رئيس إدارة حدائق الحيوان تتعرف على متهمين ب«فض النهضة»: «كانوا بيبيعوا شاي»

استأنفت محكمة جنايات الجيزة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، برئاسة المستشار معتز خفاجى، محاكمة 379 متهمًا، من بينهم 189 محبوسين، في القضية المعروفة إعلاميًا ب«فض اعتصام النهضة».
واستمعت المحكمة إلى شريف أحمد مراد، عميد كلية هندسة، الذي أكد أنه كان في المنزل يوم 14 أغسطس «يوم الفض»، وتلقي اتصال هاتفي، وتم إخباره خلالها بأن قوات الأمن سوف تقوم بفض الإعتصام، ثم عرف أن بعض المعتصمين قاموا باقتحام الكلية وكسروا الباب الرئيسي، وقفزوا أعلي السور، وتم توسيطه من الدكتور على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، لمحاولة إخراج الناس من الكلية وإيجاد حل حتي لا يحدث تخريب.
وأضاف الشاهد: «حاولت التواصل مع المعتصمين داخل الكلية تليفونيا، ونجحت في الوصول للدكتور عصام حشيش، وهو أستاذ في الكلية وكان موجود داخلها لأنه معتصم، والمحافظ قال إنهم ممكن يخرجوا من البوابة بعد تفتيشهم، وفضلت المفاوضات حتي خرجوا عصر ذلك اليوم، وكان أكثر ما يهمني هو أمن الكلية لأنهم غير مسلحين».
وتابع عميد كلية الهندسة: «بعدها بيوم رحت الكلية وكان بها تلفيات عبارة عن إصابات في جسم المبني والأبواب والنوافذ، نتيجة إطلاق النيران المتبادل، وبعدها دخل مجموعة من اللصوص عقب الفض، وقاموا بنقل خزن وأجهزة حاسب ألي بواسطة سيارات نقل أدخلوها للكلية، وجاءت الشرطة وأوقف استكمال السرقة، والساعة 12 بالليل جائتني مكالمة أن الكلية بتولع، والحريق كان في المبني الرئيسي في الدور الثاني حيث أحترق بالكامل، وتضرر الدور الأول نتيجة عمليات الإطفاء».
كما أستمعت المحكمة إلى أقوال حافظ عبدالعال شكر، مدير أمن كلية الهندسة، الذي أكد أنه كان متواجدا في الكلية يوم الفض في السابعة صباحا، حيث تبدأ فترة عمله من 7 صباحا حتي 5 مساءا، وكان موجودا في مكتبه بالإدارة المواجهة للباب الرئيسي للكلية، وسمع صوت فرقعة قوي، وبعدها فكر مجموعة من زملائه بترك المكان والرحيل إلا أنه رفض مصرا على الدخول.
وأضاف: «فوجئت بمجموعة تقوم باقتحام الكلية وكسروا الباب، فخرجت من المبني ووقفت مع مجموعة من الزملاء بمبني ميكانيكا، وأغلقنا الباب الرئيسي للمبني وكذلك باب أحد المكاتب الذي جلسنا به، وسمعنا أصوات إطلاق نار وقنابل مسيلة للدموع من خارج وداخل الكلية، وكانت الأصوات القادمة من داخل الكلية قادمة من مباني ميكانيكا وعمارة والاتصالات والملحق، والذين قاموا باقتحام المبني كانوا أكثر من 2000 شخص، وفي الثانية ظهرا قام أحد الضباط بإخراجنا من المبني والكلية».
وقال تيسير عبدالفتاح، رئيس حي جنوب الجيزة وقت الفض، إن الأحداث تسببت في خلع أرصفة مكان الفض، وأعمدة الإنارة، وقطعوا كابلات كهربائية، وأشجار وحدائق تم تدميرها بالكامل، وبلغت تكلفة إصلاح ما حدث حوالي 20 مليون جنيه، طبقا للمقايسة التي قمنا بإعدادها، إلا أن المحافظة هي من قامت بالإصلاح، فالتكلفة الفعلية تعلمها المحافظة.
وقال سيد حسين أحمد، مدير حديقة الأورمان، أن زملائه أخبروه بأن المعتصمين قاموا بتكسير سلسلة الحديقة وأسوارها، وقاموا بأخذ الكراسي والمكاتب، وقاموا بقطع بعض النباتات، وكانت الموظفات العاملات بالحديقة يتعرضن للمضايقات، وتم عمل محضر بالتلفيات، وقاموا ببناء مباني عشوائية بجوار دورات المياه.
وقالت فاطمة تمام محمد، رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان: «الشارع كان مغلقا وأغلقنا أبواب الحديقة، مما تسبب في خسائر كبيرة، ويوم الفض أضطرت أنزل الشارع وأروح عند الحديقة للإطمئنان على غذاء الحيوانات، وكان فيه حرائق أدت لنفوق عدد من الحيوانات وعملنا تقرير بها».
وأثناء إدلاء الشاهدة بشهادتها صرخ بعض المتهمين مدعين معرفة الدكتورة بهم، فاستخرجتهم هيئة المحكمة، وتعرفت الدكتورة على 2 من المتهمين الثلاثة الذين خرجوا من القفص وهم فتحي عبدالشكور، وعاطف نبيل، ومحمد عبدالله، وأكدت أن الأول والثاني كانا يبيعان الشاي والشيبسي والبسكوت خارج أسوار الحديقة قبل الاعتصام، ولم تراهم أثناء الاعتصام.
وأسند أمر الإحالة للمتهمين وعددهم 379 منهم 189 متهمًا محبوسين بتهم تدبير تجمهر بميدان النهضة، بغرض الترويع ونشر الرعب بين الناس، وتعريض الأمن العام وحياة المواطنين للخطر، كما قاموا بمقاومة رجال الشرطة المكلفين بفض التجمهر، وكذلك التخريب والإتلاف العمدي للمبانى والأملاك العامة، واحتلالها بالقوة وقطع الطرق، وتقييد حركة المواطنين وحرمانهم من حرية التنقل والتأثير على السلطات العامة في أعمالها، بهدف مناهضة ثورة 30 يونيو.
كما أُسند لهم ارتكاب جرائم القتل العمدي في حق عدد من مجهولي الهوية، والشروع في قتل الرائد وائل مختار والمجند محمد المهدى عفيفى والمجند رامي قرني مصطفى وآخرين عمدًا مع سبق الإصرار، وأيضا الانضمام لعصابة قاومت بالسلاح رجال السلطة العامة في تنفيذ القوانين، وكذلك حيازة أسلحة نارية مشخشنة، وغير مشخشنة، وذخائر تستخدم على الأسلحة بدون ترخيص، وأسلحة بيضاء، والقيام بأعمال البلطجة واستعراض القوة.