«لن أقول يكفيني شرف المحاولة، بل أقول المحاولة أشرف من النجاح».. بهذه الكلمات ودّع أشرف البنداري ما سماه «الوحش المصري»، حيث قام بحرقه بالكامل ورميه بأحد ترع القليوبية. وعلق «البنداري»، في تصريحات ل«المصري اليوم»، الخميس، على حرقه بأنه «من أجل الكرامة»، قائلاً إن «الوحش المصري يتمير بخصائص عدة منها أنه يعمل بطاقة كهربائية متجددة ويسير في الماء كما يسير على الأرض». وردًا على الفشل الذي لحق بتصميمه في ميدان التحرير، أشار إلى أنه تم بفعل فاعل، متهمًا شادي حسين، المعد ببرنامج «أبلة فاهيتا»، بأنه «وراء فشله من خلال العبث بأزرار الوحش»- على حد قوله. وأوضح: «طلعنا لميدان التحرير ورفعنا صورة الرئيس مدونًا عليها أنا عايز شباب مصر سمعنا فلبينا، وإليك يا مصر أهدينا وتحيا مصر والناس سخرت مننا ولم يهتم المسؤولون بالاختراع، بينما استجاب الرئيس للسيدة التي كانت أمام مجلس النواب». وأشار إلى أنه قدم «الاختراع» لأكاديمية البحث العلمي عام 2011 غير أنها رفضته وقالت إنه غير مطابق للمواصفات، وقام بالعمل عليه من خلال 21 شخصًا معظمهم خريجو دبلوم صنايع قسم سيارات، قائلاً: «بعت شقتي من أجل هذا الاختراع». واختتم «البنداري» حديثه بالقول: «أحرقت الوحش من أجل الكرامة ورسالة للشباب بألا يبتكروا». بداية القصة تعود إلى في أواخر عام 2015، حيث فوجئ مواطنون في ميدان التحرير بأشخاص يدخلون الميدان بسيارة مدون عليها «نموذج الوحش المصري» و«لن أقول يكفيني شرف المحاولة، بل أقول المحاولة أشرف من النجاح– أنا عايز شباب.. سمعنا فلبينا وإليك يا مصر أهديها أهديها وتحيا مصر». وأثناء التجربة، فشل «الوحش المصري» في أداء مهامه ولم يطر جوًا ولم يتحرك أرضًا ليسقط على أرض ميدان التحرير مما جعل بعض المشاهدين للسخرية بقوله: «كارك لها». وقال البنداري، الذي يطلق على نفسه لقب «مبتكر»، وقتها، إن «الوحش المصري» طائرة برمائية تحلق في الجو وتسير على المياه بطاقة تتولد ذاتيا بسرعة 120 كيلومترا في الساعة، وأشار إلى أنه شارك بسيارته في معرض القاهرة الدولي للابتكار وتم تكريمه. وأضاف، في تصريحات لبرنامج «كلام جرائد»، على قناة «العاصمة»، آنذاك، إن «الوحش المصري» يُزلزل عرش اقتصاد بعض الدول، ونحتاج لدعم الدولة لعلاج بعض الخلل في الأجنحة كي يطير في الجو، دون الاكتفاء بالسير على الأرض فقط. وعلى صعيد متصل، قال عصام حجي، عالم الفضاء المصري بوكالة ناسا الدولية، عن اختراع «الوحش المصري»: «في رأيي أن شخصية 2015 هي بلا منافس الأخ إللى راكب الاختراع (الصاروخي العائم) في ميدان التحرير». وتساءل: «كيف لا؟ فهو نجح في ما لم ينجح فيه أي عالم فضاء مصري، هو استطاع الدخول باختراعه الصاروخي في ميدان التحرير، أسمى رموز الثورة، والحصول على الموافقات الأمنية اللازمة لذلك والتجول والتجمهر تحت حراسة وفرت له الظروف الملائمة لنجاح (تجربته) أما غيره من العلماء والطلبة يمنعون من الاجتماع من أجل محاضرة علمية في قاعة مغلقة ولا يجرؤ حتى أحدهم أن يفكر في أن ينزل الميدان لقراءة الفاتحة في ذكرى الشهداء يوم 25 يناير حاملا مصحفا وليس (صاروخا)». وانتهت القصة بإحراقه من خلال سكب البنزين عليه وعلى اللافتة المعلقة بداخله «لن أقول يكفيني شرف المحاولة، بل أقول المحاولة أشرف من النجاح».