قال الدكتور أيمن أبوحديد، رئيس مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة بوزارة الزراعة، إن مصر من أكثر الدول تأثرًا بتغير المناخ، خاصة فيما يتعلق بتهديدات ارتفاع منسوب سطح البحر على دلتا نهر النيل. وأوضح أبوحديد، في تصريحات ل«المصري اليوم»، أن مصر تتعرض لموجات متتالية من الطقس السيئ خلال هذه الفترات، مع زيادة قوة حدوث وتكرار الظواهر المناخية الأكثر حدة، كنتيجة مباشرة لتغير المناخ، لافتًا إلى أن ما كان متوقعًا خلال ال20 عاما القادمة، بدأ فعليا في الحدوث نتيجة التسارع الكبير في التقلبات المناخية، كجزء من تغير المناخ المتوقع حدوثه على مصر. وأشار إلى أن مصر من أكثر الدول التي ستتأثر سلبيا بهذه الظاهرة، للعديد من الأسباب، منها أنها تقع في نطاق يتميز بارتفاع درجة حرارتها والتغيرات المناخية المستقبلية ستؤدي إلى سوء الأحوال الجوية أكثر، لافتًا إلى أن ضعف إمكانياتنا المادية سيقف عائقًا أمام مواجهة هذه المشكلة. وأضاف أبوحديد أن هذه التقلبات المناخية تستمر حتى الأسبوع الأول من شهر نوفمبر المقبل، مشيرًا إلى أنه سيكون لها بعض التأثيرات السلبية على الأنشطة الزراعية وبعض المحاصيل المزروعة، وأهم هذه التأثيرات هو الأضرار التي تحدثها «كرات الثلج» على الأجزاء النباتية المختلفة وعلى الأغطية البلاستيكية للأنفاق والصوب الزراعية، مستطردًا ان زيادة معدلات المطر له تأثيرات كبيرة على خصوبة التربة الزراعية، خصوصًا على تخزين الكربون الحيوي في مختلف البيئات الزراعية، ويجب إجراء بحوث ودراسات مسح ومتابعة لعمليات فصل الكربون الحيوي وتقديرها في مختلف أنواع واستخدامات الأراضي ونظم الإنتاج ومستويات الأمطار والبيئات الزراعية، وإجراء التحليلات المعملية اللازمة، وكذلك فقد الكربون من خلال فقد التربة بالنحر الهوائي والمائي بالوديان في المناطق المطرية تحديدًا. ولفت أبوحديد إلى أن مصر تتعرض لموجة قوية من الطقس السيئ، خلال هذه الفترة، حيث تتكاثر السحب الممطرة على المحافظات الشمالية والشرقية، وتكون الأمطار غزيرة تصل إلى حد السيول، ورعدية في سيناء، وسلاسل جبال البحر الأحمر وجنوب البلاد، وتعرف هذه النوة ب«رياح الصليبة»، وهي من نوات البحر المتوسط، وكذلك نوة الوسم (المساك) من نوات البحر الأحمر، وجاءت مبكرة عن ميعادها بنحو 5 أيام، موضحا أنها تتميز بكونها قوية وممطرة. وشدد أبوحديد على أهمية تجميع الدراسات الخاصة بتأثير التغيرات المناخية المستقبلية على قطاع الزراعة، وكيفية مواجهة الآثار السلبية الناجمة عنها، داعيا إلى تخصيص مرصد مناخي زراعي لرصد ومتابعة تأثير العوامل الجوية على حالة النبات النامي في المناطق المناخية المختلفة على مستوى الجمهورية. وأوضح أبوحديد أن أهم التوصيات اللازم اتباعها خلال هذه الفترات، هو إجراء الرش ضد الإصابة بحشرات المنّ والتربس والذبابة البيضاء على محاصيل الخضر، خصوصًا البطاطس والفلفل في محافظات شمال ووسط وجنوب الدلتا، وعلى الطماطم في الجيزة ومصر الوسطى والمناطق الجديدة، وسرعة فحص فسائل النخيل الصغيرة ومعاملتها ضد حشرة سوسة النخيل الحمراء في مناطق الجيزة والواحات وجنوب الصعيد للأصناف نصف الجافة والطرية، وبالنسبة لمحصول الطماطم يجب الاستعداد الجيد للإجراءات الوقائية ضد حشرة التوتا أبسلوتا، نظرا لتوقع ظهور وانتشار الحشرة خلال هذه الفترات.
