سلاح سيميوني لردع الضغط المُرتد للبايرن.. وهكذا اخترق بيب دفاعات أتلتيكو (تحليل)

في 90 دقيقة أشغال كروية شاقة للاعبي أتلتيكو مدريد استطاع الفريق خطف الفوز بهدف نظيف على حساب بايرن ميونخ، بمهارة خاصة للاعب ساؤول الذي أحرز هدفًا على طريقة مارادونا.
وكما كان المتوقع في تحليل ما قبل المباراة، فكلا المديرين الفنيين يعرفان جيدًا فلسفة الآخر عن ظهر قلب، لذلك بدأ سيميوني اللقاء على عكس طريقته المُعتادة بتضييق المساحات بين رباعي خط دفاعه، بل جعل ثنائي الأطراف على خطي الجانب فأصبحا wide fullbacks وذلك في ظل إشراك بيب جوارديولا للثنائي كومان وكوستا، كل منهما يلعب كجناح كلاسيكي بقدمه «المعدولة»، الأيسر يسارًا والأيمن يمينًا، ولم يكتفِ سيميوني بهذا فقط بل أجبر لاعبي البايرن على التمرير للجناح المُراقب من قبل ظهيره، بفضل لاعبي الارتكاز الذين يقطعون كل السبل التي تؤدي إلى تمريرة رأسية أمام منطقة جزائهم.
المباراة كانت أشبه بالحرب بين الثنائي بيب وسيميوني فكل منهما يبحث عن السُبل لردع أسلحة الآخر، البداية مع جوارديولا الذي كان يمتلك الكرة دائمًا، قُلنا بأن سيميوني جعل ظهيريه على أطراف الملعب، وهنا ظهرت أنصاف المساحات على أوسع ما يكون «بين الظهير وقلب الدفاع»، وبدأ بيب الاختراق من الجبهة اليسرى عن طريق تحركات الثلاثي برنات وتياجو وكوستا، برنات الظهير ينطلق لنصف المساحة فيُجبر خوان فران الظهير الأيمن لأتليتكو على الانضمام قليلًا للعمق فيمرر تياجو الكرة لكوستا وأمامه مساحة لمراوغة فران.
لم يكن هذا يسارًا فقط بل تكرر في الجبهة اليمنى بتواجد فيدال ولام مع كومان وبنفس الأسلوب يتوغل لام للعمق في نصف المساحة ويتسلم الكرة.
ولكن ماذا عن سيميوني وسلاح ردعه؟ بالطبع تعلم أن الفرق أمثال بايرن وبرشلونة وحتى ليفربول تحت قيادة كلوب تقوم بتطبيق ما يُسمى الضغط المُرتد counterpressing فور فقدها للكرة في منتصف ملعب المنافس لمنع الهجمات المرتدة التي تكون غاية في الخطورة على دفاع متقدم مثل بايرن وبرشلونة، دييجو سيموني شكّل مجموعة من فريقه، في حالة الدفاع فور استخلاص الكرة تكون مهمتها الأساسية ضرب ضغط الخصم المرتد لعمل هجمة مرتدة منظمة وسريعة.. كيف هذا؟
شاهد هنا فور استخلاص لويس الكرة مررها لكوكي وتواجد جريزمان مساندًا لهما في العمق، وقام توريس بحجب الدفاع البافاري بتواجده أمامهم، وتم ضرب ضغط 5 من لاعبي البايرن ولكن الكرة خرجت للتماس.
الأمر ليس صدفة شاهد هذا أيضًا لتتأكد، الكرة كالعادة تنتقل من جريزمان لكوكي «والذي من المفترض أنه الجناح الأيسر» لتوريس ليتم ضرب ضغط البايرن بكل بساطة.
وأيضًا هُنا يستخلص جابي الكرة ويمررها لأجوستو الارتكاز الآخر ثم يظهر جريزمان «حلال كل هذه المشاكل» والعنصر الأساسي في هذه المجموعة المسؤولة عن المرتدات، ليلمسها لتوريس ويتم ضرب ضغط البايرن.
وعندما تمت مُراقبة جريزمان وكوكي وتوريس، لم يتوقف لويس بل قام بمراوغة ألونسو وأيضًا تم ضرب الضغط.
هذا ما يُسمى ب«مجموعة/ كتلة موجهة لتنفيذ الهجوم المرتد» وهي حل مثالي لضرب الضغط السريع للخصم، وما يزيد من صعوبة تلك الحالات أنها على الأطراف أي أن لاعبي أتلتيكو يواجهون خصمين هما خط الملعب وضغط بايرن، ومع ذلك يتصرفون بشكل مثالي، وهو بالتأكيد بتدريبات «الروندو» من قِبل مدربهم.