مونشي.. البطل الحقيقي في قصة نجاح إشبيلية يترك النادي (تقرير)

أعلن المدير الرياضي بنادي إشبيلية، رامون رودريجيز وشهرته «مونشي»، عدم استمراره في العمل مع النادي الأندلسي ورحيله خلال الصيف المقبل.
الخبر الذي تم تداوله مساء أمس الإثنين، لاقى ردود فعل مختلفة، فجمهور ومحبو النادي الأندلسي عاشوا ليلة حزينة أسوأ من تلك الليلة التي عاشوها من أسبوع تقريبًا عقب الهزيمة في نهائي الكأس أمام برشلونة، بينما كانت بعض الجماهير الأخرى فرحة وتُمني النفس في قدوم الحارس الإسباني السابق للعمل مع أنديتهم، وعلى رأسهم جمهور ريال مدريد وبرشلونة وليفربول ومانشستر يونايتد.
مونشي هو المهندس والبطل الخفي في قصة فريق إشبيلية، الفريق الذي حقق 9 ألقاب في آخر 9 سنوات، ويسطر تاريخ جديد للنادي الذي لم يكن يعرف طعم البطولات في القرن الماضي، سوى عند مرحلة الأربعينيات «فاز بلقب كأس إسبانيا سنة 1948»، أمضى بعدها 59 عامًا دون ألقاب «باستثناء ألقاب الدرجات الثانية».
حارس مرمى إشبيلية السابق، بدأ قصته كمدير رياضي مع ناديه في عام 2001، وبالتحديد بعد هبوط النادي للدرجة الثانية، وكان المطلوب منه هو التعاقد مع لاعبين بأسعار قليلة مقارنة بالصفقات التي تدار في سوق الانتقالات.
الشيء الأهم كان الاهتمام بقطاع الناشئين وأكاديمية النادي، من أجل تطوير المواهب واستغلالهم في دفع الفريق الأول للأمام، مع بُعد اقتصادي مفهوم، وهو بيع هذه المواهب بمبالغ مالية طائلة في المستقبل، من أجل تدعيم خطة الفريق والاستمرار في نظام اقتصادي رياضي قوي.
مونشي لم ينجح فقط في الشقين اللذين طُلبوا منه، بل برع فيهما، نجح في جلب وتطوير العديد من المواهب بداية من خوسيه أنطونيو رييس، مرورًا بسرجيو راموس ودييجو كابيل وخيسوس نافاس وألبرتو مورينو، بالإضافة لجلبه العديد من الأسماء بأسعار لا تُذكر، على رأسها دانيل ألفيس وجيوفري كاندوجبيا وكارلوس باكا وسيدو كيتا ولويس فابيانو وإيفان راكيتيش.
كل هذه الأسماء أفادت النادي خلال الفترة الأخيرة، أبرز الإنجازات هو الفوز ب5 كؤوس أوروبية «الدوري الأوروبي» خلال 11 عاما، ثم استفاد منهم النادي بشكل مادي بعدما قام ببيعهم بأرقام كبيرة جدًا، فالإحصائيات تقول إن إشبيلية خلال فترة مونشي نجح في جني أرباح تفوق ال200 مليون يورو، وهو رقم ضخم أفاد النادي كثيرًا، وأوضح مدى كفاءة ونجاح عمل مونشي مع النادي.
عمل مونشي يعتمد على علاقاته وتواصله مع طاقم عمل كبير من كشافين المواهب الذين يعملون في مختلف أرجاء العالم.
التقارير تُرسل إلى الداهية الإسباني بشكل ثابت عن المواهب واللاعبين الشباب الذين يمتلكون قدرات تؤهلهم لأن يكونوا نجوما في عالم كرة القدم في المستقبل، لكن مونشي لم يكن يفضل الصفقات المادية الكبيرة، فهناك أندية كثيرة تقدر مواهبها وفي بعض الأحيان يكون التقدير مبالغا فيه «جدًا»، وهذه لم تكن سياسة مونشي. فالمدير الرياضي لم يكن يبحث فقط عن الموهبة، بل كان يبحث أيضًا عن السعر المناسب لشرائها، وربما يكون ذلك أحد أسباب النجاح لمونشي والصفقة نفسها التي لا تكون تحت أي ضغط قياسًا بالسعر المقبول الذي تم دفعه لشرائها.
مونشي لم يعلن اعتزاله المجال، ولم يعلن تفرغه لأكاديمية الشباب التي يمتلكها في لندن. ذلك فتح أبوابًا للعديد من التكهنات حول مستقبل المدير الرياضي الموهوب، أمام رغبة الأندية الإنجليزية، كذلك برشلونة الذي حاول من عامين ضمه لطاقم العمل بالفريق الكتالوني، وريال مدريد أيضًا يرغب في استقطابه.