«زي النهارده».. وفاة الفنان محمد ناجي في 5 أبريل 1956

ولد محمد ناجي، الذي يعد واحدًا من كبار رواد الفن التشكيلي المصري، وينتمي إلى المدرسة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهو مؤسس المدرسة المصرية للفن الحديث، في الإسكندرية يوم 17 يناير 1888 في حي محرم بك ونشأ في بيت أبيه موسى ناجي على ضفاف ترعة المحمودية، تلقى ناجي تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس الإسكندرية، ثم سافر عام 1906 إلى فرنسا للالتحاق بكلية ليون حيث درس القانون بناء على رغبة أبيه.
حصل «ناجي» على الليسانس في القانون من فرنسا عام 1910 ولكن حبه للفن دفعه للالتحاق بكلية الفنون الجميلة بفلورنسا بإيطاليا، فدرس الرسم والتصوير في الفترة من 1910 إلى 1914 فأتيحت له فرصة أن يدرس الفن على يد واحد من رواد التشكيل في العالم وهو رائد المدرسة الانطباعية في أوروبا الفرنسي كلود مونيه، عندما سافر إلى باريس عام 1918.
وعندما عاد «ناجي» لمصر 1919 ساهم في الحركة الوطنية المصرية بعدد من لوحاته، ومنها لوحة «موكب إيزيس» التي نالت الميدالية الذهبية في صالون الفنانين المصريين في باريس عام 1922 كما عمل لعدة سنوات في السلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية فعمل في البرازيل 1925 ملحقًا بالسفارة المصرية في ريو دى جانيرو وانتقل منها في 1927 للسفارة المصرية بباريس حتى 1929 وفي 1930 استقال من الوظائف الدبلوماسية ليتفرغ للفن في 1937.
عُين مديرا لمدرسة الفنون الجميلة العليا بالقاهرة، فكان أول عربي يُعين مديرا لهذه المدرسة وفي الفترة من 1939 إلى 1947 عين مديرا لمتحف الفن الحديث بالقاهرة، ثم رئيسا لأكاديمية الفنون المصرية بروما، إلى أن توفي «زي النهارده» في 5 أبريل 1956.
وأكثر من أثر يُخلد ذكرى الفنان التشكيلي الرائد محمد ناجي، وأول هذه الآثار أتيلييه القاهرة بشارع كريم الدولة بوسط القاهرة، فلقد كان من مؤسسيه مع أبوبكر خيرت كما أسس أتيلييه الإسكندرية، وهناك قاعتان تحملان اسمه، واحدة في أتيلييه القاهرة والأخرى في قصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية، وفوق هذا فإن هناك متحفا يحمل اسمه.
ترك «ناجي» تراثا تشكيليا رائعا وغنيا تمثل في مجموعة من لوحاته من أشهرها «المزمار، والراعي، والأقصر، وأحد نبلاء الحبشة، والريف المصرى والصيادون والعازفة والمحمل وجني البلح، وخيرات البلاد، ودموع إيزيس».