ديربي لندن.. عداوة أشعلها المدربان أكثر وأكثر

هو ليس أكبر ديربي في لندن، وليست العداوة الأبرز في العاصمة الإنجليزية على مر التاريخ، ولكن منذ بداية القرن الحالي، وقوة تلك المباراة ترتفع يومًا بعد يوم من حيث الإثارة والندية والتصريحات الجدلية والأحداث، داخل وخارج الملعب، حتى أصبحت واحدة من الديربيات الأكثر ترقبًا في لندن وإنجلترا كلها.
أكبر أسباب حدة هذا الديربي، هو صعود مستوى فريق تشيلسي منذ نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي وبداية منافسته لأرسنال في مختلف البطولات، ومع مجيء مالك النادي الحالي، رومان إبراموفيتش، تحول فريق تشيلسي من حصان أسود أو مجرد فريق قوي، إلى منافس رئيسي ومرشح أول للبطولات، وذلك تزامنًا مع هبوط واضح في أسهم فريق أرسنال وحظوظه مع البطولات.
في السنوات الأخيرة، وبالتحديد مع قدوم مالك تشيلسي الجديد في موسم «2003-2004»، حقق الفريق 4 ألقاب دوري «البرميير ليج» و4 ألقاب بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، و3 بطولات كأس الدوري، ما يعرف حاليًا باسم «كابيتال وان»، بالإضافة للبطولتين الأبرز، دوري الأبطال في عام 2012 والدوري الأوروبي في عام 2013.
باختصار، تشيلسي سطّر تاريخه بشكل أفضل وأوضح في تلك الفترة، التي لم تتجاوز فيها بطولات الأرسنال عن 3 ألقاب لبطولة كأس الاتحاد ولقب وحيد لبطولة الدوري، لكنه لقب متميز لم يتكرر في أي نسخة، وهو الفوز ببطولة الدوري دون هزيمة في موسم «2003-2004».
اشتعلت حدة الكراهية بين الفريقين وجماهير الفريقين، وفي عام 2009، عن طريق استطلاع العديد من الصحف والمواقع لآراء الجماهير عن أكثر الفرق المكروهة لديهم، اختارت جماهير أرسنال اسم تشيلسي كأكثر فريق مكروه، في حين اختارت جماهير تشيلسي نادي أرسنال ك«ثاني» أكثر فريق مكروه، بعد اسم ليفربول.
جزء لا بأس به من العداوة والكراهية الحالية صنعها مدربا الفريقين حاليًا، البرتغالي جوزيه مورينيو والفرنسي أرسين فينجر.
لن نخوض كثيرًا في صراع المدربين ونتحدث عن كم التصريحات النارية المتبادلة بينهما، والتي شهدت جدلًا وصراعًا إعلاميًا كبيرًا، ولكن كل ما يمكن قوله هو أن ديربي لندن جاء في توقيت مناسب وغير مناسب للفريقين، كلا الفريقين يبحث عن انتصار ولا شىء غير الانتصار، تشيلسي لم يحقق أي فوز على ملعب ستامفورد بريدج منذ بداية البطولة، بل إن حامل اللقب لم يجمع سوى 4 نقاط منذ بداية الموسم، محققًا البداية الأسوأ في تاريخ النادي على مدار مواسم «البرميير ليج» منذ بدايته موسم «1992/1993».
قد يكون الفوز الذي حققه الفريق، مساء الأربعاء، في دوري أبطال أوروبا، أمام مكابي حيفا الإسرائيلي، هو بداية عودة الفريق للطريق الصحيح، لكن الفريق في أمسّ الحاجة للفوز، ويا لها من مناسبة أن يفوز الفريق في مباراة ديربي وعلى حساب الغريم الأبرز في لندن، أرسنال.
أرسنال هو الآخر يدخل المباراة بعد العودة من خيبة أوروبية ثقيلة وهزيمة النادي أمام خصم متواضع لم يسبق له الفوز على أي فريق إنجليزي في البطولات الأوروبية، دينامو زغرب الكرواتي.
«فينجر» يدخل هذا اللقاء وهو يعلم أن هزيمة أخرى تعني ضغوطات أكثر فأكثر، علمًا بأن أرسنال سيخوض يوم الأربعاء المقبل مباراة ديربي أخرى أمام غريمه في الشمال اللندني، توتنهام، في إطار بطولة «كابيتال وان».
«فينجر» لم يسبق له هزيمة «مورينيو» في بطولة الدوري، بل إنه لم يسبق له الفوز عليه في أي مباراة جمعت بينهما، فيما عدا مباراة الدرع الخيرية، مطلع الموسم الحالي، والتي شهدت أول انتصارات المدرب الفرنسي بعد 13 لقاء لم يعرف فيها طعم النصر أبدًا على غريمه اللدود «مورينيو».
آخر فوز لأرسنال على تشيلسي في بطولة الدوري كان في 3 أكتوبر عام 2011، أي منذ 4 سنوات بالتحديد، وكان هذا الفوز في ملعب مباراة الغد، ستامفورد بريدج، بعدها فشل الفريق في تحقيق أي انتصار في 7 مواجهات، بل تلقى الهزيمة الأثقل في تاريخ النادي أمام منافسه في موسم «2013-2014»، على ملعب الإمارات، ب6 أهداف نظيفة.
كلا المدربين يعلم أن الفوز في مباراة، السبت، يعني الخروج من النفق المظلم، وكلاهما يعلم أن هزيمة مباراة السبت تعني الكثير من المشاكل والضغوطات، ولهذا هي مباراة مصيرية بشدة لموسم كلا المدربين.