أطفال الدقهلية.. الموت بحثاً عن سرير عناية مركزة

«لفّيت على مستشفيات الدقهلية ببنتى عمرها 3 شهور وفى الآخر ماتت بسبب الإهمال وعدم وجود عناية أطفال خالية، رغم أن المستشفى الدولى فيه 4 عنايات مغلقة»، بهذه الكلمات الحزينة لخص سامح رمضان، عامل، 30 سنة، مأساة طفلته التى أصيبت بالتهاب رئوى انتهى بوفاتها داخل مستشفى التأمين الصحى.
الأب المكلوم روى تفاصيل مأساته، قائلًا «أصيبت ابنتى جنى، 3 شهور، بالبرد وتطور إلى ضيق فى التنفس، فذهبت بها إلى مستشفى دكرنس العام يوم 21 يناير وأكد الأطباء أن حالتها مستقرة وتحتاج لإجراء تحليل غازات بمستشفى الأطفال الجامعى بالمنصورة، وتم حجزها بالمستشفى وأخذوا منها عينة اشتباه الإصابة بالأنفلونزا، وتم إرسالها للمعامل المركزية بوزارة الصحة لتحليلها، وأكد الأطباء أن حالتها تتحسن».
وأضاف: «فوجئت باتصال من المستشفى يطالبنى بنقل ابنتى إلى عناية مركزة أطفال لأن تنفسها غير منتظم وحالتها سيئة وتوسلت للأطباء لحجزها بالمستشفى فأكدوا أن جميع العنايات مشغولة ولديهم قائمة انتظار لمدة 10 أيام، وحالة ابنتى سيئة لا يمكنها الانتظار».
وتابع: «توجهت لجميع المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، وأكد المسؤولون بها عدم وجود عناية أطفال، حيث لا توجد عناية أطفال سوى فى مستشفيات المنصورة الدولى، وميت غمر، والسنبلاوين، ولا توجد بها أماكن شاغرة».
وبكى وهو يقول «أكد لى مسؤول بمديرية الصحة أن مستشفى المنصورة الدولى به 10 عنايات، 4 منها شاغرة، فتوجهت للمستشفى، وأكد الأطباء أنه لا يوجد سوى 6 عنايات تعمل والأربعة الباقين تم إغلاقها بأمر المدير، فعدت لمديرية الصحة للشكوى وتوفير عناية لابنتى، لكنهم أكدوا لى أنهم لا يعلمون أى شىء عن إغلاق العنايات الأربع وتوجهت لمدير مستشفى المنصورة الدولى وتوسلت له لتوفير عناية لابنتى الصغيرة، فأكد أنه لا يوجد عنده سوى 6 عنايات فقط وجميعها مشغولة وأنكر وجود العنايات الأربع المغلقة».
وأشار إلى أنه لم يجد سوى مستشفى خاص مقابل لمستشفى الأطفال الجامعى وفوجئ بأن الليلة الواحدة فيها بألف جنيه بخلاف مقابل الأدوية والتحاليل والأشعات، لافتاً إلى أنه وافق مضطرا، رغم أنه لا يملك ثمن ليلة واحدة لإنقاذ حياة ابنته التى تبين بعد عمل الأشعة اللازمة أنها مصابة بالتهاب رئوى شديد فى الناحيتين من الرئة ويستلزم وضعها على جهاز تنفس صناعى.
وقال: «أطباء المستشفى الخاص أكدوا أن الطفلة حالتها تتحسن وطلب أحدهم منى نقلها إلى مستشفى حكومى لترشيد النفقات، وتم نقلها لمستشفى التأمين الصحى، وبعد ساعات لفظت ابنتى أنفاسها الأخيرة على جهاز التنفس بالمستشفى، ونقلتها بسيارة إسعاف للمنزل لدفنها».
مأساة «جنى» تنتظر الطفل كريم السيد وهبة، 14 شهراً، الذى يرقد بمستشفى نبروه العام يصارع الموت، حيث يعانى من فشل تنفسى ومتصل به أنبوبة حنجرية، بينما تبحث أسرته عن سرير عناية مركزة.
يقول والد الطفل «ابنى بيموت أمام عينى ولفّيت على كل المستشفيات ومفيش فايدة كلهم بيقولوا عناية الأطفال مشغولة، والأطباء بيقولوا لى روح مستشفى خاص يعنى الغلبان ولاده يموتوا علشان مش لاقى يعالج ابنه».
من جانبها، أكدت الدكتورة هبة الشريف، مدير الرعاية الحرجة بمديرية الصحة بالمحافظة أن الدقهلية تعانى نقصاً فى عدد أسرّة العناية المركزة للأطفال، حيث لا يوجد سوى 10 عنايات بمستشفى المنصورة الدولى و2 بمستشفى ميت غمر و2 بمستشفى السنبلاوين، وجار إنشاء وتجهيز 4 عنايات جديدة بمستشفيى أجا وشربين، مشيرة إلى أن مستشفى المنصورة الدولى لم يخطر مديرية الصحة بإغلاق 4 عنايات.