خطة ماليزيا لتحويل كوالالمبور لمركز تجارى عالمي (تحليل اقتصادي)

مصر عليها الاستفادة من تجارب الآخرين لكى تنهض بسرعة كما نهضت الصين وكوريا وماليزيا ودول أخرى.
في عام 2009، وضعت ماليزيا خطة 2020 لجذب 440 مليار دولار، من خلال 200 مشروع قومى، للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة «15 ألف دولار دخل الفرد السنوى»، الخطة مقسمة إلى 12 قطاعا، وبكل قطاع مجموعة من المبادرات تتم متابعتها سنوياً عن طريق هيئة البيمندوPEMANDU التابعة لرئيس الوزراء مباشرة والتى يعمل بها 150 من أحسن الكفاءات الإدارية.
واحد من ضمن هذه القطاعات هو كوالالمبور ويهدف إلى تحويلها إلى مركز تجارى ومالى عالمى ينافس طوكيو وسنغافورة.
توجد 9 مشاريع رئيسية لتحويل كوالالمبور إلى مركز تجارى عالمى ويتم خلق 234 ألف فرصة عمل جديدة و44 مليار دولار زيادة في الناتج القومى للمدينة. مشروع مثل جذب 100 شركة عالمية يتم جذبها لكوالالمبور وتتخذ منها المركز الرئيسى لهم بالمنطقة. مشروع آخر لجذب الكفاءات الإدارية وآخر لخلق مناطق سياحية جديدة، كل مشروع به هدف رئيسى لعام 2020 وتحت هذا الهدف الرئيسى أهداف لكل عام تتم متابعتها ويتم نشرها في تقرير سنوى للناس على صفحة الهيئة www.pemandu.gov.my.
ولكل هدف مجموعة من المؤشرات لمتابعته وتتم متابعة المؤشر وما تحقق منه بصورة أسبوعية وشهرية وسنوية.
فمثلاً لكى تجذب ماليزيا 100 شركة عالمية بكوالالمبور عليها بجذب 13 شركة عالمية في عام 2015 لتوقيع عقد موافقة للاستثمار وفتح مركز رئيسى، وقد تم تحقيق 14 توقيعا أي أن فريق العمل حقق المزيد.
مؤشر آخر لهذا المشروع هو خلق 600 وظيفة، وقد تم تحقيق 1.241 وظيفة. كل شىء محسوب، وقد أنشأت ماليزيا شركة عالمية بكفاءات إدارية متميزة للسفر حول العالم ومخاطبة الشركات العالمية وجذبها إلى ماليزيا. ويتابع رئيس الوزراء تقرير أسبوعى لما تم إنجازه في كل مبادرة عن طريق تطبيق عملوه على الآيباد شبيه ب»فيسبوك» يتيح للجميع الفرصة للنقاش والعمل معا بسرعة على حل المشكلة. أغلى شىء لديهم هو الوقت ولذلك فهم يلتزمون بجدول زمنى محدد.
ولتحقيق كل هدف أو مشروع تم عمل خطة تنفيذ، ويتم حساب العائد للدولة من إيرادات حكومية، فما هو الإنفاق الحكومى وما هو العائد للحكومة. ويتم حساب الReturn on investment بالنسبة للدولة.
الموضوع ببساطة سهل جداً وتجربة ماليزيا واضحة، هم يعملون بفريق من 150 كفاءة إدارية لمتابعة أكبر 200 مشروع قومى، يضعون هدف لكل عام ويتابعون ما تم تنفيذه وما لم يتم وأهم من كل ذلك يعلنون للعالم أجمع النتيجة وهذه أهم خطوة، فهم يريدون أن يشركوا العالم معهم، فمثلاً تم تخفيض مدة إصدار تصاريح العمل للأجانب من شهرين إلى 5 أيام فقط، وتم عمل خطة لجذب 1200 ماليزى سنوياً للعودة للعمل في ماليزيا.. لماذا؟
لأنهم يريدون كفاءات ذات خبرات عالمية تجعل من كوالالمبور مدينة عالمية.
الطريق إلى النجاح سهل، الخطة الواضحة للجميع أساس النجاح، الكفاءات الإدارية المتميزة هي التي تميز الفريق الجيد عن المتوسط أو عن الضعيف، ومتابعة الخطة هي الأساس للتأكيد أن المنظومة كلها تعمل لتحقيق ما تم الاتفاق عليه.
نريد بمصر منظومة مماثلة، وكل يوم يمر يتطلب منا خلق فرص عمل ل3000 مواطن «مليون خريج سنويا» ونحن سرعتنا بطيئة بالمقارنة بالمعالم وعلينا بالإسراع الشديد في وتيرة التنفيذ إذا فعلاً أردنا فتح باب الفرص للجميع.