سيطر وهيمن المنتخب المصري بالطول والعرض على نتائج آخر مواجهاته امام نظيره الكاميروني، سواء بتصفيات المونديال أو بمسابقة أمم أفريقيا، فكان للفراعنة الأفضلية على مستوى الأداء والنتيجة في المواجهات التي جمعت المنتخبين على مدارال10 سنوات الأخيرة. وكان ريجوبير سونج قائد المنتخب الكاميروني السابق والمدير الفني الحالي لمنتخب تشاد حاضرًا في هزائم منتخب بلاده أمام المصريين خلال هذه المواجهات، بل كان هو أحد أبرز أسبابها. وتولى «سونج» الإدارة الفنية لمنتخب تشاد قبل أيام قليلة من مواجهة المنتخب المصري بالمرحلة الأولى لتصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال 2018 بروسيا، طمعاً في إنهاء عقدة الفراعنة التي لازمته شخصيًا ولازمت منتخب بلاده طوال 10 أعوام. بداية تفوق وسيطرة الفراعنة على مبارياته أمام المنتخب الكاميروني، كانت في سبتمبر 2005، حين استضاف ملعب المقاولون العرب بالجبل الأخضر بالقاهرة، مواجهة المنتخبين بالجولة الرابعة لتصفيات مونديال 2006 بألمانيا، وصال وجال المنتخب المصري وسجل ثلاثة أهداف قبل أن يضفي أسود الكاميرون نوعا من التكافؤ على النتيجة بهدفين متأخرين مع صافرة النهاية، وكاد «سونج» هو سبب رئيسي في الهزيمة الثقيلة التي تلقاها منتخب بلاده خلال هذا اللقاء، فتسبب تهوره في ركلة جزاء للمنتخب المصري سجلها أحمد حسن باتقان، فضلاً عن تلاعب طارق السيد به ومراوغته بكل سهولة في الهدف الثالث الذي عزز النقاط الثلاث لأبناء النيل. ومن سوء في التغطية وخطأ ساذج انتظر خلاله سونج ورفاقه بدفاع الكاميروني رفع مساعد الحكم لتسلل على محمد شوقي نجم خط وسط الفراعنة، والذي لم يتوان عن ايداع الكرة الشباك برأسه معلنًا عن تعادل بطعم «المر» بالنسبة للجماهير الكاميرونية، كونه هدف التعادل للمصريين الذي منح بطاقة الترشح لمونديال 2006 للمنتخب الإيفواري للمرة الأولى في تاريخه، وسط دهشة وبكاء نجوم المنتخب الكاميروني وجماهيره التي ملأت جنبات ملعب المواجهة. ويشهد ريجوبير سونج على رباعية تاريخية للمنتخب المصري في شباك منتخب بلاده، بالجولة الافتتاحية لأمم أفريقيا 2008 بغانا، فيساعد البطىء الشديد لقائد الأسود صاحب ال 32 عامًا، في توغل مهاجمي الفراعنة واقتحامهم المرمى الكاميروني في أربع لقطات ليرسخ المنتخب الوطني عقدة للأسود. وعقب رباعية المصريين في شباك الكاميرون، تشاء الأقدار بمواجهة نارية في نهائي العرس القاري 2008، فيضرب الفراعنة موعدًا أمام الأسود، ويراهن كل منهما بمعانقة الأميرة السمراء، ويشهد اللقاء الخطأ الأكبر في مشوار «سونج» بالملاعب، فيتباطىء في ابعاد الكرة من أمام المشاكس محمد زيدان، والذي يستميت في مواجهته بكرة مشتركة، ليستخلصها نجم هجوم الفراعنة ويقدمها على طبق من ذهب لمحمد أبوتريكة الذي قبل الهدية وسجل هدف تتويج أبناء النيل قبل النهاية ب11 دقيقة. لم تنته العقدة المصرية لدى ريجوبير سونج، قائد المنتخب الكاميروني السابق والمدير الفني الحالي لتشاد عن هذا الحد، بل استمرت بمنافسات أمم أفريقيا 2010 بأنجولا، فيشاهد صاحب ال 34 عامًا وقتها من على دكة البدلاء ثلاثية تسكن شباك الأسود من قبل نجوم الفراعنة وعلى رأسهم محمد ناجي جدو وأحمد حسن واللذان تكفلا بازاحة الكاميرونيين من ربع نهائي المسابقة ومواصلة التفوق التاريخي عليهم. فهل تستمر «عقدة» سونج من المنتخب المصري وتلاحقه وهو في منصب المدير الفني خلال مواجهة تشاد بتصفيات مونديال 2018 أم تحدث المفاجأة ويثأر الكاميروني مما تسبب فيه الفراعنة له في آخر 10 سنوات؟
