلية التربية الفنية طرحا وتفسيرا أكاديميًا وفنيًا لأعمال الفنان، وأشار إلي المعايشة التي تخلو من التزييف، فيما تحدثت الدكتورة نيفين خليل عن المذاق الشعبي وإيقاع الحياة وأنماط البشر في أعماله.
وأشارت الدكتور هبة الهواري إلى سطوع الهوية والروح المصرية في أعمال الفنان رغم تنوعها.
وقد تبنى الاحتفالية المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية، وأصدر كتابا توثيقيا قدمه الدكتور مصطفي سليم رئيس المركز القومي للمسرح، ضم كتابات كبار النقاد التشكيليين في مصر، وكان من بينهم عزالدين نجيب، كمال الجويلي، نجوى العشري، صلاح البيطار، جمعة فرحات رسام الكاريكاتير، ومكرم حنين.
يذكر أن الفنان طه قرني مولود في محافظة الجيزة سنة 1965، وهو خريج كلية فنون جميلة بامتياز قسم ديكور، وعمل مستشارا فنيا للعديد من المجلات والصحف، وللفنان جداريات أخرى غير سوق الجمعة والمولد، منها جدارية «الثورة» وجدارية «الزهور»، وهو عضو بالعديد من الجمعيات والمؤسسات الثقافية الأهلية والرسمية، منها المجلس الأعلى للثقافة وأتيليه القاهرة ونقابة التشكيليين واللجنة القومية للمتاحف ومكتبة الإسكندرية، وأقام أكثر من 50 معرضًا، فضلا عن الورش الفنية في مصر والدول العربية، وشارك في الكثير من المؤتمرات الدولية المعنية بالثقافة والفنون.